تمتاز التقية والنفاق، كما بيّنا في مقالات سابقة، بأنهما تجربتان، وتجربتان عميقتان، وتقعان في صلب علاقات القوة والهيمنة والعدائية، ولا فكاك لهما من ذلك. هذا يعني أن علينا، إذا أردنا فهم هاتين التجربتين على حقيقتهما، أن نتجاوز مبدأ إطلاق إحكام القيمة تجاه هاتين التجربتين، وأن ننظر إليهما في ضوء ارتهانهما بعلاقات القوة والهيمنة والعدائية.
أقول هذا لأن أحكام القيمة تقوم على الذم والمدح. والذم والمدح يرتبطان، كما نفهم من أخلاقيات أرسطو، بالأفعال الإرادية، وهذه الأفعال هي ميدان الفضائل والرذائل. أما الأفعال اللاإرادية فلا محل فيها «إلا للعفو بل للرحمة أحياناً»، لأننا نقابل بالغفران ذلك الرجل الذي «فعل ما لا ينبغي له في محنٍ تفوق القوى العادية للطبيعة البشرية ولم يكن ليطيقها أي إنسان» (علم الأخلاق، ج:1، ص267). ويعرّف أرسطو الأفعال اللاإرادية بأنها «جميع الأشياء التي تقع بقوة قاهرة أو بجهل»، إلا أن أرسطو يتحدث عن نوع ثالث من الأفعال يسميها «الأفعال المختلطة»، وهي أفعال ليست إرادية خالصة، كما أنها ليست لاإرادية خالصة، ومن هذه الأفعال ما نقوم بها «إما خشية أضرار أكبر منها وإما تحت تأثير عامل شريف. مثال ذلك ظالم ذو سيادة على أقاربك وأولادك يُلزمك إتيان شيء مخزٍ، فأنت على ذلك في استطاعتك أن تنجي كل الذين هم أعزاء عليك بخضوعك، وأن تهلكهم بإبائك الخضوع» (ج:1، ص266). وبالمعنى هذا، يمكن أن نفهم النفاق والتقية على أنهما من الأفعال المختلطة، فلا هما من الأفعال الإرادية الخالصة كما يحصل في معظم تصرفاتنا اليومية حين نمدّ، على سبيل المثال، أيدينا لتناول الطعام أو الشراب، ولا هما، كذلك، من الأفعال اللاإرادية كما يحصل حين يعجز الإنسان، اضطرارياً، عن الصمود في وجه قوى طبيعية تفوق قوة تحمّله. والمعنى من هذا أن النفاق والتقية يتطلبان قوة قاهرة نمتنع عن مواجهتها خشية من وقوع ضرر أكبر، الأمر الذي يعني أن أفعالنا اليومية والاعتيادية ليست نفاقاً حقيقياً، وتسميتها بالنفاق لا يعدو كونه خطأ أو ضرباً من ضروب التجوّز في استخدام هذه المفردة.
وإذا تجاوزنا مبدأ إطلاق الأحكام يمكننا، عندئذٍ، أن نتعامل مع التقية والنفاق على أنهما وجهان لعملة واحدة، وشكلان لتجربة واحدة، وهي تجربة الضعفاء في الاحتيال والدفاع عن أنفسهم في سياقات عدائية تضطرهم إلى شطر حياتهم إلى شطرين: سرّيّ صادق، وعلني كاذب. وكما كان النفاق جُنّة (درع) من القتل، فإن التقية كانت، كذلك، جنّة من القتل، وقد روي أن «التقية تُرس المؤمن» (الكافي، ج:2، ص221)، وأن التقية إنما جُعلت «ليُحقن بها الدم فإذا بلغ الدم فليس تقية» (ج:2، ص220). ينطوي النفاق، اشتقاقياً، على دلالة قوية على الازدواج والانشطار وفصم الحياة إلى نصفين، في حين تنطوي التقية، اشتقاقياً أيضاً، على دلالة قوية على الحذر والخوف والوقاية وصيانة النفس عن الأذى وتجنيبها الخطر وعدم تعريضها للتلف والتحرّز الاستبافي من الآفات والمهالك. فكأن التقية تعبير عن المضمون والوظيفة، فيما يعبّر النفاق عن الشكل والطريقة.
