نشرنا قبل فترة عن مذكرات مريضة بالسرطان في مركز أورام مجمع السلمانية الطبي، نقلت خلاله مشاهداتها وواقع ما عايشته خلال ترددها المستمر على مركز الأورام لتلقي العلاج.
وبعد أيام قلائل وصلنا بيان من وزارة الصحة تضمن معلومات متكاملة عن مركز الأورام والخدمات التي يُقدمها، وصوراً لأحدث الأجهزة التي يتم من خلالها علاج مرضى السرطان وإحصائيات المركز والحالات التي يستقبلها كونه الوحيد من نوعه في البحرين.
وبعد يوم من تسلمنا لهذا البيان وردتنا شكوى حول رفض أحد استشاريي مركز الأورام معاينة مريضة بورم خبيث في الصدر من الدرجة الثالثة، و»شتمها وذويها أمام المراجعين والممرضات والأطباء لسبب بسيط هو أنها لجأت إلى مستشفى إحدى دول الجوار لتتأكد من تشخيصه، ولهذا السبب أصبحت المريضة في نظره «قليلة أدب!»» (حسب قول المشتكية).
بدايةًًًً أود أن أشكر وزارة الصحة على الاستجابة السريعة وتوضيح كل ما يلزم وتزويدنا بجميع المعلومات المتعلقة بمركز الأورام، وهو أحد جوانب التعاون التي نلمسها من الوزارة، الأمر الذي يبعث على التقدير، إلا أن الوزارة أرسلت مع صور أجهزة مركز الأورام صورة لأحد الأطفال الذين كانوا يتلقون علاجهم عن السرطان وهو ما أثار استياء ذوي الطفل الذين اتصلوا بالصحيفة وأوضحوا أنه توفي وإن نشر الصورة نبش آلام العائلة من جديد.
في مركز أورام السلمانية كفاءات طبية وتمريضية مخلصة وذات خبرات ومهارات عالية مشهود لها، وفي مركز أورام السلمانية أجهزة وتقنيات متطورة تُضاهي الموجودة في أفضل المستشفيات في العالم، كما أن البرامج العلاجية التي يتم اتباعها في المركز هي ذاتها المطبقة في الدول المتقدمة وذلك بشهادة مرضى الأورام أنفسهم الذين تلقوا علاجهم في الخارج مثل بريطانيا وغيرها من الدول المتقدمة.
والسؤال هنا هو: إذن؛ ما الذي ينقص مرضى الأورام في مركز أورام السلمانية؟ ما الذي ينقصهم فعلا؟ ولماذا هذه الشكاوى التي تصلنا بين الحين والآخر؟ بعضها يبعث على الدهشة والغرابة، والبعض الآخر يبعث القلق والخوف أيضاً، قد يكون السبب هو الحاجة إلى المزيد من الكوادر وخاصة من الممرضات اللواتي نشرنا في «الوسط» في مطلع العام الجاري عن نقص في أعدادهن وهو ما يؤثر على سير العمل في مركز الأورام ولا يجعل هناك المزيد من الوقت الكافي مع المرضى الذين يحتاجون قبل إعطائهم العلاج الكيماوي على سبيل المثال لا الحصر أن يفهموا ما هو؟ وما هي آثاره الجانبية؟ وكيف يمكنهم التقليل منها؟ وما الذي يجب عليهم أن يتجنبوه؟ وكيف تسير بهم سفينة الحياة خلال رحلة العلاج الكيماوي أو الإشعاعي المرهقة؟ وكيف يواجه المريض نفسياً ومعنويا الآثار الجانبية لكل ذلك؟ في زحمة العمل وازدياد أعداد مرضى الأورام على المركز سنوياً والتي قدرتها الوزارة بخمسمئة حالة سنوياً يُعالجها المركز، كيف يُمكن إعطاء كل مريض حقه من معرفة مرضه وما يتبعه من متطلبات؟ حتى يُعطى مريض الأورام حقه من الرعاية والعناية التي تُساعده على التماثل للشفاء.
وثمة أمر آخر لا يقل أهمية عن رفد مركز أورام السلمانية بالمزيد من الممرضات، ألا وهو الابتسامة على وجوه بعض - وأكرر بعض - الأطباء والممرضات، وإلا كيف سيشفى المرضى يا تُرى؟
لقد بلغ من الأهمية الكبرى لمهنة الطب أنها كانت إحدى وسائل الحملات التبشيرية وخاصة أن المريض يكون في أضعف حالاته الجسمية والنفسية وتؤثر فيه المعاملة اللطيفة والحسنة، ما نود تأكيده أن المرضى يحتاجون إلى المعاملة الرحيمة والابتسامة وسعة صدر الطبيب ممزوجاً بالرفق واللين، وذلك مما يجعل من الضرورة أن يهتم الأطباء - رغم الضغوط - بوصف الابتسامة لمرضى الأورام المنهكين، بالإضافة إلى وصف الأدوية والعلاجات الأخرى اللازمة.
اسمحوا لي، فالكثير من الشكاوى باتت تصل عن عجرفة بعض الأطباء والمعاملة الجافة من بعضهم للمرضى ما يجعل المريض ينفر حتى من الذهاب إلى مواعيده ومتابعة صحته، أو يلجأ إلى الطب الخاص رغم الوضع المادي المتدني، وبالطبع لا يعدم ذلك وجود كوكبة من الطواقم الطبية والتمريضية في مجمع السلمانية الطبي ومركز الأورام ممن تصلنا في حقهم رسائل شكر وتقدير من المرضى.
ختاماً... من حق المريض أن يقوم بجولة حول مستشفيات العالم ليتأكد من تشخيص مرضه، فلماذا ينزعج بعض أطبائنا من ذلك على الرغم من أنه في بعض الحالات كانت إعادة التحاليل والتشخيص في مستشفيات الدول الأخرى إنقاذاً للمريض ورحمة للطبيب؟
إقرأ أيضا لـ "علياء علي"العدد 2881 - الإثنين 26 يوليو 2010م الموافق 13 شعبان 1431هـ
عجبي
هم يطرشون لممرضات يدرسون بره
لكن ما في بديل يكون محلهم
فيصير ضغط على الباجين
أصبت
أصبت كبد الحقيقة
وما ذكر في كلماتك صحيح
على الوتر
فعلا ماقلته صحيح اتمنى من ادارة كلية العلوم الصحية ادراج برنامج حول المعاملة الجيدة والتكرم بالتبسم في وجه المرضى من ضمن الساعات المعتمدة للتخرج لان الجفاف صفة من أبرز الصفات التي تتميز بها ممرضاتنا. انا أتكلم بجدية.