العدد 2863 - الخميس 08 يوليو 2010م الموافق 25 رجب 1431هـ

أنتَ تصنع الفرح وأنت تدمّره!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

كلمات جميلة قيلت من قِبل الكثيرين، ممّن ابتسمت لهم الحياة، فأنت من تصنع فرحك وأنت من تدمّر هذا الفرح، ولكن ليس في كل الأحيان تصدق هذه المقولة، إذ هناك بعض النّاس لا يصدّق هذه المقولة ويؤكّد على نقيضها.

نعم... تستطيع أن تصنع الفرح عن طريق الرضا بعملٍ أنجزته، أو بسماع موسيقى تحبّها، أو حتى بتأدية بعض الواجبات الدينية التي تجعلك مرتاحاً من الدّاخل، ولكن قد يدمّر أحد الحاقدين ما صنعته، وينتهي بك المطاف بخفّي حنين.

في بعض الأحيان نسأل شخصاً: لماذا لا تجلس مع صديقك؟ فيُجيب بأنّ طاقته السلبية تؤثّر عليه! وهذه إجابة غريبة على مجتمعاتنا بعض الشيء، ولكن عندما تستمع جيّداً لكلام هذا الشخص، فانّك تقتنع بما يرويه لك من قصص وحكايات!

لا تجلس كثيراً مع أُناس يبعثُون فيك الكآبة والحزن ويصوّرون لك نهاية العالم، إذ إنّ العالم لم ينتهِ بعد، والدنيا مازالت جميلةً بمرّها وحلوها، ولولا الأيّام المرّة لما شعرنا بالسعادة عندما تهلّ علينا قطرات الأيام الجميلة.

فالقصد هنا بأنّك صنعت سعادتك، وأتى «س» من الناس، وأوهمك بعدم جدوى ما تقوم به، فتنتهي مسلوب الإرادة لا شعورياً، وتُصبح في غمٍّ وتُمسي على همٍّ كصاحبك، ولقد صدق رسولنا المصطفى (ص) عندما قال: «المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل».

فالصاحب صاحب... قد يشعرك بطعم الحياة الحلو، وقد يجرّعك المر، وأنت المستفيد أو الملام في النهاية، وعليه وجب اختيار الصديق الحق، الذي يُرضيك من الداخل والخارج معاً، ويجعلك سعيداً، ويُضيف إلى ما صنعته من سعادة بعض الإضافات المهمّة لاستمرار سعادتك.

لا تشعر بالخجل من إيقاف بعض الناس عن جرحك أو إهانتك، ولا تهتم لمشاعر من لا يهتم بك أو بمشاعرك، وأيضاً لا تقبل أن تذهب سعادتك هباءً منثوراً، فأنت بحاجةٍ إلى هذه الذكريات الجميلة.

وبالطبع لا تكن أنانياً مع نفسك، وقدّم لها ما تستطيع من سعادة، وتوقّف عن سماع ما لا يرضيك أو ما يحزنك، وابدأ من جديد، فالمفتاح في يدك وسهل جداً فتحه، ولا تخف من المجهول، فليس كل المجهول سيئاً، بل قد يكون نافعاً في بعض الأحيان. وجمعة مباركة.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 2863 - الخميس 08 يوليو 2010م الموافق 25 رجب 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 10:24 ص

      لم اعد اريد شيئا

      حلو اوى فعلا كل شئ بئيدنا

    • الصريحه | 11:21 ص

      للسعادة أبواب ولكن......................

      فعلا يوجد بعض من الناس ممن ينطبق عليهم مسمى "أعداء السعادة" فهم يحاولون بأفكارهم وكلامهم وتصرفاتهم وأحقادهم بنفث سمومهم في الغير لتحويل دون شعور غيرهم بالسعادة وفي المقابل يوجد البعض الآخر الذين نذروا أنفسهم لمساعدة الآخرين وتوصيل مشاعر السعادة للغير ولو في أبسط صورها
      ولكن تبقى السعادة الحقيقية في تقوية علاقتنا بصاحب الخير والفيض المطلق صانع الوجود هو الله سبحانه وتعالى

    • السكر المر | 5:20 ص

      !!!!!!!!!!!!!!!!!! تنوروا شوي سلبييين

      كلشي دخلتونه في هل تجنيس والأجانب ما عندكم شي غير يشغل فكركم

    • زائر 2 | 2:05 ص

      الى متى

      يصح ذلك في الظروف العادية حيث تستطيع التميز بين الأشياء السلبية والايجابية أما عندما يتحول كل شيء في البلد إلى سلبي فلن يصح أبدا أن تنعت احد بالسلبية بل إن تبني الايجابية سوف يصبح نوع من الغباء وعدم الإدراك قي هذه الظروف الكارثية فمن يستطيع أن يكون ايجابي عندما ضاعت هوية البلد وأصبح الأجانب من كل مكان مواطنين من الدرجة الأولى وأهل البلد إغراب وعندما أصبحت العاصمة مسكن للهنود وضاعت ملامحها وعمت الفوضى كل شيء في هذا البلد وضاعت حقوق المواطنين في السكن والعمل والصحة والتعليم

    • زائر 1 | 12:46 ص

      ســعادة للبيـــع.

      السعادة ليست سلعة معروضة في الأسواق تباع وتشترى ، فيشتريها الأغنياء ، ويُحرم منها الفقراء ..
      السعادة في أن تدخل السرور على قلوب الآخرين ، وتشعر بالارتياح عند تقديم العون لهم وتستمتع باللذة عند الإحسان إليهم .السعادة الشعور بالرضا والقناعة .
      السعادة في تعديل التفكير السلبي إلى تفكير إيجابي ..
      دمتي بخير استاذه مـريم.

اقرأ ايضاً