في بعض الأحايين يصبح التحيون أمنية مشروعة جداً! وأي إنسان يحمل على سَوقي لهذه الأمنية، ويجد فيها مبالغةً غير سوية، فما عليه إلا القيام بزيارة خاطفة إلى «جبرات» السوق المركزي، في أوج إحدى ظهريات هذه الأيام، ويخرج بعدها إلى أي اسطبل من اسطبلات الخمس نجوم، فإذا لم يتمنَّ هذا الإنسان الخروج من عالم إنسان «الجبرات»، والدخول في عالم حيوان الاسطبلات، فله مني ما يشاء!
يبدو أن آباءنا المرابطين عشرات الأعوام تحت سقف هذا السوق التي لا تصلح زرائب لقطعان الأغنام الأسترالية، لا يستحقون الرحمة من أحد! فقد شربوا عرق جباههم سنوات طوال، وكل مسئول يتربع على وزارة شئون البلديات، يطعمهم أطناناً من وعود الهواء، ويغادر ليقوم خلفه بالعزف على الموال ذاته، ويغادر! وهكذا، وهم يحترقون تحت سقف هذا السوق الآيل للسقوط، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا!
قبل سبع سنوات عجاف، وبالتحديد في يناير/ كانون الثاني من العام 2003، قام وزير البلديات حينها محمد علي الستري بزيارة لهم، فشكوا أحوالهم، وهم غير محتاجين للشكوى، فحالة منظرهم تكفيه عن مخبرهم! فطمطم أفئدتهم بالوعود حتى تجشأوا! ولم تكن تلك الوعود إلا هواءً حاراً من نفس كارتون الهواء الذي يستنشقون منه في أشهر الصيف الملتهب!
وفي أكتوبر/ تشرين الأول من العام 2006 زارهم أيضا وزير البلديات حينها علي صالح الصالح وأعلن لهم عن الانتهاء من خطة مشروع صيانة السوق، ولم تكن تلك الخطة إلا خلطة صعبة المكونات لم يتم الانتهاء من طهيها بعد، وما تم طهيه هو بضاعة الباعة المساكين، قبل أن يصل إليها الزبائن، فضلا عن طهي أجسامهم المغلية في قدر السوق المركزي المشتعل حتى نضجت، وكلما نضجت جلودهم بدلناهم غيرها ليذوقوا العذاب!
وهاهو وزير البلديات الحالي جمعة الكعبي يعدهم بالنصر مجددا، كما وعدوهم بالنصر سابقا، وقد زارهم في أبريل/ نيسان من العام الجاري، ووجه لإعداد دراسة ومخطط شامل لتوسعة السوق وتطويرها، وها نحن نخوض في حمم صيف 2010، وهناك هذه الأيام حديث جديد عن البدء في التطوير المزعوم، ولو تم ادخار مبالغ الحبر الذي كتبت به هذه الوعود لكفت لتشييد السوق مرات عديدة، ولكن مشكلتنا الأم أن مسئولينا شعراء فوق السحاب، لا أحد يستطيع كبح جماح الخيال في أفواههم، فهم شعراء شعراء... والشعراء يتبعهم الغاوون، ألم ترَ أنهم في كل وادٍ يهيمون؟ وأنهم يقولون ما لا يفعلون؟!
إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"العدد 2876 - الأربعاء 21 يوليو 2010م الموافق 08 شعبان 1431هـ
الى ويم؟
حــــسب الــظاهــر ســـوف يعــطونها مــستثمـــر خلــيجــي حتــى يطــورها ويبنيــها من جديد ويســـتثمرها من الفقاره اصحاب الجبرات ؟؟؟؟ لو ينقلونهم الى البـــر افضل من هالمكان؟؟
بهلول
زيارات ووعود ... إبر و حقن ... للتخدير
ليس إلا
كفيت ووفيت
كفيت ووفيت فجزاك الله عن هؤلاء المتعبين في السوق المركزي خيرا في الدنيا ولاخرة....آآآآآمين
ختامك للمقال بتلك الآية قمة الروعة
انت كاتب كبير ومميز يا عقيل ميرزا، من يقرأ المقال لا يدري أيضحك أم يبكي، اسلوبك ساحر ورائع، عجبتني في استخدام عبارة ( يعدهم بالنصر مجددا، كما وعدوهم بالنصر سابقا) المستوحاة من كلمة للسيد حسن نصر الله وكأنك تريد التوضيح في الفرق بين من قالوا وفعلوا ومن قالوا ولم يفعلوا، واختتمت المقال بتشبيه الوزراء بالشعراء واستشهدت بالآية والشعراء يتبعهم الغاوون، ألم ترَ أنهم في كل وادٍ يهيمون؟ وأنهم يقولون ما لا يفعلون؟!
فكانت مسك الختام لمقالك الرائع
سؤال خارج النص
بارك الله فيك ايها الكاتب المميز وبارك الله في اسلوبك الشيق للقارئ ،، الله يعطيك العافية ولكن لدي سؤال خارج النص وهو اننا تعلمنا في كتبنا ان البحرين ارخبيل وتتكون من 36 جزية ولكن بعد النزاع مع قطر على جزر حوار اصبحت البحرين تتكون من 33 جزيرة ، وسؤال اين تلك الجزر ؟ فنحن لا نعرف الا خمس جزر فقط والباقي لا نراها الا على الخريطة فقط ؟؟
فكرة؟؟
قد لا تكون واقعية,, ولكن مادامت قلـّة الفلوس هي حجة حكومتنا الرشيده ,,فهذا أحد الحلول المجانية التي لا تحتاج لخبراء أجانب ورواتبهم التي تستهلك الميزانية ,, لملذا لا تقوم البلدية أو يقوم نيابة عنها المستثمرون ببناء طابق - تحت مستوى السقف الحالي المرتفع - نؤجره ونستفيد من تاجيره بتكييف السوق ,, يعني فيد وإستفيد ؟؟