«تبادلت الصحف الخاصة في كل من مصر وسورية تراشقاً إعلامياً على خلفية اتهام صحيفة سورية لأخرى مصرية بالإساءة للنظام السوري الحالي، وسط انتقاد (الوطن) السورية لتدخل السفير المصري في سوريا بالقضية».... «اعتقلت السلطات التونسية أمس الصحافي الفاهم بوكدوس، المحكوم بالسجن أربع سنوات بتهمة نشر معلومات من شأنها تعكير صفو الأمن العام في مدينة سوسة وسط البلاد ...». ...«أفادت منظمات سورية تعنى بحقوق الإنسان بأن قاضي التحقيق الأول في دمشق أصدر أمس مذكرة توقيف وإيداع في سجن دمشق المركزي بحق الناشط السوري المعارض محمود باريش بعد استجوابه بشأن التهم، التي طالبت النيابة بتجريمه بها على خلفية نشاطه في (إعلان دمشق) وهو تجمع معارض محظور»... «كشفت مصادر أمنية كويتية مطلعة أن قوات أمن الحدود الكويتية وضعت في حال تأهب، تحسباً لأي خروقات على الحدود مع العراق على خلفية تجمع محتجين عراقيين على ترسيم الحدود»... أكد الرئيس السوري بشار الأسد والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ضرورة وقوف العرب جميعاً وراء مشروع القرار العربي الخاص بالقدرات النووية الإسرائيلية، والذي سيعرض على الدورة 54 للمؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية في سبتمبر/ أيلول المقبل بفيينا، في حين أكد الأسد تأييده (من حيث المبدأ) لفكرة سياسة الحوار العربي، فيما كان موسى التقى قادة (حماس) في دمشق معرباً عن تشاؤمه من مصير المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين»... «اتهم النائب البحريني (...) كتلة (...) بمخالفة الشريعة الإسلامية برفضها إسقاط الربا من القروض الإسكانية، واستغرب النائب موقف هذه الكتلة التي تلصق الإسلام باسمها ولا تطبقه في قراراتها التي اعتبرها لا تصب في صالح المواطن البسيط الذي يتحمل الفوائد الكبيرة». أنجزت كوريا الجنوبية بناء قلب مفاعل الطاقة النووية، وهو واحد من ثمانية سيتم استخدامها في أربعة مفاعلات في كوريا، واستغرق إنشاء قلب المفاعل عشر سنوات باستثمارات تصل إلى 195 مليون دولار. وتصل طاقته الإنتاجية إلى 1400 ميغاوات»... «باشر جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس هدم منزلين تعود ملكيتهما لمواطنين فلسطينيين في خربة (أبو العرقان) جنوب بلدة دورا في الخليل في الضفة الغربية، في وقت أخطرت فيه إسرائيل أصحاب منازل تعود لمواطنين في المنطقة بنية لهدمها بحجة عدم الترخيص».
هذه مجموعة من تغطيات صحافية اقتطفتها من صفحات إحدى الجرائد اليومية الصادرة أمس الجمعة الموافق 16 يونيو/ حزيران 2010. وباستثناء تاريخ الصدور، وبعض القضايا المتعلقة بالحدث نفسه، وأسماء الشخصيات ذات العلاقة، فقد يصعب على القارئ التمييز بينها وبين جريدة صدرت في سبعينيات القرن الماضي، حيث الحالة العربية مشابهة اليوم ما كانت عليها في الفترة الغابرة، وكأن التاريخ العربي قد توقف هناك، إن لم يكن في مرحلة أبكر. السمات المشتركة والراسخة، على مر العصور، في الحالة العربية يمكن تلخيصها في السمات التالية:
1. انشقاقات قطرية بين الأنظمة الحاكمة، التي لا تستطيع أن تستمتع بحالة الوئام إلى فترات طويلة، وكأنما باتت الخلافات جزءا من تركيبتها البنيوية الداخلية. ولو استعرضنا الحروب الداخلية، ولا أقول الخلافات، بين الأقطار العربية لوجدناها أكثر تكرارا من بين أي منها على حدة وأي عدو خارجي، بما في ذلك العدو الصهيوني الذي ندعي انه عدو قومي. بل ان عدد ضحايا، وحجم خسائر الحروب العربية الداخلية يفوق تلك التي خضناها ضد الأعداء الخارجيين. ولسنا بحاجة إلى إذكاء الذاكرة والعودة بعيدا في أعماق التاريخ، يكفي تقدير الخسائر العربية جراء الغزو الصدامي، ولا أقول العراقي للكويت، وأترك للقارئ الكريم إكمال قائمة الحروب التي خضناها ضد بعضنا البعض، منذ ذلك التاريخ إلى تلك التي وقعت هذا العام، ومقارنتها مع أي من الحروب التي خاضتها الجيوش العربية ضد «إسرائيل»، وتقدير النتائج.