نعرف منذ أرسطو أن «صغار الناس هم على العموم متملّقون». ونعرف، كذلك، من نيتشه أن «الأقوياء» لا يعرفون المجاملة ولا النفاق ولا الرياء ولا الكذب؛ لأنهم ليسوا مضطرين لذلك، ولا أحد بقادر على إكراههم عليه. فهم يضعون قواعد اللعبة وهم من يخرقونها متى شاءوا. فالنفاق والمجاملة والرياء تجارب وسلوكيات تتأسس على الكذب، ولا يكذب سوى الضعفاء الجبناء الذين يرون في قول الصدق مهلكة لهم. كما أننا نعرف من فرويد أن قوى الكبت وجملة التقييدات التي تفرضها «الحضارة» على غرائز البشر وطاقتهم الحيوية إنما تفعل فعلها بنجاح تام مع الضعفاء فقط، فهؤلاء «وحدهم الذين أمكن لهم أن يتكيفوا مع مثل تلك القيود الواسعة على حرياتهم الجنسية» ونزعتهم العدوانية، أما «أصحاب القوة والعزيمة فلم يقبلوا بها إلا مقابل منحهم تعويضاً» (قلق في الحضارة، ص63).
إلا أن الأقوياء اللامبالين كانوا استثناء في حياة البشر، أما القاعدة الحاكمة فهي القائمة على حقيقة أن حياة البشر هشة، وأن البشر ضعفاء وجُبلوا على الجبن الغريزي، فهم يكذبون ويراءون وينافقون ويتّقون ويضطرون إلى الالفتات إلى الآخرين وأخذهم بعين الاعتبار متى كان ذلك ينجيهم من التهلكة، كما أنهم يصدقون، أحياناً، مِن فرط جبنهم وهشاشتهم. ولهذا السبب لا يعمّر الأقوياء طويلاً، وأعدادهم محدودة دوماً؛ لأنهم لا يلينون ولا يهادنون ولا ينافقون ولا يستسلمون ولا يبالون بالآخرين لحظة المواجهة، فيما يتمكن الضعفاء الجبناء من البقاء طويلاً؛ لأنهم دهاة في إطالة أعمارهم وحفظ حياتهم وعدم تعريضها للتلف والعطب والزوال. لم يكن البقاء للأقوى دائماً، لأن الأقوى يدفعه جنونه إلى مهالك شتّى، وهو يذهب إلى مهالكه بثبات ودونما تردد أو تفكّر أو توجّس. وعلى خلاف دارون فإن نيتشه يرى أن الأنواع لا تنمو في «اتجاه الكمال»، بل «يتفوق الضعفاء على الأقوياء أكثر فأكثر، ذلك لأنهم أكثر عدداً، ولأنهم كذلك أكثر ذكاء (...) والحالة أن الضعفاء أكثر نباهة (...). ومن الذي يتوفر على القوة يستغني تماماً عن الذهن» (أفول الأصنام، ص71-72)؛ لأن القوة تعمي وتصيب صاحبها بالجنون. وفي المقابل فإن من يفتقد القوة يتمسك بالذهن والتفكير؛ لا لأنه يريد التعويض عن نقص القوة، بل لأنه عاجز عن حفظ حياته وسلامته واستقراره بالقوة فلم يبق لديه سوى الاحتيال بالذهن والتوسّل به للخلاص من كل المعوقات والمهالك التي تعترضه في الطريق. ينمّ الاحتيال عن ذكاء ودهاء ونباهة، لكنه، كذلك، علامة من علامات الضعف والجبن. والتقية والنفاق ضربان من ضروب الاحتيال الذكي التي طوّرها الضعفاء - معظم الضعفاء - في التاريخ.
