في الوقت الذي نشيد فيها بجهود الاتحاد البحريني لكرة القدم بالتعاقد مع المدرب النمسوي المعروف جدا وصاحب الخبرة الكبيرة سبيرغر، في الوقت الذي يمكننا القول إن المدرب سيكون فاشلا تماما في حال لم يلق كل الدعم من قبل الاتحاد.
ذلك أن التعاقد مع المدرب سبيرغر أو أي مدرب معروف بقدراته الكبيرة، يتطلب من الاتحاد الكثير والكثير من أجل قيادة المنتخبات الوطنية نحو الأمام في الاستحقاقات المقبلة الكثيرة التي تنتظر الكرة البحرينية، ولعل إيجاد الجو المناسب لعمل المدرب هو أهم المتطلبات التي يتوجب على الاتحاد توفيرها، إذا ما عرفنا أن الجو المشحون لن يؤثر فقط على أداء المدرب، وإنما سيصل إلى اللاعبين ذاتهم وحينها لن نستفيد من هكذا مدرب كبير.
مجموعة كبيرة من المتطلبات التي يجب على الاتحاد أن يبدأ العمل منذ الآن على توفيرها، في بدايتها عدم التدخل في الشئون الخاصة بالمدرب وفرض بعض الأسماء التي يتم استدعاؤها إلى المنتخب الوطني، وخصوصا إذا ما عرفنا في السنوات الماضية بوجود أكثر من اسم فوجئ به الكثيرون، وفي مقدمتهم بعض المستوردين الأجانب إلى المنتخب على رغم عدم وجود مؤشرات تدعو لوجودهما في المنتخب، ولكن في هذا الوقت كيف سيكون تعامل الاتحاد فيما لو رفض النمسوي عدم استدعاء المجموعة الكبيرة من اللاعبين المستوردين وخصوصا أن هناك من هو أبرز منهم على الساحة البحرينية، هنا يتحتم على الاتحاد التعامل بواقعية كاملة وعدم الشد في هذا الموضوع.
الأمر الثاني هو إيجاد الكادر الإداري الجيد والقادر على إيجاد التوليفة الممتازة القادرة على إحداث نقلة نوعية في العمل الإداري الذي يجب أن يكون احترافيا بمعناه الأصلي، وخصوصا أن الجهاز الإداري يعد من الأمور المهمة في أي منتخب، نظير الراحة التي يجب أن يوفرها لكل الأطراف الموجودة في المنتخب، من لاعبين ومدربين.
ربما جاءت قضية مدرب منتخب الأشبال منذ سنوات التونسي بن حسن لتعطي الاتحاد درسا في كيفية التعاطي مع المنتخبات الوطنية وإيجاد الأشخاص المناسبين للقيام بهذا العمل، لا أن ينقلب الوضع رأسا على عقب، ما تحدث عنه المدرب التونسي، يمكن أن يجري للمدرب سبيرغر، وخصوصا إذا عرفنا أن الأخير يعد صاحب شخصية قوية لا تتحمل تدخل أي طرف في أداء وظيفته، وإذا ما عرفنا أن لكل شخص مصالح يريد تنفيذها، وبالتالي يتحتم على الاتحاد العمل باحترافية هو الآخر نحو إيجاد الجهاز الإداري المناسب في المكان المناسب، لا أن يكون الجهاز الإداري في جهة والمدرب في جهة أخرى وحينها سيؤثر ذلك ومن دون شك على المنتخب واللاعبين أنفسهم.
الأمر الثالث هو توفير البنية الجيدة ومساعدة المدرب في الحصول على مباريات قوية ودية تجرب المنتخب جيدا، لا أن نقوم باستدعاء منتخب بنما أو توغو بلاعبيه الاحتياط ليكتسحه المنتخب لكن من دون فائدة تذكر؛ لأننا خسرنا بعدها التأهل في كل مرة، والسبب لأن الإعداد لم يكن صحيحا منذ البداية.
نتحدث عن ذلك من واقع ما نعرفه عن الكرة البحرينية التي تعاني الأمرين من سياسة التدخلات الطويلة والعريضة في أمور المدربين الذين يأتون للعمل على رأس منتخباتنا الوطنية، نأمل أن يتعظ أصحاب الشأن في ضرورة أن يكون عملنا الإداري احترافيا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ذلك أنه يعود على منتخباتنا الوطنية بالوصول إلى درجات عالية من المنافسة والاحترافية هي التي ستقودنا حتما إذا تحققت إلى ما نهدف إليه وهو الوصول إلى كأس العالم أو الفوز بكأس آسيا
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 2833 - الثلثاء 08 يونيو 2010م الموافق 25 جمادى الآخرة 1431هـ
مبارك للأهلي
بس حبيت ابارك لنادي الأّهلي من خلال عمودك واعرف انه موضوعك ابعيد كل البعد عن اللي كاتبه..
وخصوصاً انه الوسط الصحيفة الوحيدة اللي ماتكتب ضد الاهلي (نغزة)
وبخصوص العمود رائع كالعادة