2. امتهان السلطات العربية لحقوق المواطن العربي، حيث، وكما تقول الأخبار المتناقلة، لايزال المواطن العربي «مجرما حتى يثبت عكس ذلك». والتهمة الموجهة له لا يمكن أن تقف عند حدود انتهاكه لهذا القانون أو ذاك، بل لابد من أن تكون وراء تحركاته مصادر خارجية معادية للوطن، وتعكر صفو الأمن، كي يضمن النظام ممارسة حقه «الدستوري» في إنزال أقسى العقوبات دون تردد.
3. التراشق بالتهم بين القوى المعارضة في البلد المعني، فعلى امتداد النصف القرن الماضي، لم تكف القوى المعارضة عن اتهام بعضها البعض بأسوأ التهم التي تصل إلى درجة «التخوين». تتضخم، جراء تلك الصراعات الثانوية الداخلية بين المعارضة، وتتحول إلى تناقض رئيسي، غالبا ما تستفيد منه السلطات الحاكمة، التي تمعن، في قفزاتها فوق حبال تلك الخلافات وتتفنن في الاستفادة منه لتعزيز نفوذها وإضعاف القوى المعارضة دون أي استثناء.
4. العربدة الصهيونية، التي تحسن الاستفادة من حالة التمزق العربي، وتستغل مراحل بروزها كي تمرر مشروعاتها التوسعية والاستيطانية، معتمدة في ذلك على انشغال «العربان» بمشكلاتهم الداخلية، التي لا تختلف كثيرا عن حروب «داحس والغبراء»، لكن بأساليب معاصرة. وليس ما يجري في غزة اليوم سوى دليل على حرص الدولة العبرانية على الاستفادة القصوى من خلافاتنا، وإصرارنا على عدم وضع حد لها.
5. تَقدمُ الآخرين، بمن فيهم الأعداء مثل «إسرائيل»، وتحجر العرب، ولسنا بحاجة هنا للمقارنة مع الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة او حتى الهند. تكفينا الإشارة إلى ما تحققه دولة مثل كوريا الجنوبية بعدد سكان لا يتجاوز 20 مليون بني آدم، تجاوز بكثير، من حيث البناء والتصنيع والتقدم العلمي، ما بفشل، حتى مجرد التفكير فيه، ما يقارب عددهم أربعين مليون «مخلوق».
ربما من الصعب جداً الخروج باستنتاجات تشخص حالة «التبلد» العربي التي تجسدها تلك السمات المشار لها أعلاه، لكننا قد نجد تفسيرها في مثل تلوكه ألسنتا يقول «الله لا يغير علينا». وبالتالي فليس أمامنا، وبدلا من أن نحاول التغيير سوى الابتهال إلى الله كي «يغير علينا»، رغم أننا مؤمنون، أيضا، بــ «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم».
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 2871 - الجمعة 16 يوليو 2010م الموافق 03 شعبان 1431هـ
إن ما حالة التخلف في الوطن العربي هو دخول "الدراويش " على مسار التنمية
حتى محاضراتهم اختلفت مواضيعها فلن تجد محاضرة معنونة ( بعذاب القبر أو أشراط الساعة أو المنكرات ) الكثير من محاضراتهم عن الحياة الزوجية والسعادة وغالباً في الحياة الاجتماعية أصبحوا يضمنون محاضراتهم بالأقوال الغربية ومقتطفات من أقوال علماء النفس 0 فلم تعد أقوال الحسن البصري أو ابن المبارك أو الربيع بن خثيم ذات رواج لدى المستمعين حتى أجزم أن عدد المحاضرين الآن أكثر من عدد السامعين وربما يحدث أشياء لا نعرفها \\ مع تحيات (ندى أحمد)
بهلول
نسأل الله سبحانه و تعالى أن يغير غلينا و يجعلنا في أحسن من هذا الحال ويحقق أهدافنا في القضاء على الظلم و الفساد و التمييز و الإستيلاء و الإستحواذ .
{إنَّ اللهَ لا يغيّرُ ما بقومٍ حتى يُغيروا ما بأنفسِهِم}
[سورة الرعد/15]