يمكن أن تُقرأ التقية والنفاق على أنهما ضربان من ضروب كبت الكراهية. فكل الضعفاء اضطروا إلى كبت كراهيتهم والتستر عليها وعدم المجاهرة بها علناً، وكان ذلك، فيما سبق، اهتماماً بالذات، وحذراً وخوفاً من رد فعل الأقوياء الذي لا يرحم. أما اليوم فإن كبت الكراهية قد يكون، ابتداء، تعبيراً عن خوف من ردّ فعل المكروهين أو حتى من سلطة القانون الذي يجرّم خطاب الكراهية العلنية، ولكنه، مع التكيّف ومرور الزمن، قد يصبح ضرباً من ضروب المراعاة، مراعاة مشاعر الآخرين، وتجنّب جرحها عمداً. وكبت الكراهية من باب مراعاة الآخرين شيء، وكبتها تقية أو نفاقاً شيء آخر، ففي الحالة الأولى يتم كبت الكراهية لا بدافع الخوف من أحد ولا بدافع الرغبة في حماية النفس من أذى الآخرين، بل هو ضرب من ضروب الترفع الأخلاقي والتهذّب مع الآخرين مراعاة لهم، في حين أن كبت الكراهية في الحالة الثانية يتم بدافع الخوف من الآخرين وصيانة النفس من أذاهم المحتمل. فإذا كانت الحالة الأولى غيرية بامتياز (أي تلتف إلى الغير مراعاة له)، فإن الحالة الثانية أنانية بامتياز؛ لأنها لا تهتم إلا بالذات ولم يكن الالتفات إلى الآخرين فيها إلا من أجل حماية النفس فقط (سواء كانت فردية أم جماعية).
واللافت حقاً أن مراعاة الآخرين ضرب من التهذّب الأخلاقي لا يقوى عليه الضعفاء ولا يفهمه الأقوياء الذين يرون إهانة الآخرين امتيازاً لهم وتأكيداً لقوتهم، أما أخلاقيات الرحمة والشفقة ومراعاة الآخرين فإنها لديهم من علامات الضعف والرقة والشيخوخة، كما أنها «إحدى عواقب الانحطاط» التي تصيب حيويتهم. إلا أن أمثال هؤلاء الأقوياء أصبحوا نادرين، فالضعف، اليوم، يسم الجميع، مما يعني أن القوة، قوة القانون وقوة التهديد، قادرة على العمل بكفاءة عالية، ولهذا تستطيع هذه القوة، وبسهولة، أن تلزم الجميع بكبت كراهيتهم في نفوسهم تجنّباً لأذى الآخرين وجرح مشاعرهم. إلا أن هذه الوضعية كفيلة بأن تعيد إنتاج التقية والنفاق من جديد كما في الماضي؛ لأننا في الحالتين أمام ضعفاء تتسلط عليهم قوة خارجية تجبرهم على كبت كراهيتهم، وسوف تحل قوة القانون محلّ قوة الأقوياء التاريخية، وسيخضع الجميع (أو معظم الناس على أقل تقدير) لهذه القوة (قوة القانون الذي يجرّم خطاب الكراهية العلنية)؛ ولهذا سوف نرى هؤلاء الناس يُضطرون إلى كبت كراهيتهم في العلن خوفاً من سلطة القانون، فيما هم ماضون في إنتاج كراهيتهم في سرهم وفي فضاءاتهم الخصوصية المغلقة التي لا تمتدّ إليها سلطة القانون.
ويبدو أن هذه إشكالية لا حلّ لها، أو لا يمكن حلها بالقوة الخارجية بما فيها قوة القانون مهما تحدثنا حول عدالة القانون وأحقيته؛ لأن القانون يبقى، في نهاية المطاف، قوة خارجية يقع مصدرها في الخارج، خارج النفس. الأمر الذي يعني أن الحل قد يكون في ضرب آخر من القوة على أن تكون قوة داخلية نابعة من داخل النفس، ولنسمِّ هذه القوة باسم «الأخلاق»، على أن نفهم من «الأخلاق» تلك القوة الخيّرة النابعة من داخل الإنسان. والغريب، حقاً، أن في الأخلاقيات الدينية (الإسلامية على نحو خاص) مصطلحاً مركزيّاً هو أقرب ما يكون إلى ما نسميه هنا بـ «قوة الأخلاق الداخلية»، وهو مصطلح قرآني يشترك مع التقية في جذر لغوي واحد (وهو وقي واتقى)، وأقصد بذلك مصطلح «التقوى»، على أن نفهم التقوى، هنا، على أنها ضرب من الترفع الأخلاقي النابع من الداخل خشيةً من «الله» لا خوفاً من البشر بأقويائهم وضعفائهم سواء بسواء. وعلى هذا، فإن كبت الكراهية وكل ما يزعج الآخرين ويؤذيهم حين يكون من باب التقوى إنما ينمّ عن ترفّع أخلاقي نابع من خشية «الله» لا خوفاً من البشر كما في التقية أو النفاق. وأنا هنا لن أذهب إلى حدّ القول بأن التقية (الخوف من البشر) لم تكن سوى انحراف عن التقوى (خشية الله) في تاريخ الأخلاقيات الإسلامية، إلا أن تغليب التقية على حساب التقوى يمكن أن يُفهم على أنه تنازل عن أولوية الخشية من «الله» في الأخلاقيات الدينية، وذلك لصالح الخوف من البشر كأولوية في هذه الأخلاقيات.
ولكن هل يمكن الرهان على قوى داخلية أخرى يكون لها معنى في الأخلاقيات العلمانية/ الدنيوية؟ طبعاً، هناك من يراهن على الحب والشفقة والاحترام (احترام الآخرين)، وهذه قوى مهمة في «الأخلاقيات العلمانية»، ولهذا سوف نتناولها واحدة واحدة في المقالات المقبلة
إقرأ أيضا لـ "نادر كاظم"العدد 2839 - الإثنين 14 يونيو 2010م الموافق 01 رجب 1431هـ
مع التحية
اعتقد انك بدا المقال لمست الشيء الكثير مما هو سلئد في حياتنا , ومثل هذة المقال قليلة مع الأسف من قبل كتابنا ربما لانها تريد الكثير من الدقة والتمحير ممزوجة مع فن معرفة المجتمع وماو سائد فية نفسيا , ولهذا ترى الكثير من القراء انجدبو لهذا المقال لانة يطرح منعايشة في حياتنل اليومية .
العفو ليست من التقية
العفو لا يكون عفوا الا اذا كان عن مقدرة وقيل العفو عند المقدرة والتي لا تتناسب مع مفهوم التقية ابدا.
14نور::تابع:: إلى الزائر19 ومن قال لك بأنني أبسط طرح الدكتور
النبي أو عمار بن ياسر شيعة وسنه في ذلك الوقت بل كانوا في بدايات الدعوة للإسلام ومن هذا المنطلق أقول بأن ما نأتمر به ونقول به وما نمتثل به هو تعاليم الدين ومن فم سيد الأنبياء و المرسلين أبو القاسم محمد (ص) فهو أصل الرسالة وهو مدينة علمها.
14نور:: إلى الزائر19 ومن قال لك بأنني أبسط طرح الدكتور
فالدكتور قالها مسبقاً بأن هناك أوجه متعددة من التقية أما التقية التي أتكلم عنها فهي كما وصفها الدكتور::فإن كبت الكراهية وكل ما يزعج الآخرين ويؤذيهم حين يكون من باب التقوى إنما ينمّ عن ترفّع أخلاقي نابع من خشية «الله» لا خوفاً من البشر ومتا التقية التي إستخدمها الشيعة إلا التقية التي ولدة من رحم التقوى وليست كبتاً للكراهية كما يفعل الآخرون والأمثلة التي طرحتها كانت عن غير الإسلام وعن الإسلام وقصة عمار بن ياسر كانت طرحي الأكبر والأوضح لشرح المفهوم بالتقية فهي تشكل حماية لمؤمن أمام الكافر ولم يكن
لا تبسط طرح الدكتور
يا أخ 14 نور انت تبسط طرح الدكتور نادر بهذا الكلام وكلامك يصلح اذا كان فيه نقاش بين سني وشيعي حول جواز أو وجوب التقية ولكن الطرح في المقال مختلف جدا عن ما تريد إثباته
14نور::تابع:: وكما التقية هي التقوى وجهان لعملة واحدة في الإنسياب مع التقوى
عن ما في قلبك فقال لا يا رسول الله فأنا ما سببت لأنني لم أؤمن بل سببت لوعدهم لي بأنهم سيطلقون سراحي بعد ذلك فقال له النبي إذا لا تخف فقد قلت ما قلت لظرفٍ كنت به:: وبهذا نعرف بأن الوضع الذي يكون فيه المؤمن يسمح له فيه بإستخدام التقية لحماية نفسه وحماية أهله وأهل بيته من الهلاك لأن بقائه حياً أفضل له ولأهل بيته ومن لم يقبل بذلك لاقى حتفه كزيد بن الإمام علي بن الحسين زين العابدين وصلب على باب المدينة ليراه الخارج و الداخل وليكون عبرة ولكن غيره إلتزم الصمت لمعرفته بأن الحاكم لا يعرف الله في الناس.
