كان عشاق كرة القدم إذا أرادوا أن يستمتعوا باللعب الجميل الفني الراقي يتحدثون عن البرازيل كونها بلاد كرة القدم والموردة الأولى للنجوم في مختلف بلدان العالم لاسيما الدوريات القوية في أوروبا، ولكن خلال السنوات الثلاث الماضية لحد هذه اللحظة تشهد كرة القدم ولادة منتخب يمتع أكثر من السامبا البرازيلية وبالأحرى لا يوجد وجه للمقارنة مع منتخب كارلوس دونغا.
إنه المنتخب الإسباني (لاروخا) الذي وصل قبل 48 ساعة إلى نهائي كأس العالم والذي حقق قبل عامين بطولة أمم أوروبا، المنتخب الممتع والمتمرس والمحصن والغني بالأسماء ذات المهارة وإن كان سعرها في سوق الانتقالات أقل من أسعار عدد من اللاعبين كالأرجنتيني ميسي والبرتغالي رونالدو، إلا أن قيمة المنتخب الإسباني لا تكمن فقط في العناصر والمهارات الفردية الفنية التي تمتلكها هذه العناصر وإنما في اللعب كمجموعة واحدة بأسلوب (السهل الممتنع) بعيدا عن التعقيدات.
الأسلوب الذي يلعبه المنتخب الإسباني في واقع الأمر هو الأسلوب المعتمد لدى الفريق الكاتالوني الذي يسحر العالم والذي وضع النادي على خارطة البطولات بصفة أساسية في السنوات الماضية وخصوصا الموسم قبل الماضي الذي شهد تحقيق الفريق 6 بطولات محلية وقارية ودولية، ولا يكاد ينقصه هذا المنتخب سوى سحر الأرجنتيني ليونيل ميسي، عندها سيكون فريق برشلونة بمسمى المنتخب الإسباني.
الكرة الإسبانية تجني الآن ثمار الدوري القوي التي تمتلكه، فبفضل هذا الدوري أصبح لديها منتخب قوي قادرا على المنافسة على البطولات القارية والعالمية لسنوات قادمة وليس لفترة قليلة من الزمن، ومن وجهة نظري الشخصية أن الكرة الإسبانية قادرة على أن تحافظ على توهجها خلال السنوات المقبلة لأنها قادرة على خلق مواهب جديدة ذات كفاءة عالية بوزن النجوم الحاليين وعلى طريقة بروز كلا من بيدرو وبوسكتش.
وليس غريبا أن يكون غالبية التشكيلة الإسبانية من لاعبي برشلونة، لأن هذا النادي يعمل وفق استراتيجية تعتمد على الاستثمار في اللاعبين المواطنين وإعطائهم الفرصة في البروز، ودائما ما تكون خياراته الأولى إسبانية، ومستعد للتخلي عن أي لاعب أجنبي (ما عدا ميسي طبعا) إذا وجد بأن أي من أبناء إسبانيا أو أبناء مدرسته قادرين على ملء المركز بكل فاعلية، ودليل ذلك بوسكتش الذي ظهر في الموسم الماضي وتألق خلال الموسم الماضي أخذ موقع العاجي يايا توريه، والأخير يعيش أيام مميزة وباعه بسعر عال لمانشستر سيتي، والأمر ينطبق على قدوم فيا ورحيل هنري وإبراهيموفيتش المحتمل، ليس من أجل فيا فقط بل من أجل اعطاء فرصة أكبر لبروز بوجان.
الخلاصة، أن أنديتنا من المفترض أن تفكر بالإستراتيجية البرشلونية لخلق المواهب والإمكانات التي تضمن استمرارها في المنافسة إلى جانب تمويلها المتواصلة بهذه المواهب للمنتخبات الوطنية، وعلى اتحاداتنا أن تعمل على تقوية الدوريات، لأن لا يمكن أن يكون لدينا منتخبات قوية ولدينا دوريات ضعيفة، أو لدينا لاعبين محترفين في الدوريات الخليجية فقط.
إقرأ أيضا لـ " محمد أمان"العدد 2863 - الخميس 08 يوليو 2010م الموافق 25 رجب 1431هـ
بهلول
بعيداً عن البعد الرياضي للموضوع ،
هذا زمن الطاحونة ...
التي تطحن المواطنين و آمالهم