أثبتت مباريات مونديال جنوب إفريقيا التي شاهدناها حتى الآن، والمباريات التي أقيمت في المونديالات التي أقيمت في الألفية الثالثة (اليابان وكوريا الجنوبية وألمانيا) بأن الفوارق الفنية والبدنية بين منتخبات أوروبا وأميركا الجنوبية التي فازت بألقاب بطولات كأس العالم الـ (18) وباقي المنتخبات في القارات الثلاث الأخرى باتت متقاربة، وأن الفوارق الكبيرة التي كانت تمتاز بها قد تبخّرت، كما أثبتت المنتخبات الإفريقية جدارتها في حصد ألقاب بطولات العالم للشباب والناشئين، إلا أنها وقفت عاجزة عن تخطي أدوار الثمانية، بسبب شراسة المنافسة أو الحظ العاثر. إلا أن منتخب كوريا الجنوبية فاز بالمركز الرابع حينما تألق في مونديال 2002.

وفي سياق المعنى الذي ذهبت إليه جاء فوز منتخب كوريا الجنوبية على منتخب اليونان الفائز بلقب بطل أبطال أوروبا يؤكد حقيقة هذا الأمر، وفوز منتخب غانا على منتخب صربيا الذي كان في صدارة أحد المجموعات الأوروبية لهو دليل قاطع على أن منتخبات القارات الأخرى قد اصبحت قادرة على اللحاق بالركب وأصبحت حظوظها مثل باقي المنتخبات الأوروبية وأميركا الجنوبية بعد ان كانوا «عتاولة» اللعبة لاكثر من 80 عاما.

وعلى رغم أن الفوز ليس فيه من المستحيلات إلا المراهنات والتوقعات والدراسات التي أقيمت حتى الآن عن بطولة العالم المقامة حاليا في القارة السمراء تؤكد بأن اللقب لن يخرج عن منتخبات إسبانيا وإيطاليا في أوروبا أو البرازيل والأرجنتين في أميركا الجنوبية، وهذه التوقعات ان صحت لا تكون واقعية بنسب عالية لأن في عالم كرة القدم هناك أمورا خفية وغير متوقعة تجعل مثل منتخب اليونان وهو المنتخب المغمور يفوز على أقوى المنتخبات الأوروبية، وهناك - أيضا - الكثير من الأسباب التي لا تخضع للمقاييس ولا تبنى على أسس علمية مثل الحظ العاثر والاخطاء القاتلة للحراسة كما شاهدنا عرين الجزائر وانجلترا يهتزان نتيجة اخطاء لا تغتفر، اضافة الى توفيق وعدم توفيق الحكم.

ولقب بطل كأس العالم قبل انطلاقة مونديال جنوب إفريقيا تتقاسمه القارتان: أميركا الجنوبية وأوروبا وفي جعبة كل منهما (9 ألقاب)، لذلك فالسؤال المطروح: هل تتفوق أوروبا على أميركا التي كانت سباقة في امتلاك كأس جول روميه ممثلة في منتخب البرازيل الذي فاز به 5 مرات متفرقة، أم يصعد على منصة التتويج منتخب خارج عن التوقعات ومن خارج القارتين يكون من القارة السمراء إفريقيا أو من أكبر قارات العالم وهي قارتنا آسيا... طبعا سؤال تصعب الإجابة عليه، ولكننا سنتعرف عليه يوم 11 يوليو المقبل حينما تنطفئ شمعة المونديال لقارة إفريقيا مستأذنة للرحيل إلى أميركا الجنوبية لتحط في عاصمة السامبا البرازيل