14نور::تابع:: وكما التقية هي التقوى وجهان لعملة واحدة في الإنسياب مع التقوى
النفس من غير حق وبذلك تكون التقية ملزمة شرعاً إذا كان الوضع الذي تكون فيه يحدق بحياتك وهناك اوجه كثيرة للتقية وأعطيك مثلاً , الصحابي الجليل عمار بن ياسر عندما أسره المشركين وقاموا بتعذيبه هو وأمه و أبيه ولما رئوه يتئلم من شدة الألم عرضوا عليه ان يكفر بالله وأن يسب الله ونبي الله وقبل ذلك فأطلقوه فذهب إلى النبيمحمد وقال له أدركني يا رسول الله فقد هلكت فقال له النبي محمد (ص) وكيف ذلك يا عمار فقال له لما إشتد بي الألم سألني المشركون أن أسب الله ونبيه فسببت يا رسول الله فقال له النبي يا ياسر أخبرني
14نور:: وكما التقية هي التقوى وجهان لعملة واحدة في الإنسياب مع التقوى
آخر على قمعية الأنظمة التي كانت تحكم وذلك لحفظ حياة من يعتقد بمعتقد يخالف معتقد الحاكم الذي يحكم وما أكثر هذه المعضلات والمشاهد التي تثبت لزوم إستخدام التقية لحفظ الدين والتقوى ولولا إستخدام الضعيف من ناحية القوة لهذه التقية لكان عرض نفسه للتهلكة وبالخصوص أما حاكمٍ لا يعترف بشرائع الله في حرمة قتل
14نور:: وكما التقية هي التقوى وجهان لعملة واحدة في الإنسياب مع التقوى
فالتقوى يا سيدي قد تفرض السيف على الرقاب في بعض المنحنيات الزمنية التي قد يكون الإنسان فيها وبدون تدخله بها فمثلاً المسيحيين القدماء إبا ن حكم الإمبراطورية الرومانية كان المسيحيين يستخدمون التقية ولكن بنوع آخر أي الإخفاء التام لئلا يتعرض صاحبها للقتل أو السجن أو الرمي في أقفاص الأسود أو في ساحات القتال ليستمتع بها الحاكم أو القيصر بنفسه أو المترفون من علية القوم وهي كذا من عصر لآخر ومن زمانٍ ومكان إلى عصرٍ ومكانٍ آخر وما التقية التي إستخدمها كبار علماء الشيعة و الشيعة على وجه العموم إلا دليلُ
مدرس ثانوي
سلمت أناملك على ما أبدعت ، مقال أكثر من رائع ، متابعين لمقالاتك بشغف ، بالتوفيق يا دكتور نادر .
