هناك من يتبنى نظرية أن السبب الرئيسي وراء بقاء المنتخبات الإفريقية في المربع الأول منذ سنوات وعدم تطورها بالنظر إلى مكانة لاعبيها في الدوريات الأوروبية الكبرى وفي أعرق الأندية الأوروبية هو عقليتهم التي تتحول إلى الجانب العشوائي عندما يلعبون كمجموعة واحدة في فريق أو منتخب واحد.
ومن تابع مباراة البرتغال وساحل العاج يدرك جيدا بأن هذه النظرية صائبة جدا، فالمنتخب الإفريقي كان الطرف صاحب الكعب الأعلى في المباراة من جميع النواحي، الناحية البدنية والقوة الجسمانية والتمركز والسرعة والانتقال كمجموعة، ولكن ما أن تصل هذه المجموعة إلى منطقة الجزاء تتحول الأقدام التي تساوي ملايين الدولارات إلى أقدام أشبه بلاعبي الحواري و(الدفنات).
هذه النظرية تفسر السبب الحقيقي وراء اعتلاء منتخب مصر قمة بطولة أمم إفريقيا في السنوات الماضية، فعلى الرغم من أن اللاعبين المصريين أقل من منتخبات غانا ونيجريا والكاميرون وساحل العاج من حيث عدد اللاعبين المحترفين ومن حيث نوعية الأندية التي تحترف فيها، إلا أن المنتخب المصري يروض هذه المنتخبات والإمكانات، والسبب هو عقلية اللاعب المصري وسهولة انخراطه ضمن مجموعة من نفس الفصيلة، لذلك النتيجة منتخب قوي الشخصية ويلعب بعقلية المنتخبات الكبيرة.
ذلك يخص الأفارقة، وأما الآسيويون فإن المستوى الذي شاهدناه للمنتخبين الكوري الجنوبي والياباني ليس بغريب، فهذان المنتخبان سيصلان في المستقبل القريب إلى مستويات أفضل وسيشكلان أرقاما صعبة على المستوى العالمي، لأن هناك من يعمل وفق منظومة عملية وعملية واضحة، فعلى رغم تغير الأجيال والتجديد يبقى المنتخب منافسا، وهذا السر الذي نعرفه في الدول العربية أو بالأحرى الخليجية ولكننا لا نستطيع ترجمته.
المنتخب الكوري الجنوبي ورغم الخسارة العريضة أمام الأرجنتين بالأمس إلا أن ذلك لا يؤثر بشكل أو بآخر على تطوره من الناحية الفنية وأنه قد خلق لنفسه شخصية على المستوى العالمي، وبإمكانه إثبات نفسه كمنتخب منافس في الجولة الأخيرة وقد يتأهل إلى الدور ثمن النهائي، والأمر ينطبق تماما على المنتخب الياباني، والكوري الشمالي الذي ظهر بمستوى راق جدا أمام البرازيل.
التطور الذي يتحدث عنه العالم بالنسبة لدول القارة الآسيوية يجب أن يكون محفزا لصناع القرار في دول غرب آسيا ومنهم صناع القرار في البحرين بكل تأكيد للاستفادة من هذه التجارب الناجحة، وإلا سنجد أنفسنا في المستقبل القريب في الصفوف الخلفية.
إقرأ أيضا لـ " محمد أمان"العدد 2842 - الخميس 17 يونيو 2010م الموافق 04 رجب 1431هـ
نحن فعلاً في نهاية الذيل
إستوقفتني هذه العبارة فقط: (( وإلا سنجد أنفسنا في المستقبل القريب في الصفوف الخلفية )) . فاقول: ومن قال أننا لسنا في الصفوف الخلفية حقا ؟! إذا أردنا أن نعتلي بمنتخبنا الوطني إلى كأس العالم فيجب أولاً إصلاح الإتحاد من قمة الهرم إلى آخر الذيل .
سبب التراجع.......
لا أتفق معك أخي الكريم ابوامان فيما ذكرت بالنسبة للمنتخبات الافريقية, في اعتقادي ان سبب تراجع الكرة الافريقية هو النظرة المادية للاعبي تلك المنتخبات, وبإمكانك مراجعة تاريخ تلك المنتخبات ابتداء من بطولة 1994م وستجد المساومات على مكافئات الفوز والتهديد بعدم اللعب من قبل العديد من اللاعبين وخصوصا نيجيريا والكاميرون وجنوب افريقيا!