العدد 2851 - السبت 26 يونيو 2010م الموافق 13 رجب 1431هـ

حان الوقت الآن «للتفكير في الصحة، لا في المخدرات»

بان كي مون comments [at] alwasatnews.com

الأمين العام للأمم المتحدة

اليوم ونحن بصدد التحضير لمؤتمر القمة الذي ستعقده الأمم المتحدة بشأن الأهداف الإنمائية للألفية في شهر سبتمبر/ أيلول القادم، لابد لنا من أن نسلّم بأن إساءة استعمال المخدرات والاتجار بها على نحو غير مشروع يشكلان عائقاً مهماً في وجه التنمية. وقد حان الوقت الآن «للتفكير في الصحة، لا في المخدرات»، وهو ما يشدد عليه شعار هذا العام.

إن التحديات الناشئة عن إساءة استعمال المخدرات عديدة ومهمة، فتعاطي المخدرات عن طريق الحقن هو أحد الأسباب الرئيسية لانتشار فيروس نقص المناعة البشرية، كما أن تعاطي الهيرويين والإصابة بالفيروس ينتشران في بعض أنحاء العالم على نحو يقارب مستوى الوباء. وبالتالي فإن مكافحة المخدرات وما تشمله من وسائل لمنعها وتدابير للحد من الآثار الضارة الناجمة عن استعمالها، تشكل جزءاً مهماً من المعركة الدائرة لمكافحة فيروس نقص المناعة البشرية/ الإيدز.

وتعد المخدرات خطراً يهدد البيئة، حيث تؤدي زراعة الكوكا إلى تدمير مساحات واسعة من غابات الأنديز المطيرة، وهي الرئة التي يتنفس منها كوكبنا، إضافة إلى تدميرها المنتزهات الوطنية. وتبث المواد الكيميائية المستخدمة لصنع الكوكايين السموم في المجاري المائية المحلية.

كذلك يهدد الاتجار غير المشروع بالمخدرات نظام الحوكمة والمؤسسات وعلاقات التلاحم الاجتماعي. وعادة ما يبحث مهربو المخدرات عن طرق تمر بأماكن تضعف فيها سلطة القانون. وفي المقابل، ترسّخ الجرائم المرتبطة بالمخدرات جذور الضعف وعدم الاستقرار والفقر.

ولا يمكن كسر هذه الحلقة المفرغة إلا بتعزيز التنمية في المناطق التي تزرع فيها النباتات المخدرة. ولابد من أن يتواكب عملنا لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية بجهود لمكافحة المخدرات، كما ولابد من أن نعمل على محو الفقر في إطار مساعينا لإزالة المحاصيل غير المشروعة.

لقد برزت مؤخراً اتجاهات مقلقة في أنحاء متفرقة من غرب إفريقيا وأميركا الوسطى، تبيّن منها أن تهريب المخدرات يمكن أن يهدد أمن الدول، بل وسيادتها أيضاً. وهذا هو السبب الذي دعا الأمم المتحدة إلى التشديد بقوة على أهمية تعزيز العدالة ومكافحة الجريمة في إطار عمليات بناء السلام وحفظ السلام.

وعلى الحكومات الوطنية أن تؤدي الدور المنوط بها. وإنني أحث جميع الدول على أن تصبح أطرافاً في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية. وأدعوها أيضاً إلى الوفاء بالتزاماتها كأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، بأن تعزز النزاهة، وتحدّ من الفساد الذي يعد عاملاً ميسراً لتجارة المخدرات.

واليوم ونحن نحتفل باليوم الدولي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار بها على نحو غير مشروع، دعونا نجدد التزامنا بالمسئولية المشتركة الملقاة على عاتقنا في إطار مجموعاتنا المحلية وفي كنف أسرتنا الأممية

إقرأ أيضا لـ "بان كي مون"

العدد 2851 - السبت 26 يونيو 2010م الموافق 13 رجب 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً