نحن بحاجة ماسة لتسليط الضوء على الدوافع والأسباب التي تدفع المتدينين إلى خوض معاركهم الداخلية بعنف وحماس منقطع النظير، مدمرين بذلك قدراتهم الداخلية التي هي ملك للأمة، ومنفِّرين للناس من حولهم، حيث تعتزل الأكثرية هذا الصراع الذي تراه خاطئاً، أولاً تستسيغه على أقل التقادير لعدم وجود التفسير المقبول والمبرر لمعاركه المحتدمة.
يرهق المجتمع ويثخن بالجراحات على صعيد لحمته وعلاقاته الاجتماعية، التي قد تمتد إلى العلاقة الرحمية إذا اقترب الصراع من الأقارب، الذين يتبنون مواقف غير متوافقة وغير منسجمة مع بعضها، فتتضرر آمال المجتمع ويصاب بالخيبة، وتتأكد فيه ثقافة الهزيمة والضعف والتخلف.
فما هي الأسباب الكامنة وراء هذه الصراعات؟ ما الذي يحركها، وما هو العامل الذي يشعل نارها ويزيد أوارها؟
إن الآيات القرآنية من سورة الحجرات (وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا...) تعرضت لموضوع القتال بين الطائفتين المؤمنتين، لكنها لم تتعرض للسبب، ولم أرَ من المفسرين من يتحدث عن سبب معين وراء حالة الاقتتال والصراع، لكن الجميع منهم يسير على نمط آي القرآن فيتناول الحلول والعلاجات التي تناولها القرآن الكريم، مع أن الصراع هو نتيجة لمقدمات وأسباب تشكل الخلفية لحدوثه وحصوله.
والذي يبدو لي أن الحكمة وراء عدم حديث القرآن عن سبب الصراع ربما كانت راجعة لأمرين:
الأمر الأول: إبقاء الفرد المؤمن والتجمع المؤمن أو المجتمع المؤمن في حالة يقظة دائمة، تجاه كل الأسباب والاحتمالات التي تؤدي للتصارع والتقاتل، فليس هنالك سبب معين يؤدي بعينه إلى الصراع كي يشار إليه بالبنان، إنما هي سعة النفس وهواها، وقوة الشيطان في التلون فتتعدد وجوه الصراع، ويتغير سلاحه، ويتبدل لباسه في أشكال يتعب الإنسان من متابعتها وإحصائها، ولذلك جاء تنبيه القرآن الكريم إلى الاقتتال كنتيجة ينبغي ألا تحصل، أو أن تعالج مهما كانت أسبابها.
الأمر الثاني: إن صراع المتدينين، لا يختلف عن صراع غيرهم، لا من حيث أسبابه ومسبباته، ولا من حيث قوته وعنفه، فليست هناك أسباب معينة تنبت الصراع في المتدينين دون غيرهم، بل هم بشر يشملهم ما يشمل غيرهم، من أسباب التصارع والتقاتل، فالقرآن الكريم يفترض حالة التقاتل بين المؤمنين، وعليهم (كما هو واجب المجتمع) أن يبحثوا عن أسبابه، التي قد ترجع إلى خلل معين أو ظروف ملتبسة، أو إنها وليدة وساوس وهواجس داخلية.
واجب المجتمع هو أن يبحث حسب ظروفه وأوضاعه ليكتشف السبب ويبادر في علاجه، يقول السيد جعفر مرتضى العاملي في كتابه (الإسلام ومبدأ المقابلة بالمثل) في صدد الحديث عن هذه الآية من سورة الحجرات «والذي كان أولاً هو الاقتتال بين الأفراد المسلمين، اقتتال لم يعلم وجهه، ولعله بسبب فئة لا يعرف وجه الحق فيها، أو سوء تفاهم ناشئ من عدم العقل والتثبت، يستتبع تعصبات قبلية وجاهلية عامة».
ولذلك اتجه القرآن إلى الحل وإلى الصلح وإلى تحريك المجتمع للتقريب بين الخصمين أو الطائفتين دون مبالاة بالأسباب، أو تقديس لها باعتبارها تخص المتدينين.
ولأن القرآن الكريم قد تحدث عن ظاهرة ممكنة الوقوع دون الحديث عن أسبابها، فقد ترك لنا باب تفسير الصراعات، والبحث عن عوامل نشوئها مفتوحاً لنتأمله حسب ظروفنا وأوضاعنا، وملابسات الوقائع التي نشهدها.
لكن يهمني التأكيد على أن أغلب الصراعات التي تجري في الوسط الديني حقيقتها ليست دينية، وإن كانت ألبستها وزخارفها وشعاراتها دينية، فعلينا ألا نخدع، ونصطف هنا أو هناك باعتبار أن هذا دين وذاك باطل، فالأمر ليس كذلك في الصراعات الاجتماعية البينية خصوصاً ضمن المذهب الواحد وأحياناً التوجه الواحد، وللحديث صلة
إقرأ أيضا لـ "الشيخ محمد الصفار"العدد 2838 - الأحد 13 يونيو 2010م الموافق 29 جمادى الآخرة 1431هـ
الى رقم 4
تفضل وقل لنا ما هي فوائد هجوم الشخص المذكور وتأسيسه موقع متخصص لمحاربة مرجعية السيد ,,, قالها احد الخبراء بالشأن الايراني عندما تصدى المرجع السيد للمرجعية خصصت حملة لتحجيم مرجعيته ومحاولة كسرها لانها عربية وقوية وسوف تسحب البساط من تحت ارجلهم ولهذا خصصت الاموال لتشويه مرجعيته ولاكن خاب مسعاهم
التعصب والحب الأعمى
الزائر رقم (2) كلامك يرد عليك أليس هذا من الصراع الممقوت , بأن تقف في صف شخص وتقدح في شخص آخر من غير الإطلاع على كل حيثيات الموضوع وملابساته
وينك يا ام محمود ننتظر اصدارك الجديد
تعالي قولي لنا قصص مثل امس الا حتى الملائكة ماسلموا من تحريفاتكم تقول امس الملائكة تقاتل مع حزب الله وصواريخ حزب الله سقطت على عرب ال 48 يعني ملائكة الا قتلوهم ما جاوبتين امس على الاشكاليات التي تفند ما جادت به قرائح الكتاب مدفوعي الاجر من لدن طهران وضحية هذه الكتابات أم محمود ننتظر اصاراتك الجديدة وياريت تسوين لانه قصه بعنوان نجاد والاربعين مصيبة وكذبه,, ننتظر قصصك بفارغ الصبر أختنا العزيزة أم محمود
مشكله صدق والله
تعال شوفهم يسبون وخونون كل أحد الا من غير حسبتهم عندهم خوك شغله قاعدين يقولون لليتناقش وياهم ان اي شيء ايران تسوي هو من العقائد وبامر الإمام المهدي سلام الله عليه وهناك المشاكل بين كفار ومسلمين داخل ايران مو خلافلت سياسية / انا شفت نقاش ليهم ويا اللي يختلفون معهم يسبونه ويقولون عنه جاسوس امريكي وبعد اسرائيلي وساعات حكومي صار اي شخص يشتغل في الدولة في منصب هذا يعني باع الدين لان ايران ماترضى بالشغل في مناصب حكومية لان يقولون ليهم حكومة ظالمة وانتون اهل الحق والدين
كن معي فأنا الدين عنوان في الصميم لعل البعض يعتبر
1_ التسلط على عشرات الالاف بأسم الدين لمن هو ليس مرجع تقليد
2_ التسلط عليهم في الموضوعات التي هي ليست من الاحكام التي يُقلد فيها
3_ البريق السياسي والخطاب الثوري والكلمات التي تلهب البسطاء والعوام تغطي عورة الاستبداد المتخفي خلف هذه الشعارات
4_ الالتفاف الحزبي الذي يعتاش منه امراء الاحزاب على واقع المسحوقين الذين لجئوا لهم للتعبير بصورة جماعية ليلتقي الخطاب المعبر والجمهور المتعطش الذي هو في حقيقة سراب يحسبوا الكثير ماء
5_ عدم التحصن بالقراءة والاطلاع بصورة متنوعة ومستقلة
شكرا سماحة الشيخ , بهذين السطرين أصبت عين للحقيقة
لكن يهمني التأكيد على أن أغلب الصراعات التي تجري في الوسط الديني حقيقتها ليست دينية، وإن كانت ألبستها وزخارفها وشعاراتها دينية، فعلينا ألا نخدع، ونصطف هنا أو هناك باعتبار أن هذا دين وذاك باطل، فالأمر ليس كذلك في الصراعات الاجتماعية البينية خصوصاً ضمن المذهب الواحد وأحياناً التوجه الواحد، ,,,, بمقالتك هذه لقد علقت جرس اندار للذين يتوهمون بصراعاتهم انهم يخدمون الدين والحق والمذهب فهل يعتبرون ويتراجعوا عن الولائات العبارة للحدود بأسم المذهب ؟ وهل يتوقفوا عن أحتكار الساحة والمذهب والحقيقة الحصرية ؟
الشخص الذي ذكرته هو خير مثال لموضوع سماحة الشيخ
يقول السيد جعفر مرتضى العاملي في كتابه (الإسلام ومبدأ المقابلة بالمثل) _________ هذا الشخص الذي أستدليت به هو خير مصداق لمقالك وهو صاحب حملة ممولة من قم لمحاولة كسر مرجعية احد الفقهاء العاملين على نطاق الامة ولم يتورط في عنف فكري او حزبي او استبداد ,الشخص المذكور في مقالك يحاول ان يربك الواقع الاسلامي من خلال أشعال فتن لامبرر لها وتخالف بديهيات القران _ شكرا على مقالك وموضوعك الذي يمس اكثر المشكلات تعقيدا داخل المذهب المتعدد الاتجاهات الفكرية
شكرا
شكرا لكم سماحة الشيخ