العدد 2869 - الأربعاء 14 يوليو 2010م الموافق 01 شعبان 1431هـ

مونديال من غير نجوم

محمد عباس mohd.abbas [at] alwasatnews.com

رياضة

كأس العالم 2010 الأول الذي يقام في القارة الإفريقية بضيافة جنوب إفريقيا التي أثبتت قدرة القارة السمراء على الاستضافة على رغم تشكيكي الشخصي في قدرة أي بلد إفريقي آخر على استضافة المونديال باستثناء جنوب إفريقيا التي تابعت استضافتها لكأس أمم إفريقيا العام 1996 والتي كانت بداية عودتها إلى البطولات الدولية إثر انتهاء الحكم العنصري في هذا البلد بقيادة الأسطورة مانديلا.

منذ ذلك الوقت ظهر أن جنوب إفريقيا كانت قادرة على استضافة المونديال من خلال الملاعب والمنشآت التي كانت تمتلكها، ولأنها في الحقيقة امتداد للعالم الغربي أكثر من كونها بلدا إفريقيا لكون البيض الغربيين هم الذين كانوا يسيطرون على حكم البلد وهم من جعلوه مماثلا للدول الغربية قبل أن ينتهي هذا الحكم العنصري الذي كان يميز بين الناس حسب ألوان بشرتهم بشكل بغيض.

جنوب إفريقيا مانديلا كانت تمتلك المقومات الأساسية التي بنت عليها مشروع الاستضافة ونجحت في ذلك، وهذه الاستضافة أتت بالأساس كتكريم للرمز العالمي مانديلا الذي بإجماع جميع المراقبين أنه كلمة السر في فوز جنوب إفريقيا بحق التنظيم من خلال رعايته للملف ومتابعته له وحضوره حفل الإعلان عن المنتخب الفائز، وبحضوره لم يجرؤ الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) على منح حق التنظيم لغير بلد مانديلا هذا الرمز العالمي البالغ التأثير.

مونديال جنوب إفريقيا مختلف من نواحي عدة، إلا أنه شكل امتدادا للسيطرة الأوروبية وعلو كعبها على أميركا اللاتينية انطلاقا من كأس العالم 2006 بوصول 4 منتخبات أوروبية للدور نصف النهائي وفي 2010 وصل 3 منتخبات أوروبية توجوا بالمراكز الثلاث الأولى.

هذا المونديال أيضا شهد غياب النجوم العالميين البارزين، ففي كل مونديال كان هناك نجم على كل تقدير لا يختلف عليه اثنان، ولن نرجع كثيرا إلى الوراء أيام الأساطير بيليه ومارادونا، ولكن لو نظرنا لبطولات العالم منذ 1994 لوجدنا بروز روماريو في ذلك المونديال، وفي 1998 ظهر رونالدو الظاهرة وكذلك ظهرت موهبة زيدان، وفي 2002 كان هناك رونالدو مجددا إلى جانب الحارس الألماني أوليفر كان، وفي 2006 كان هناك زيدان مجددا بمستواه الراقي.

كل المونديالات السابقة دخل فيها نجوم وكانوا فيها نجوم أيضا، أما المونديال الحالي فإن النجوم الذين دخلوا فيه خروجو من الباب الضيف فأين ميسي وأين رونالدو البرتغالي وأين كاكا وأين البقية.

هذا المونديال شهد بروزا للاعبين في حكم المغمورين عالميا أمثال الألماني مولر الذي نال لقب أفضل لاعب واعد، وكذلك كل من الهولندي شنايدر والإسباني دافيد فيا واللذان وإن كانا معروفين إلا أنهما لم يكونا نجمين مطلقين في أي يوم من الأيام.

لكن المفارقة في هذا المونديال كانت باعتقادي لاعب الأوروغواي الرائع فورلان الذي نال لقب أفضل لاعب في المونديال بأداء رائع بل خارق، وبخمسة أهداف هي الأجمل جميعها في المونديال ولو رتبت الأهداف الخمسة الأحلى في المونديال لاحتلت أهداف فورلان المراكز الأربعة الأولى باعتقادي.

فورلان أعاد اكتشاف نفسه في جنوب إفريقيا وأثبت أنه أحد أفضل نجوم العالم، وهو أكثر من استغل كرة الغابولاني المثيرة للجدل فتمكن من خلالها من خداع الحراس بتسديدات ماكرة.

فورلان الذي يلعب في منتخب من المنتخبات المتوسطة تمكن من إبهار العالم بفورمته العالية وأدائه الجماعي وتسديداته القاتلة وأهدافه الغريبة، ولكونه من منتخب متوسط فإن نجومية الأخطبوط العراف (بول) فاقته بكثير، هذه هي مفارقات الكرة!

إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"

العدد 2869 - الأربعاء 14 يوليو 2010م الموافق 01 شعبان 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً