العدد 2849 - الخميس 24 يونيو 2010م الموافق 11 رجب 1431هـ

طرد مكريستال... بداية انسحاب أم هزيمة؟

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

بينما كان الزملاء في القسم الرياضي يتابعون مباراة الجزائر والولايات المتحدة عصر الأربعاء الماضي، كان الزملاء في القسم الدولي يتابعون خبر وصول قائد قوات حلف شمال الأطلسي إلى البيت الأبيض، للقاء الرئيس باراك أوباما.

كان الحديث يدور حول الاحتمالات، هل يستقيل ماكريستال؟ أم يُقال؟ وماذا عن اعتذاره عن مقاله الساخر من فخامة الرئيس ونائبه وطاقم إدارته؟

بعد اللقاء، خرج ماكريستال واستقلّ سيارة فخمة قاتمة اللون ومضى. وعندما دققنا الصور الأولى التي بثتها وكالات الأنباء مباشرة، لم تظهر قسمات وجهه ما جرى في اللقاء لأنها كانت ملتقطة من بعد.

الجنرال «الفظ» كما أسموه، تبين انه لم يكتب مقالاً ساخراً، لأنه ببساطة ليس كاتباً ولا يحب أصلاً التعامل مع وسائل الإعلام! وإنما تقريرٌ نشرته مجلة «رولينغ ستون»، تضمن مقتطفات عن شخصية مكريستال وبعض آرائه، كشف عن عمق الخلافات وتخبط القائمين على تنفيذ الاستراتيجية الحربية الأميركية في أفغانستان. فهو يتساءل باستهزاء عمّن يكون جو بايدن (نائب الرئيس)، ويصف مستشار الأمن القومي جيم جونز بـ «المهرّج». وكثيراً ما كان ينتقد المسئولين في إدارة أوباما، ويسخر من العاملين بالسلك الدبلوماسي، وفي مقدمتهم المبعوث الأميركي إلى باكستان وأفغانستان ريتشارد هولبروك، الذي وصفه بـ «الحيوان الجريح»، لرعبه من الشائعات عن إقالته من منصبه.

مكريستال يحمل على صدره الكثير من النياشين، اكتسبها لخبرته وعمله في الجيش خلال 34 عاماً، ولم يكتسبها لنسبه أو لامتلاكه واسطة. وتدرّج في مناصبه حتى عُيّن محل القائد السابق للقوات الأميركية في أفغانستان الجنرال ديفيد ماكيرنان في مايو/ أيار 2009، ليدير الحرب في أفغانستان، التي وعد فيها أوباما بتحقيق النصر قريباً، وعودة جنوده منتصف العام المقبل. والإطاحة بمكريستال يثير المزيد من الشكوك حول هذه الحرب العبثية التي تورّط فيها الأميركان.

أفغانستان بلدٌ جبلي، ليس لدى شعبه الفقير ما يخسره أصلاً، لكنه استطاع أن يهزم قوات الامبراطورية البريطانية في عز جبروتها، نهاية القرن التاسع عشر؛ واستطاع أن يدحر القوات السوفياتية الغازية في عز قوتها؛ ومن سوء تقدير الولايات المتحدة أنها ذهبت إلى الفخ برجليها بدعوى حرب الإرهاب، والقضاء على القاعدة ومحاكمة بن لادن. وحتى الآن لم تُحسم الحرب، ولم يُقبض على بن لادن، ولم يتحقق الاستقرار.

والأخطر أنه منذ أعلن أوباما استراتيجيته الجديدة والخسائر في أرواح الجنود الغربيين تتزايد بوتيرة أعلى، وبالتالي يزيد البكاء على قتلاهم في العواصم الغربية، بينما لا يبكي أحدٌ على مئات القتلى من الشعب الأفغاني المسلم الفقير. بل إن الطالبان استعادت قوتها، ولم يجنِ الأميركان إلا مزيداً من الغضب الشعبي والكراهية نتيجة كثرة ما يوقعونه في صفوف المدنيين من ضحايا، وهدم البيوت الطينية المتهالكة على رؤوس الأبرياء.

سياسةٌ أميركيةٌ حمقاء بكل المقاييس، وضعها الرئيس «الجمهوري» المتطرف جورج بوش، وأراد أن يكملها «الديمقراطي» أوباما، ويستحيل معها تحقيق نصرٍ على مقاتلين من أبناء المغاور والجبال.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 2849 - الخميس 24 يونيو 2010م الموافق 11 رجب 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 14 | 2:39 م

      طالب أكولاهنوما

      يبدو انك ذكي
      فهمت الامريكان بسرعة ... ونحن نحتاج إلى خمسة قرون لنفهمها.
      أمريكا يا ذكي هي الارهاب الخبيث
      أمريكا يا عبقري دول امبريالية تتغذى على دماء البشر..
      أمريكا هي مشكلة البشر على الارض ... هي الشيطان. عبقرينو لو تركز على دراستك أفضل

    • زائر 13 | 12:49 م

      الى الزئرين 6 و8

      بصراحة بوش وزمرته ما يحتاجون فقط إلى مصحة عقلية بل إلى محاكمة دولية، فهم مجرمو حرب، ولكن لأن دولنا ذليلة وما لها وزن بالسياسة الدولية تراهم يتحكمون فينا. صرنا عبيد لهؤلاء المجرمين. والله يهديك يا طالب اوكلاهوما، ويصحح افكارك التي تشبه افكار رامسفيلد.

