العدد 2840 - الثلثاء 15 يونيو 2010م الموافق 02 رجب 1431هـ

الشقيقة قطر التي عودتنا على المساهمة في حل مشاكل الغير

سلمان ناصر comments [at] alwasatnews.com

.

إن ما مر به الشارع البحريني بفترة ليست بالبعيدة جراء توقيف بعض البحارة لدى سلطات الشقيقة قطر، وما تبعه من لفتة كريمة من صاحب السمو أمير دولة قطر بالإفراج عن جميع سفن الصيد البحرينية، حيث أنها تشكل مصدر رزق هؤلاء البحارة، والتسريع في اتخاذ الإجراءات القضائية لإنهاء توقيف جميع البحارة، كما كان لجلالة الملك والحكومة الرشيدة الدور الأبرز باحتواء هذه الأزمة بحكمة جلالته وسعة صدره المعهودين واللذين ساعدا على تطويق هذه الأزمة، هذان الموقفان مثّلا نموذجاً حقيقياً للتعاون والمبادأة في تذويب الخلافات بين الأشقاء.

ولم لا، فها نحن في البحرين نزخر بهذا الجو الديمقراطي الذي أرساه جلالة الملك وذلك بالتفافنا حول قيادتنا، بل وطالت حكمته بتجاوز المعضلة التي مر بها المجلس في الفترة الأخيرة للحفاظ على هذه المنظومة الخليجية.

إن البحريني ومنذ القدم لم يفرق بين ابن بلده وأيٍّ من مواطني دول المجلس الذين جاءوا وشاركوه وشاركهم لقمة العيش الكريمة لسبب بسيط ألا وهو أن الحال واحد بين أبناء دول الخليج العربي وهذا ما نأمل أن تراعيه الشقيقة قطر في المستقبل، ولاسيما في ظل الظروف والتحديات التي تواجهها المنطقة.

ففي الوقت الذي يشهد فيه العالم التكتلات والتجمعات وإن اختلفت النظم الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لديهم إلا أنهم يصارعون لاستمرارية هذه التجمعات وأقرب دليل على ذلك الاتحاد الأوروبي.

إن العلاقات المتينة والمتجانسة الرابطة بين دول الخليج العربي والسمات المشتركة بين أبنائه كافة والتي وصلت حتى لما يتعلق حتى برجالات القيادة فيه والتي تغلب عليها صفة القربى وإن اختلفت أسماء العوائل، علاوة على ذلك النظام الاقتصادي والاجتماعي والثقافي المشترك بين شعوبها، ناهيك عن العقيدة الإسلامية التي تجمع تلك الشعوب.

إن التوجه السياسي والشعبي في البحرين كان ومازال يعمل على تحقيق التنسيق والتكامل والترابط بين دول المجلس في جميع الميادين باقتناعه بأن التنسيق والتعاون والتكامل فيما بيننا يخدم أهدافنا السامية لاستكمال الجهود المختلفة في المجالات الحيوية التي تهم شعوبنا لنحقق طموحنا نحو مستقبل أفضل للوصول إلى الوحدة المنشودة من خلال تقارب أوثق وروابط أقوى. وما ميّزنا كشعوب بساطتنا، حيث حتى بعد ظهور النفط بطاقات إنتاجية متفاوتة بين الدول الخليجية، إلا أنها لم تغير شعور تلك الشعوب تجاه بعضها البعض، والذي تخللته المصاهرة والتبادل التجاري والتواصل الحضاري والثقافي، ورغم التغيرات السياسية التي صاحبت العالم آنذاك، من فكر اشتراكي وبعثي وناصري وقومي وليبرالي، إلا أنها أبت تغيير ثوابتها، وذلك بالتفافها حول حكامها التي كانت ومازالت تمثل حراكها السياسي، بل وتجاوزت أزماتها بروح الأخوة والمحبة والتسامح. إن هذه الشعوب ببساطتها لا يعنيها شراء استثمارات الحكومات التي تقدر بمليارات الدولارات من محال وفنادق وغيرها، بقدر ما يسعى له المواطن البسيط بالعمل بشرف وكرامة حتى بركوب البحر وتحمل الكبَد ليسهم ولو بالقليل بهذا الاقتصاد الكبير، فما يعنيها كشعوب هو تعزيز التلاحم والتسامح والعمل على وحدة الصف والمصير.

بالأمس القريب كانت مشكلة البحارة البحرينيين والآسيويين حديث الشارع البحريني، التي أدت إلى الاعتصام أمام سفارة الشقيقة قطر وإصدار البيانات التي عكست حس المواطن البحريني تجاه قضاياه الشعبية والوطنية والحقوقية، التي تعكس مدى إدراك وثقافة هذا الشعب بالتعبير الحضاري الذي نتمنى أن يتفهمه الغير، كما كان لإطلاق التحالف الحقوقي الشعبي من خلال مؤتمره الصحافي، تحت شعار «بحر وشعب وأرض واحدة»، والذي حضره البحارة المفرج عنهم وأهالي البحارة غير المفرج عنهم ومجموعة من الحقوقيين والصحافة، ترك الأثر الطيب في قلوب من حضروا، فهؤلاء لم تجمعهم جمعية حقوقية أو نقابة والتي نكن لها كل تقدير على ما قدموا ويقدمون، ولكن جمعهم إحساس وشعور الوطن الجامع، لهذا نقول لصوت العقل إن هؤلاء المواطنين لم يركبوا البحار إلا سعياً وراء لقمة عيشهم، كما أن الظروف التي مروا بها لن تساعد على تحقيق التنسيق والتكامل والترابط بين الدول الأعضاء.

وهنا يحق لنا أن نسأل إذا كانت الدول الشقيقة لا تستطيع تسامح من تجاوز مياهها الإقليمية، من مواطنين تكبدوا عناء ركوب البحار سعياً للقمة العيش، فكيف لنا أن نواجه القضايا الإقليمية ذات المصير المشترك.

حين نأمل كمواطنين بسرعة العمل على تذليل مثل تلك المعضلات فيما بين الأشقاء، فإن هذا الأمل يمثل مطلباً شعبياً ووطنياً وحقوقياً بعيداً عن مطالب هذه الجمعية أو تلك أو هذا التوجه السياسي أو ذاك، إن هذا المطلب منطلقه رؤية جلالة الملك وقيادته الرشيدة، حيث نرى عشرات القوانين الخليجية المشتركة التي يصدرها جلالته لتساوي بين مواطني دول مجلس التعاون الخليجي في المعاملة، حيث يتم تنفيذها بكل أريحية من قبل الجهات التنفيذية وبكل محبة ورحابة صدر من قبل المواطن البحريني.

هنا نقول للشقيقة قطر ونحن نبارك نجاح دبلوماسيتها في حل الخلاف بين أريتريا وجيبوتي في الفترة الأخيرة، وجهودها الحثيثة لحل مشكلة دارفور، وإسهامها في حل مشكلة لبنان والعمل على سد الفجوة فيما بين الجبهات الفلسطينية، نذكر بأن لها جارة شقيقة في الدم والمصير، وندعو قطر التي عودتنا على المساهمة في حل مشاكل الدول العربية الى تذليل مثل تلك الخلافات البسيطة مع البحرين والعمل على تجنب تكرارها في المستقبل بين دول الجوار، فالمعنيون بتلك الأزمة هم مواطنون مصدر رزقهم هو البحر، وهم من ضمن من نفخر بهم ونتفاخر بمهنتهم.

