العدد 286 - الأربعاء 18 يونيو 2003م الموافق 17 ربيع الثاني 1424هـ

أحلام ديمقراطية

علي صالح comments [at] alwasatnews.com

ثمة أحلام ديمقراطية تهيمن على اللقاءات هذه الايام، اللقاءات بين افراد عاديين، وحتى مع المسئولين في الحكومة، فتصحيح التحول الديمقراطي هدف عام، واحيانا يصبح حلما، وتعزيز التوجه نحو الديمقراطية الحقيقية هو الآخر يترجح بين الهدف والحلم... لكننا اذا اعتبرنا ان هذه احلام كبيرة ومتشعبة، فإن هناك احلاما ديمقراطية اصغر منها، وربما اعتبرناها فروعا، يفترض منا جميعا، ومن اعضاء وافراد السلطتين التشريعية والتنفيذية ان يتعاملوا معها كمسلَّمات وكسلوك يومي، وان يعتبروا ان تغييرا قد حدث، وان عليهم ان يتكيفوا مع هذا التغيير.

من هذه الاحلام الديمقراطية ان زمن الحديث من طرف واحد، إذ الاوامر والتوجيهات من قبل المسئول في الحكومة الى الآخرين، سواء كانوا موظفين او مراجعين او مواطنين عاديين، هذا الزمن قد اصبح من مخلفات الماضي، واصبح لزاما على المسئول ان يتعود على سماع الرأي الآخر، وعلى ان يسمع كلمة «لا» ويعتبرها عادية وغير جارحة لطبلة اذنه، وعلى ان يتعود أيضا على من يقول له انه على خطأ في هذا الموضع، او انه اخطأ عندما قال كذا وفعل كذا، وانه من المناسب ومن الواجب أن يعترف بخطئه وان يعتذر عن هذا الخطأ... هذه هي الديمقراطية في مفهومها البسيط وفي تعاملاتها اليومية، وهي كذلك في مفهومها الواسع وفي تعاملاتها الرسمية، هي تبدأ من المسئول الكبير الذي عليه أن يتغير في سلوكه مع الآخرين، يعطيهم حق الكلام وحق الاعتراض وحق النقد، ويعترف أمامهم بالتقصير، وفي الوقت نفسه يحاسبهم على سلوكهم غير الديمقراطي مع الآخرين، وتمتد محاسبته إلى تخطئة المسئولين الذين يرأسهم عندما يتصرفون مع الطرف الآخر باساليب الاوامر والعنجهية والاذلال.

في الدولة الديمقراطية يشيع العدل والمساواة، ويدان التمييز بكل انواعه، وتطغى الشفافية وتتدفق المعلومات، ويتساوى الجميع في حق الكلام وإبداء الرأي، وتصبح أجهزة الاعلام حقا للجميع من دون تفرقة، وتحكم الدولة من خلال مؤسسات وليس افرادا، وقوانين وليست توجيهات ومكرمات، واعتمادا على حقائق وليست احلاما

العدد 286 - الأربعاء 18 يونيو 2003م الموافق 17 ربيع الثاني 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً