العدد 2837 - السبت 12 يونيو 2010م الموافق 29 جمادى الآخرة 1431هـ

الغزو الثقافي والفكري والإعلامي في المجتمع الإسلامي

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

لا يُخفى على أحد ضرورة الاطّلاع على ثقافات الآخرين وفكرهم، كما أنّ هناك ضرورة ملحّة هذه الأيّام في ظل العولمة المفروضة على الساحة، ولكن هناك بعض الناس من يستخدم العولمة لإشاعة أفكار مريضة لا يقبلها المجتمع.

للأسف الشديد تمّ غزو بناتنا وأبنائنا عن طريق الإعلام المرئي والسمعي والبصري، سواء على المستوى الغربي أو العربي، فأصبحنا لا نعلم نحارب مَن ونتصدّى لمَن، وتعثّرنا في بعض الأمور، عند محاولتنا التركيز في أسس تقضي على هذا الغزو البشع.

أفلام إباحية فاضحة، مكالمات هاتفية «ماجنة»، قنوات تروّج للفساد بشتّى أنواعه، دعارة ليلية ونهارية وأمام مرأى العين، والمصيبة أنّ القائمات على هذا العمل هنّ بناتنا.

كم فتاة وجدناها في إحدى المراقص الليلية تتمايل بجسدها وتعرّيه أمام الآخرين، وكم فتاة تنازلت عن حجابها وآثرت التفسّخ، وعندما نتكلّم عن الحجاب -وهو مسألة شرعية- لا نتطرّق إلى شخص بعينه أكثر من تطرّقنا إلى الاهتمام بصفة الاحتشام التي تكمن في لب الشريعة الإسلامية.

مما لا شكّ فيه أنّ هذا التفسّخ الفكري، والانحطاط المجتمعي، يأتي وراءه الوعي الضعيف والوازع الديني الأضعف، وحب الدنيا وتفضيلها على حب الآخرة، وقد خلّف هذا التفسّخ الكثير من التبعات التي نحصدها هذه الأيّام.

التقينا ببعض الفتيات اللاتي سكنّ حياة الظلام والفجور في العلن، وسألناهن عن سبب دخولهنّ في أوكار الظلمات، فأخبرننا أنّ حب الفضول في البداية أغراهنّ إلى هذا الطريق، ووجدن سهولة المال فيه، وغرقن في وحله، ولم يستطع أحد انتشالهن منه.

تُعد هذه الأيّام حرِجة إذا لم نواجه الواقع المَعاش، وإذا لم نتدارك زلاّتنا وترّهاتنا، ولن نستطيع القيام بأدنى حركة دون اللجوء إلى المؤتمرات وطاولات النقاش للبحث في المشكلات الناتجة عن الغزو الفكري والإعلامي.

وما مؤتمر»المرأة المسلمة في مواجهة الغزو غير الأخلاقي، وعي والتزام ومسئولية» في نهاية شهر يونيو/ حزيران إلاّ مبادرة طيّبة، تنظّمه مجموعة نساء بحرينيات عظيمات، في المجلس الإسلامي العلمائي، ليحاولن التقليل من أثر هذا الغزو في المجتمع البحريني.

وعليه فإنّ تكثيف الحملات التوعوية وزيادة المؤتمرات المثمرة، ستنتهي برصيد باهر من النتائج، وما هي إلاّ خطوة رائدة في مجال التغيير للأفضل، لتعديل الحال المائل في أخلاق الأجيال المهزوزة، تهدف من ورائها تحسين بعض الأحوال.

فهل نضع أيدينا بيد المجلس الإسلامي العلمائي من أجل رفع راية التغيير وإرجاع روح القيم التي ماتت عند بعض الشباب؟

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 2837 - السبت 12 يونيو 2010م الموافق 29 جمادى الآخرة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 3:55 م

      موضوع مهم

      بارك الله فيك استاذة مريم، تطرقتٍ لموضوع مهم اكبر من الانتماءات السياسية، موضوع يستحق ان نضع ايدينا جميعا في مواجهته، اتمنى منك ومن الكتاب الشرفاء امثالك خاصة وانه اتيحت لكم مساحة للتعبير والكتابة ان تحملوا هذا الهم على عاتقكم وهو مسؤولية كبيرة علينا جميعا.
      والله المستعان

    • زائر 6 | 6:45 ص

      تعددت الأسباب والنتيجة واحدة

      الى زائر رقم 5
      الأسباب متعددة والفقر سبب من الأسباب المهم وكلامك صحيح.

      شكرا للكاتبة المواطنة

    • زائر 5 | 5:39 ص

      الفقر هو العدو الأول

      الا تتفقين معي يا استاذه ان حالة الفقر ( الحاجة ) و بؤس وتعاسة العيش هو السبب الرئيسي ,

    • الصريحه | 5:31 ص

      زائر رقم 1 / عيــــــــــــــــــــــــــــــــب عليــــــــــــــــــك

      ما ذكرته الأخت الفاضلة الكاتبه هو واقع لايستطيع أحد إنكاره وهو واقع مؤسف لبعض بنات البحرين
      ونتمنى أن يوفق الله أخواتنا الفاضلات منظمات المؤتمر المنبثق من المجلس العلمائي وهذا ديدنهن
      أما أنت يا زائر 1 فأتق الله في كلامك فربك هو الحسيب الرقيب

    • زائر 4 | 4:17 ص

      استمري

      اختى العزيزة مريم.... اكيد تعرفين من خلال تجربتك ان هناك اطراف واشخاص ما يريدون اي نوع من الانفتاح بين السنة والشيعة. ولذلك يهاجمونك عندما تكتبين بطريقة وطنية مسؤلة وبحرص على لم الشمل وجمع القلوب. لذلك ترينهم يغتاظون ويفقدون صوابهم ويهلوسون. استمري في طريق الكلمة الصادقة، والله يأخذ بيدك وبأيدينا إلى الطريق المستقيم.

    • زائر 3 | 2:05 ص

      عدم الالتزام بالدين

      مما لا شكّ فيه أنّ هذا التفسّخ الفكري، والانحطاط المجتمعي، يأتي وراءه الوعي الضعيف والوازع الديني الأضعف، وحب الدنيا وتفضيلها على حب الآخرة، وقد خلّف هذا التفسّخ الكثير من التبعات التي نحصدها هذه الأيّام.

    • زائر 2 | 1:09 ص

      إلى الزائر رقم 1

      ما ذكرته مثير للأشمئزاز والنفور والفتنه البغيضة ؟!
      وحاشى على الاستادة مريم ما نعته بها من التطبيل فهي أجل وأكرم .
      عمود الاخت مريم .. هي الغيرة على الدين والعفة والشرف .. ثبتك الله بالقول الصادق في الدنيا والآخره

    • زائر 1 | 9:51 م

      الى بنت الشروقي

      الغزو الحقيقي هو تشتيت المجتمعات من خلال مجموعه من الموالين لبلدان غير بلدانهم الاصليه وتفريق بعض السموم في اذهان الناس على اسس طائفيه وعرقيه واكثر من يروج لهذا من يعيشون على فتات المخابرات والسفارات المعاديه لعروبة البحرين وتاريخها ووانتي واحد من المطبلين لهذا

اقرأ ايضاً