إقرأ أيضا لـ "سلمان ناصر"

العدد 2840 - الثلثاء 15 يونيو 2010م الموافق 02 رجب 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 10 | 9:44 ص

      كلنا خليجين

      نعم الكلام الذي سطرته و مشكور عليه و ما قصرت و صح ما سردته فنحن اهل في منطقة واحدة و من يقدر على حل مشاكل الدنيا قادر بقدرة القادر على حل مشكلات بيته في الداخل حكامنا حفظهم الله اهل كرم و جود كبار و عظماء قادرين على حل هذه المشكلات بحنكتهم و حكمتهم فلنكل كجسد واحد نتكاتف و نتعاضد و لن يكون لأي دخيل مكاننا بيننا فكلنا خليجين من علينا العلي القدير بنعم كثيرة و هي منها الامن و الأمان و المحبة بوركت يا بوخالد و سلمت يداك / أخوك بوجوهر

    • زائر 8 | 7:45 ص

      دوحة الحمدين 5

      نعم واثق الخطوة يمشي ملكا وجدناه يتابع و يوجه بكل حب للحفاظ على الروابط الخليجية الموحدة و هاي رسالة لهؤلاء المهانيين الذين يتصيدون فنحن امامكم بالمرصاد ولن يتغير حبينا و عروبتنا للشعب القطري و للعلم القطري الذي هو تاج على رؤوس

    • زائر 7 | 7:36 ص

      دوحة الحمدين 4

      و ليعلم الجميع بأن الكثير يقومون بتهريب المخدرات اسمعوا من أبناء القرى لتعرفوا أشخاص حفاه عراه أكلح أملح يمتلكون فيلل و أرصدة من أين لهم هذا من البحر أو الصيد و نحن نشعر بحجم التحديات الداخلية و الدولية للنيل من البلدين الشقيين فنحن نطالب القيادتيين بتنظيم حركة الصيد ووضع آليات رقابية لحماية الأمن الإقليمي و الدولي وتنفيذ القانون و يحب على هؤلاء الفوضويين عباد القبور أن يعرفون أن البحرين دوحة الديمقراطية لا توجد مثلها في الكثير من البلدان يحكمها الملك حمد وائق الخطوة يمشي ملكا

    • زائر 6 | 7:25 ص

      دوحة الحمدين 3

      فليعلم الجميع من حق قطر الشقيقة إتخاذ كافة التدبيرات لحماية شواطئها و حماية مياها الإقلمية

    • زائر 5 | 7:19 ص

      دوحة الحمدين 2

      و لكن هناك من لا تراق لهم أنفسهم المريضة و المفروحة تريد النيل من الترابط القوي بين البلدين الشقيقين

    • زائر 4 | 7:11 ص

      دوحة الحمدين 1

      نعم زعيمان كبيران يحملان اسما كبيرا و قلب أكبر محبين للعروبه و للبلاد و العباد هكذا هم أبناء آل خليفه الكرام و ’ال ثان فروابط الدم و النسب و العادات و التقاليد العربية الأصيلة جعلت الشعبيين الكريمين يحملان نفس اللقب العائلي و نفس الحب و الإحترام المتبادل فشرفاء البحرين و رجالاتها يكنون كل الحب و التقدير للقيادتين السياستين لكي نحقق وحدة اجتماعية و سياسية و إقتصادية تعود بالنفع على الشعبين الكريميين و من خلال المشروع الإصلاحي لجلالة الملك وجدنا دفئ العلاقات و الأخوة تربط بين الوطن و أخوانه

    • زائر 3 | 3:21 ص

      حتى البحر منعونا وين نروح

      يعني نموت عشان نرتاح ونريح

    • زائر 2 | 3:10 ص

      الله يكون بعونا

      وش انسوي مانوعرف غير هدي المهنه وش اناكل اولادنا الناس تفكر شغلتنا سهلة بولاية امير المؤمنين مي سهلة كلها تعب ومخاطر شكرا ليك خوك

    • زائر 1 | 2:03 ص

      سبايس تي

      كلام صحيح وفي الصميم، العلاقه الأخويه مع الشقيقه قطر مثالية ويتحتذى بها للغير، نحتاج على أكثر من صعيد أن نخلق ثقافة الأبواب المفتوحه والإنصات للآخر، والمبادره في السلام وتعزيز روح التسامح والألفه. شكرا بو خالد.

اقرأ ايضاً