بعد الأخطاء التحكيمية الفادحة في مباراتي المكسيك مع الأرجنتين وألمانيا مع انجلترا ارتفعت الأصوات مطالبة بالاستفادة من التكنولوجيا الحديثة في إدارة مباريات كأس العالم أو بالأحرى مباريات كرة القدم، ورد رئيس الاتحاد الدولي السويسري سيب بلاتر على الأصوات المنادية بالتكنولوجيا بأن الاتحاد الدولي سيتدارس الأمر الشهر المقبل في إشارة إلى قبول الاتحاد الفكرة أو الأمر من حيث المبدأ، ويبدو أنه سيقر بشكل رسمي.
الأخطاء التحكيمية في لعبة كرة القدم أو كل الألعاب الجماعية موجودة في السابق، والذي يظهرها الآن بشكل واضح هو تكنولوجيا النقل المتطورة في الدول المتقدمة في هذا الشأن (... وليس لدينا طبعا!)، واستغلال هذه التكنولوجيا يجب أن يكون من أجل تصحيح الأخطاء وتوضيحها للحكام من أجل تلافيها في المستقبل لا من أجل فرض مزيد من التعقيدات لتفقد بذلك اللعبة حلاوتها وإثارتها.
في الواقع، أن الأخطاء التحكيمية جزء لا يتجزأ من اللعبة، وهي في الأساس ليست بالمشكلة على اعتبار أن الحكم بشر والبشر خطاء وليس معصوم عن الخطأ، كما اللاعب والمدرب، أتحدث بهذه المنهجية على أساس أن الأخطاء التحكيمية ليست متعمدة بكل تأكيد، ولا أتصور أن هدف الأرجنتين في مرمى المكسيك الأول أو هدف لامبارد الملغى يستدعي التفكير بهذا الاتجاه، فهناك أهداف وأحداث أكثر تأثيرا كهدف الفرنسي تيري هنري الغير شرعي في مرمى إيرلندا في المحلق الأوروبي الذي حرم الأخير من بلوغ المونديال وليس مجرد العبور من مرحلة لأخرى. باعتقادي بأن (الفيفا) لو اعتمد على التكنولوجيا في مثل هذه الحالات سيمارس ضغوطات بشكل غير مباشر على الحكام وبالتالي فإن الأخطاء الفادحة ستزداد طالما أن درجة الجدية والحرص ستتقلص إذا ما كان القرار النهائي في مثل هذه الحالات ليس في يده بل بيد مخرج النقل التلفزيوني.
تكنولوجيا النقل من الممكن أو بالأحرى من المهم أن تستغل للكشف على التصرفات الغير أخلاقية التي تصدر عن اللاعبين والمدربين أثناء المباراة والتي لا يرصدها حكم المباراة أو مساعداه أو حتى الحكم الرابع، وذلك من أجل تفريغ ذهن اللاعبين للعب فقط وقبل ذلك فرض قاعدة اللعب النظيف الذي يضعه الاتحاد الدولي كشعار له.
يلتقي اليوم منتخبا هولندا والبرازيل في الدور ربع النهائي من بطولة كأس العالم، المنتخبان بشكل عام حققا مسيرة ناجحة من حيث النتائج، ولكنهما فاجئا الجميع بالأداء الفني الغير مقنع الذي قدماه في المباريات الماضية، فالكرة البرازيلية معروفة بالأداء الجميل واللعب الفني السلس الممتع، والكرة الهولندية معروفة بالكرة الشاملة السريعة الممتعة، المنتخبان لم يخفيا أنهما يخوضان كأس العالم بأسلوب الواقعية المرتكز على الفوز بغض النظر عن ما إذا قدم المنتخب الأداء المعروف عنه أو لا، أتمنى أن نشاهد اليوم الوجه الحقيقي للكرتين لتكون المباراة الأولى فنيا من بين المباريات الباهتة التي لعبت والتي خلت من المتعة.
إقرأ أيضا لـ " محمد أمان"العدد 2856 - الخميس 01 يوليو 2010م الموافق 18 رجب 1431هـ