    • زائر 12 | 12:44 م

      كل عام وانتم بخير

      ابارك لك ولكل القراء بذكرى مولد إمام المتقين الامام علي بن ابي طالب عليه السلام. أعاد الله هذه املناسبة والمسلمون في عزة ووحدة وانتصار ويزول الحصار عز اهلنا في غزة، وأن تتحرر كل اراضي االمسلمين المحتلة من فلسطين والعراق وأفغانستان. وكل عام وانتم بخير.

    • زائر 11 | 12:37 م

      يا طالب اوكلاهوما

      هل نفهم منك انك تدافع عن السياسة الاميركية؟ وعن اي سياسة بالضبط؟ عن جورج بوش الذي احتل بلدين عربي واسلامي وقتل الملايين من العراق وافغانستان؟ ام عن كلينتون من قبله؟ ام عن الرئيس الحالي اوباما؟ ام عن ااميركا سيدة الكون وامباطورية الشر الجديدة؟ وهل تعلم ان مشروعها للشرق الاوسط الجديد سقط نهائياً؟ تصبح على خير.

    • زائر 10 | 10:52 ص

      طالب بحريني في اوكلاهوما

      نعوم تشومسكي ما هو إلا يساري متطرف (اناركي = فوضوي) قابع في مخلفات كارل ماركس، و لا زال يفكر بطريقة القرن التاسع عشر و تأميم مناجم الفحم الله يعين اللي يقرون خرابيشه.

    • زائر 9 | 10:03 ص

      اقرأ تشومسكي يا طالب اوكلاهوما

      الطالب البحريني في اوكلاهوما يبدو انه عايش في العسل. لماذا لم تكمل عبارتك: لنقلوهم في المصحة العقلية. لكن ما عليك شره. تعرف من اللي يحتاج إلى المصحة العقلية؟ هو الرئيس بوش الذي قتل الملايين من العرب والمسلمين خلال حروبه العبثية. هل تعلم شخصاً آخر؟ رامسفيلد ورايس وبقية مجرمي الحرب الذين للأسف لن تطالهم يد العدالة الدولية لانهم ببساطة في امريكا الطاغية المستبدة. اقترح عليك يا طالب اوكلاهوما أن تقرأ كتب نعوم تشومسكي يمكن تتفتح مداركك قليلاً . تحياتي لكاتبنا المتابع جيداً للسياسة الدولية.

    • زائر 8 | 8:48 ص

      زائر 6

      هذا الذي تعلمته كطالب في اوكلاهوما
      الله يعينك

    • زائر 6 | 6:48 ص

      طالب بحريني في اوكلاهوما

      و الله لو تعرف عنك امريكا عنك و عن المعلقين في الوسط جان سووا لكم حفل خيري و حطوكم في ........ يبا لكم 500 سنة على أقل تقدير حتى تفهمون طريقة التفكير الأمريكية......

    • زائر 5 | 6:24 ص

      بو جاسم

      السياسة الأمريكية لا تعرف أخلاق فأن خسرت الحرب في هذا البلد الخراب أصلاً ستحول دعمها من الحكومة الأفغانية إلى حركة طالبان!
      وسيرجع البلد في تيار القتل والسلخ والحز والقلع مرة ثانية الحل لمشلكة أفغانستان هو إدخال سلاح جديد للمعركة فمن غير المعقول أن أجابه طائرة بدون طيار أو طائرة F16 بكلاشنكوف مصدي! ومجموعة هاون من أيام الإتحاد السوفييتي!
      الحل سلاح قاتل للجنود المحتلين وتجنب كافة الأفغانيين بما فيهم المنتسبين للجيش والشرطة والتعاون مع دول الجوار الإقليمي بما يخدم قضيتهم.

    • زائر 4 | 5:20 ص

      الشيطان الاكبر

      صدق الامام الخميني عندما وصف أمريكا بالشيطان الاكبر. هذا الشيطان الذي يتصرف في الارض كأنه إله . إله دون رحمة ولا أخلاق.
      يعلن الحروب. ويسفك الدماء.. يقتل النساء والاطفال والابرياء وكأنه لم يرتكب أي جريمة.
      والغريب .. قام الدنيا على المواطن المصري الذي قتله النظام المجرم.. وهو يقتل الملايين من الابرياء.
      لوث العراق بالمواد السامة بجيشه الهمجي . وجيشه يفتح تحقيق لتحديد من لوث العراق.
      حقا أمريكا هي الشيطان وهي الارهاب . مصاصة الدماء.. فهي أكبر خطر يهدد الانسان. لكن الله موجود.

    • Jeff | 2:23 ص

      السياسة حمقاء

      السياسة الامريكية غبية!

    • زائر 3 | 1:49 ص

      كليلة

      المشكلة ان الدى برسم سباسة امريكا ليس الرئيس او نائبه انما القوى المؤثرة كاللوبيات و مصاتع الاسلحة وكل هؤلاء هم تحت ادارة اللوبى الصهيونى المؤثر هذه هى مشكلة الشعب الامريكى اللذى تسيطر عليه الصحافة اليهودية كس ان ان و س ب اس وغيرهم

    • زائر 2 | 1:10 ص

      لم ار حكومة اغبى من امريكا

      دخلت فيتنام وخسرت تحدت الثورة الاسلامية في ايران والثورة في بدايتها وخسرت ايضا وكل يوم تتكبد خسائر في العراق وافغانستان ..متى سيعي الشعب الامريكي ان حكومته فاسدة وتسعى وراء مصالح شخصية ؟!!!

    • زائر 1 | 12:35 ص

      بداية النهاية

      اعتقد ان قوة الولايات المتحدة بدأت بالتلاشي بعد تحولها لدولة عربية .. تقصي كل من ينتقد المسؤولين الذين لا يأتيهم الباطل من بين ايديهم ولا من خلفهم.

اقرأ ايضاً