أول مرة أسمع عن الأخلاقيات العلمانية
شنهو يعني أخلاقيات علمانية ، الآخلاق دينية فقط
العودة إلى الأخلاق
طرح قوي ولكن هل يعني ذلك انك تدعو إلى العودة إلى الأخلاق؟ وهل تختلف الأخلاق عن الدين؟ الرجاء توضيح هذه النقطة
«الأخلاق»
ويبدو أن هذه إشكالية لا حلّ لها، أو لا يمكن حلها بالقوة الخارجية بما فيها قوة القانون مهما تحدثنا حول عدالة القانون وأحقيته؛ لأن القانون يبقى، في نهاية المطاف، قوة خارجية يقع مصدرها في الخارج، خارج النفس. الأمر الذي يعني أن الحل قد يكون في ضرب آخر من القوة على أن تكون قوة داخلية نابعة من داخل النفس، ولنسمِّ هذه القوة باسم «الأخلاق»
باهر كعادتك
باهر كعادتك ومقال رصين وعميق
التقية والتقوى
الاشارة إلى العلاقة اللغوية بين التقية والتقوى لفتة ذكية وتدل على النباهة وانا اول مرة تلفتني هذه العلاقة
مقالاتك متفردة
أريد ان أقول ان مقالاتك يا دكتور نادر مقالات متفردة وأنا أتصفح الأعمدة والمقالات ولا أتوقف الا عند مقالتك لنها تفتح الذهن للتأمل والتفكير فشكرا إليك ورعاك الله
التقي والنفاق
التقية والنفاق ليسا وجها لعملة واحد
ليس لأبرر ولكن هنالك اشتراطات معية للتقية
معقولة اساري حكومة ظالمة واساري شخص يبغضني من اجل التقية
لكن الفيصل بينها شعره
ولتجدنهم احرص الناس على حياة
اليهود هم اشد الناس حرصا على الحياة الدنيا واكرهم للموت. وقال الحسن البصري عن" ولتجدنهم أحرص الناس على حياة" هو المنافق أحرص الناس وأحرص من المشرك على حياة ".
يا اخي المسلم لا تدع التقية توقعك في النفاق من اجل اي حياة, فالله كفل لنا العيش الكريم بان قال و كرمنا بنى آدم. والمثل الشعبي لاتبوق ولاتخاف هي للمسائل الدنيوية واذا ارتكبت ذنبا ليكن لديك الشجاعة لتعترف واما فيما يتعلق بالتوحيد ووحدانية الله فاعلن عن ايمانك بلله وحدة في اي مكان حتى لو عرضك ذلك للاهانة ولا تشرك به احد.
الى متى
ربما كان هذا الحديث الآن ضرب من الترف في وقت يتم فيه تدمير كل القيم وكل شيء على ارض الواقع فلا مكان هناك الآن للأفكار فالهوية ليست عربية ولا تعر ف قيمة لشيء سوى المصلحة وسلب خيرات البلد فلوثة التجنيس خلقت واقع مر مدمر لكل شيء ذا معنى
اعجبتني هذه الفقرة
فإن كبت الكراهية وكل ما يزعج الآخرين ويؤذيهم حين يكون من باب التقوى إنما ينمّ عن ترفّع أخلاقي نابع من خشية «الله» لا خوفاً من البشر كما في التقية أو النفاق. وأنا هنا لن أذهب إلى حدّ القول بأن التقية (الخوف من البشر) لم تكن سوى انحراف عن التقوى (خشية الله) في تاريخ الأخلاقيات الإسلامية، إلا أن تغليب التقية على حساب التقوى يمكن أن يُفهم على أنه تنازل عن أولوية الخشية من «الله» في الأخلاقيات الدينية، وذلك لصالح الخوف من البشر كأولوية في هذه الأخلاقيات.
...
مقال رائع .. الآن بدأ تتضح الصورة اكثر
استاذ نادر بالتوفيق ان شاء الله ... طرحك المعتدل والعلمي ممتااااااز
اخس الحياة ولا الموت وكن جبان تعش لإمك زمان
لا يعمّر الأقوياء طويلاً، وأعدادهم محدودة دوماً؛ لأنهم لا يلينون ولا يهادنون ولا ينافقون ولا يستسلمون ولا يبالون بالآخرين لحظة المواجهة، فيما يتمكن الضعفاء الجبناء من البقاء طويلاً؛ لأنهم دهاة في إطالة أعمارهم وحفظ حياتهم وعدم تعريضها للتلف والعطب والزوال. لم يكن البقاء للأقوى دائماً، لأن الأقوى يدفعه جنونه إلى مهالك شتّى،
أحسنت
أحسنت يا دكتور