الحكم سواء كان بحرينياً أو أوروبياً أو أميركيا أو هو من أي بلد كان فهو في المقام الأول بشر يتأثر بالظروف التي تحوم حوله من أمور إيجابية أو سلبية والخطأ ليس ببعيد عنه وهذا تأكد لنا منه خلال مباريات المونديال العالمي والذي يقام حالياً في جنوب إفريقيا بالأخطاء الفادحة التي ارتكبها بعض الحكام ومساعدوهم هناك وكانت هذه الأخطاء لها التأثير السلبي على نتائج الفرق وهذا ما لم يحدث عندنا في البحرين مع الإقرار بوجود الأخطاء هنا. ولكن ما يفرق بيننا وبين ما هو في مونديال جنوب إفريقيا يكمن في الثقافة والوعي الذي يختزن في نفوس الجماهير واللاعبين والمدربين والمسئولين في كل الفرق. إذ كان التعامل حضارياً وراقياً مع هذه الأخطاء من دون اتهام أي حكم بأن هذه الأخطاء متعمدة أو بسبب مصالح شخصية كما تحدث عندنا في البحرين مع كل خطأ تقديري يحدث من بعض الحكام.
إذن حتى مع هذه الأخطاء الفادحة هناك دروس يجب أن ننظر إليها بعين الاهتمام والاعتبار من خلال التعامل معها بعيداً عن العصبية والتهجم والاتهام أو استخدام العنف ضد هذه الشريحة من أصحاب اللباس الأسود وبالتالي نفقد الصدقية في الأخلاق الرياضية. انجلترا تتعرض إلى ظلم واضح من خلال عدم احتساب هدف صحيح 100 في المئة ولا خلاف عليه حتى عند اللجنة الفنية في لجنة الحكام الدولية بل عند رئيس الفيفا بلاتر ولكن التعامل الحضاري من قبل لاعبي الفريق الانجليزي بأن سلموا الأمر لخالقهم من دون التعرض إلى الحكم لا بالاحتجاج العنيف ولا بإطلاق التصريحات النارية ضد شخصه بل كان المبرر من قبل قائد الفريق جيرارد في تصريحه بأن «لا نجعل التحكيم شماعة نعلق عليها خسارتنا» وأكد أن الفريق لم يقدم المستوى الفني المطلوب وهذا هو سر الخسارة وليست عدم احتساب الحكم للهدف. نحن نسأل هل لدينا لاعب أو مسئول في أي ناد يملك الشجاعة في مثل هذا التصريح الراقي... أقولها جازماً بالجواب ألف كلا لا انها هي الثقافة الواعية التي تجعل مثل جيرارد يطلق هذا التصريح لوضع النقاط على الحروف بالسبب الرئيس للخسارة وإن كان الهدف الألماني مؤثراً نفسياً ومعنوياً ولكن ليس كل الأسباب المؤثرة.
أيضاً خطأ مساعد الحكم في مباراة الأرجنتين مع المكسيك بهدف تسلل واضح للفريق الأرجنتين يؤكد أن مدرب المكسيك فريقه لم يقدم الأداء المطلوب فخسر اللقاء وليس إحراز الأرجنتين لمثل هذا الهدف وإن كان تأثيره واضحاً ولكن التعامل مع هذه الأحداث يجب أن يكون بعقلانية وثقافة واعية. أقولها بجزم لو كان ذلك في دورينا قد حدثت هذه الحوادث من المؤكد أن يكون هناك اعتداء على الحكم من قبل بعض اللاعبين وإطلاق التصريحات النارية ضده بأنه متعمد ويتقصد الفريق وله سوابق والكثير من الاتهامات بل ترفع رسالة إلى الاتحاد بعدم إعطاء هذا الحكم مهمة إدارة أي مباراة يلعبها هذا الفريق في الدوري وتحدث من هناك أزمة عدم ثقة بين الحكام والمسئولين في الفرق وتزيد الهوة بينهما ويتأثر بذلك المستوى الفني للطرفين. أيضاً هناك أمر آخر أو قل درساً آخر عندما خرج رئيس الاتحاد الدولي (الفيفا) بتقديمه الاعتذار ليقدم درساً مجانياً للمسئولين في اتحادنا العزيز بأن الخطأ الفادح يستوجب الاعتذار وعدم إخفاء الرأس في الرمال. وهذه قمة الشجاعة وإن كانت لا تزيد في الأمر شيئاً إلا أنها تطيب الخواطر وتعطي الاطمئنان في النفوس تجاه هذه الأحداث. نأمل أن تكون هذه الحوادث استفدنا منها جميعاً وتطبق في موسمنا الجديد.
إقرأ أيضا لـ "هادي الموسوي"العدد 2859 - الأحد 04 يوليو 2010م الموافق 21 رجب 1431هـ
كلام جميل
أخ هادي كلامك جميل ومفيد بنسبه لحكم كأس العالم فهو يأخذ القرارات بنفسه ولا يخاف أحد - بس لنكن صريحين هل الحكام في البحرين جرئين ويأخذون القرار المناسب في الوقت المناسب ولا يخافون لومة لائم ؟؟؟؟؟سؤال اليك يا أخ هادي...
أبو أحمد