العدد 2864 - الجمعة 09 يوليو 2010م الموافق 26 رجب 1431هـ

نفوذ فضل الله يزداد بعد وفاته

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

فجأة بدأ العالم يكتشف حجم شخصية المرجع الديني الكبير آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله (الذي توفي في 4 يوليو/ تموز 2010)، وبدأت الأخبار المتعلقة بفضل الله تأخذ منحى غير معتاد. فيوم الخميس (أمس الأول) فصلت شبكة «سي.إن.إن» الأميركية محررة كبيرة لشئون الشرق الأوسط بعد أن نشرت رسالة على موقع «تويتر» عبرت فيها عن احترامها لفضل الله، وقالت إحدى الصحف إن بعض أنصار إسرائيل رأوا هذه الرسالة فور نشرها على موقع «تويتر» وعبروا عن اختلافهم معها، وكان رد فعل «سي.إن.إن» الاستجابة للضغط وإقالتها.

ويوم أمس (الجمعة) كان الدور على وزارة الخارجية البريطانية التي سحبت مقالة كتبتها سفيرتها في لبنان «فرانسيس غاي» على مدونتها أشادت فيها بفضل الله. وأوضح متحدث باسم الخارجية البريطانية أن النص الذي كتبته سحب لأنه «رأي خاص» حول فضل الله. وكانت مقالة السفيرة حملت عنوان «وفاة رجل شريف»، قالت فيه «إن فضل الله كان أكثر سياسي لبناني سعدت بلقائه... عندما تزوره، يمكنك التأكد من حدوث نقاش فعلي وجدل في جو من الاحترام، والوثوق أنك ستغادر شاعراً بأنك أصبحت شخصاً أفضل». وتابعت «العالم يحتاج إلى مزيد من الرجال مثله، أولئك الذين يرغبون في مد اليد إلى ما بعد المعتقدات وإقرار حقيقة العالم المعاصر، ويتمتعون بالجرأة على مواجهة القيود القديمة». وكانت «فرانسيس غاي» مسئولة عن برنامج الحوار مع العالم الإسلامي (داخل الخارجية البريطانية) قبل أن تصبح سفيرة لبلادها في لبنان.

وفي يوم الثلثاء الماضي كتب المحلل السياسي ومدير معهد عصام فارس للسياسات العامة والشئون الدولية في الجامعة الأميركية في بيروت رامي خوري مقالاً قال فيه إنه من الظلم اعتبار فضل الله رجل دين شيعي فقط؛ لأنه شخصية لها إنجازات عظيمة، وهو قدم أنموذجاً حياً لمجموعة من أفضل الصفات التي يتمناها أي عربي أو مسلم، لاسيما وأننا نعيش في حقبة تنتشر فيها ممارسات الفساد السياسي، والمادي، والعنف الأعمى وسوء استعمال السلطة في العالم العربي. وقال إن فضل الله كان «موهوباً، ذكياً، متواضعاً، سخياً، وذا حس مرهف، وكان فوق معاصريه في لبنان ومعظم المنطقة؛ لأنه بهذه الصفات المجتمعة بين علم ديني عميق، وعلم أكاديمي رفيع، وعقل تحليلي نشط، ونشاط اجتماعي واسع النطاق لمساعدة المحتاجين، والتزام كامل بسياسة وطنية لحماية سيادة بلاده، مع دعمه الكامل لقضايا الأمة الرئيسية، مثل فلسطين، والالتزام بمقاومة العدوان والاحتلال، مع حداثة سياسية تقدر التعددية ومساءلة الحكم، وترفض حكم الفرد الواحد، وتفضل القيادة الجماعية القائمة على التشاور وتوافق الآراء، ومع عمق الالتزام بالحوار والتضامن مع أتباع الديانات المختلفة، والأيديولوجيات والقوميات، والدفاع عن حقوق المرأة والشباب، والتواضع، وبالتالي فإنه ليس مستغرباً - بحسب رامي خوري - أن يكون لفضل الله أتباع في أنحاء كثيرة من العالم، إلى ما هو أبعد من وطنه لبنان أو البلد الذي نشأ فيه (العراق)، والسبب الرئيسي وراء الكاريزما التي تمتع بها فضل الله - بحسب رامي خوري - تكمن في فلسفته التي آمنت بوجوب الدفاع عن الضعفاء والمظلومين وحقهم في النضال من أجل إنسانيتهم وتحررهم وكرامتهم ونيل حقوقهم.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 2864 - الجمعة 09 يوليو 2010م الموافق 26 رجب 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • هل أنا شمعة | 7:05 م

