العدد 2879 - السبت 24 يوليو 2010م الموافق 11 شعبان 1431هـ

كلّ يراها من زاويته!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

قد نتعرّض لبعض المواقف والمشكلات الطريفة والصعبة، وعندما نطلب المساعدة من أحد، فإنّنا نلاحظ كيف يراها الناس من زاويتهم، فقد تجد من يبسّط المشكلة ويحلّها لك، وقد تجد من يقسو عليك بكلامه، ويصعّب أمورك أكثر مما هي صعبة أصلاً.

وإليكم هذا الموقف الذي مرّ على أحد الأشخاص، وقد لا يكون مهمّاً بالضرورة، ولكن العبرة في الموضوع هو التفكير الإيجابي، الذي يرفع المعنويات، ولا يجرّك إلى زاوية الاكتئاب والسلبيات.

يذكر لنا أحد الأشخاص أن سيارته توقّفت في يوم من الأيام، بسبب صبّه للديزل عن طريق الخطأ، وهو مسافر لإحدى البلدان العربية، فما كان منه إلا أن طلب المساعدة، وقد حضر شخصان للمساعدة، أحدهما أخبره بأنّ المشكلة بسيطة، وأنّه على قدرة لتصليح الخلل، والآخر ذكر بأنّ المشكلة معقّدة ولا يمكن حلّها مهما حدث.

كل يراها من زاويته، فقد يعقّدها أحدهم وقد يبسّطها الآخر، ولكن بحسبة بسيطة نجد أنّ الذي يبسّطها هو الرابح في النهاية، إذ إنّ تعقيد الأمور لا يحل المشكلات، بل يزيدها بتوتّره وعدم تأنّيه.

قصّة أخرى نذكرها لكم للتروّي في اتّخاذ قراراتكم، عندما اتّصلت فتاة وقالت لنا إنّها كانت على وجه خطبة، وإنّ خطيبها له تاريخ سيّئ ولكنه الآن في أفضل الأحوال، وإنّ أحد أقاربها اتّصل ينصحها بعدم الزواج منه؛ حتى لا تقع في مشكلات كبيرة معه.

ولكن الأخت لم تسمع كلام هذا القريب، فطلبت من والدها السؤال أكثر عنه، وكان هناك رجل صالح في المنطقة، تكلّم عن الرجل بكلام طيّب، وأنّه عدّل من سلوكه الخاطئ، فذكر الأب لابنته هذا الحديث، وقال لها إنّه ليس هناك من لا يخطئ في حياته، وإنّ على المرء التأني واتّخاذ القرار الصائب، وإنّه لن يتدخّل في قرارها؛ لأن الشاب أقلع عما كان يفعله، فتزوّجت الفتاة منه، وكانت أسعد الناس، وهذا دليل قاطع على الزاويتين، فلو سمعت الفتاة كلام القريب، لما تمكّنت من الحصول على السعادة مع هذا الشاب!

فكل يرى الأمور من زاويته، وكلٌّ يظن بأنّ حلها بطريقته الصحيحة، ولكن دوماً يجب علينا التأنّي في النصح، فقد يخسر الناس أموراً كثيرة بسبب الزاوية التي تدلّهم أنت عليها، فكن حكيماً في نصحك وطريقتك في تبسيط الأمور العالقة.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 2879 - السبت 24 يوليو 2010م الموافق 11 شعبان 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 12:22 م

      وجهة نظر

      مع احترامي لمقالك ،
      مجتزئ وغير ذا سبك متقن ورصين
      اعتقد عليك الصياغة بشكل آخر

    • زائر 4 | 5:20 ص

      الايجابية اساس الراحة النفسية

      الايجابية اساس الراحة النفسية

    • زائر 3 | 3:17 ص

      تفكير جميل

      يا ريت الناس تتفهم الى حل الامور بالتفكير الايجابى والصحيح ليعيش حياة خالية من التعقيد

    • زائر 2 | 2:00 ص

      نعم هذه العقلية الواعية.

      فعندما يدرك الانسان هذه الحقيقة
      يكون هناك تفهم وتقبل للكثير من السلوكات الغير متفقة مع ما يراه هذا الانسان.
      --
      فتوفر المعلومات والدراية تسهل من اتخاذ القرار أو المواقف.

اقرأ ايضاً