      مثال حي

      السيد فضل الله فعلا مثال حي بل وصورة منعكسة عن نهج الأئمة عليهم أفضل الصلاة والسلام ويقدم لنا البسطاء الحل لنهتدي بنهجهم

    • زائر 8 | 8:53 ص

      ردا على زائر 6

      اخي الكريم اذا كان فعلا السيد عبدالله الغريفي هو خليفة السيدفضل الله الطائفيين الحاقدين مابخلونه طبعا وبدعم من الدولة

    • زائر 7 | 8:48 ص

      هل هي " اسرائيل " ؟!

      بقدر ما اكتشف العالم حجم السيد فضل الله ، اكتشف مدى الخوف والإنسياق الأمريكي والغربي إلى " اسرائيل " !
      فالغرب مستعد أن يضحي بحرية رأي مواطنيه من أجل عين " اسرائيل ".
      فمرجع فضل الله إلى الله ومرجعهم إلى " اسرائيل " !

    • زائر 6 | 5:37 ص

      هل سيكون السيد الغريفي بعد فضل اللة

      الموشرات والدلائل توحي بدلك ولكن هل ستكون الارضية في البحرين بنسبة الى الغريفي كما كانت بنسبة الى فضل اللة في لبنان وهل سيترك اهل البحرين الموروث الدخيل عليهم سنة وشيعة وهو التحزب والاختلاف والنرجسية وحب الطهور -ويكون الاختلاف الى الاصلاح ونكون قوة كما كان العلم والحوزات ورجال الدين في البحرين مثل عدد النخيل -وهل سوف يكون الغريفي فضل اللة القادم الدى يتمتع بعلاقات واصدقاء من جميع الدول وهل سوف تكون طيبة الغريفي البوابة القادمة الى انمودجا طال عقود من الزمن يبحث اهل البحرين عنة

    • زائر 5 | 5:16 ص

      ضيق غربي من رائد قائد مسلم عربي

      المقال الخاص بالسفيرة البريطانية كان جد جميل وهو مترجم على الموقع الخاص بأية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله (قدس سره)
      ردت فعل المعنيين في شبكة CNNو الخارجية البريطانية تنم عن ضيق من كاريزما السيد فضل الله كونه مسلم وعربي وهذا ما يدحض زيف هذه المؤسسات وصدقيتها وأزدواجية معاييرها.

    • زائر 4 | 4:03 ص

      هكذا هم مراجعنا

      هكذا هم مراجعنا نجوم ساطعه اين منكم البعجان و امثاله و هذا ان دل على شي انما يدل على المنبع الصافي الذي يغرف منه مراجعنا العضام و هذا المنبع هم النبي محمد و ال بيته عليهم الصلات و السلام.
      كفاكم هذا التفاضل بيننا وكل اناء بلذي فيه ينضح

    • زائر 3 | 4:00 ص

      ليتهم قد أبصروا .....

      ليتهم أبصروه بعض من جوانبه الخيره لنجو أفواج بدون الحاجة إلى القتال الذي ما زال مستمر ولكن هيهات إنها لغة الجهال الذين لا يبصرون ما وراء الدنيا يحيطون بالسيد ما دامت تثمر حاجاتهم ويتزودن به ما دامت ألاخبار تبث أخباره حتى تعود كالعرجون القديم - فالدنيا تعطى لمن يحب ويبغض والدين يعطى لمن يحب!!!

    • زائر 2 | 1:48 ص

      حرية التعبير عن الرأي

      هذه حرية التعبير الغربية !

    • زائر 1 | 10:20 م

      لم ينصفوه في حياته

      فهل ينصفوه بعد رحيله؟

اقرأ ايضاً