العدد 2833 - الثلثاء 08 يونيو 2010م الموافق 25 جمادى الآخرة 1431هـ

نعم لمغامرات «سلوى»!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

«سلوى» هي شخصية كارتونية، ابتكرتها الأخت الفاضلة لين هاشم مع صديقاتها الأربع أماندا بوعبدالله ورانيا أغناطيوس وهبة رجحا وفرح سلكا، وتُعد هذه الشخصية الجميلة لـ «سلوى» هي أول شخصية عربية تتكلّم عن التحرّش الجنسي بالأطفال والنساء.

هذا الموضوع الذي تطرّقنا له في أكثر من محفل وفي عدّة مناسبات، نظراً لتزايده - للأسف الشديد - في المجتمع المحلّي والعالمي كواقع معاش، فهناك مجموعة من الناس عانوا من آثار التحرّش الجنسي، وسواء تكلّموا عن تجربتهم أو آثروا الصمت في ظل العادات والتقاليد الخاطئة بعدم فتح هذا الموضوع الحسّاس، فإنّنا اليوم نقف مشدوهين عن سبب عدم تفعيل بعض المواد القانونية المشدّدة في هذا الخصوص.

وما شخصية سلوى إلاّ تذكير للنّاس وتوعية بأهمّية رفض الإساءة سواء الجسدية أو الجنسية، إذ إنها تشرح تفاصيل رفض الإساءة بطريقة سلسة للأطفال والمجتمع، حتى يستفيد الآخرون من تجارب «سلوى» المثيرة.

نحتاج في عالمنا إلى من يفتح عيون الأطفال وقلوب آبائهم عن التحرّشات الجنسية، حتى لا يديروا ظهورهم إلى هذه الحوادث التي تحدث، فقد يحتاج الأب أن يصل إلى شجاعة ابنه عندما يقول: «لقد تحرّش بي فلان»! حتى يأخذ بيده ويساعده، ويقتصّ من الفاعل عن طريق القانون.

القانون الذي يحتاج حالياً في البحرين إلى إعادة نظر، ويحتاج من مسئولي الدولة بعض الاهتمام، حتى يستطيع الضحايا الشعور بالأمان، وعدم الخوف ممّن قام بما لا يرضاه الله، وممّن يهتزّ له عرش الرحمن بالفعل!

وفي هذا الصدد أُعجِبنا بما يقوم أحد أخصائيي الإرشاد النفسي بإدارة الخدمات، من توعية أبناء طلبة الابتدائي والإعدادي بإلقاء المحاضرات تلو المحاضرات عن التحرّشات الجنسية، وعن كيفية الدفاع عن النفس، وهذه خطوة رائدة من وزارة التربية والتعليم، لوقاية أجيالنا من التعرّض لحالات العنف والإساءة الجنسية. ويتبعه في ذلك الكثير من المرشدين الاجتماعيين الواعين بخطورة المسألة. مع شخصية سلوى الكارتونية ومع تكثيف الحملات من إدارة الخدمات بوزارة التربية والتعليم، إضافة إلى الجهد الكبير والمبذول من قِبل مركز كن حراً لوقاية أبنائنا، نحتاج من وزارة الثقافة زيادة حملاتها التوعوية بمخاطر التعرّض للتحرّشات الجنسية، وكذلك تسليط الضوء على الحقوق والمطالب للفرد في ذاته وجسده.

إن كان هناك شخصان راشدان يقومان بعمل فاحش مهما كانت خطورته، فهناك تبعات، ولكن وجود الفعل منطقياً يأتي بسبب الرضا من الطرفين، أما في حالات التحرّش الجنسي، فإن الطرف الضعيف لا يستطيع قول كلمة «لا.. توقّف عن هذا»، وبذلك نجد الحاجة الملحّة لتبصير الآباء قبل الأطفال بما يجب أن يقوموا به عندما يتعرّض أطفالهم للتحرّش الجنسي، أو حتى لوقايتهم من هذا الهمّ العظيم.

نحتاج من مسئولينا ونكرّر كل يوم الحاجة إلى إعادة النظر في القوانين المتعلّقة بالتحرّشات الجنسية للأطفال، فهم أبرياء مما يحدث لهم، ويحتاجون إلى من يساعدهم ويدعمهم ليس فقط بالوقاية أو التوعية أو الاهتمام، وإنّما بفرض عقوبات صارمة مشدّدة تصل إلى السجن مدى الحياة أو الإعدام، حتى لا يتجرّأ أحد على لمس طفل بريء

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 2833 - الثلثاء 08 يونيو 2010م الموافق 25 جمادى الآخرة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 9:49 ص

      يجب ان يشمل التعريف .. ماهو التحرش الجنسي .. الأسباب .. الوقاية .. العلاج .. نتمنى له النجاح..

      التحرش او الأعتداء الجنسي بالأطفال , ظاهرة تؤرق المجتمع .. و حان الوقت لأعداد العدة لحماية اطفالنا من هذا الخطـر.

    • زائر 1 | 1:40 ص

      مغامرات سلوى....أجودي

      نعم الى هذا النوع من النقد البناء في المجتمع. لكي يكشف أصحاب الأمراض الخبيثة, وينبه الآباء والأبناء, من أمثال المهووسون بالجنس. نعم الى السلوى الناطقة بالحق.. والفاضحه والكاشفه أساليبهم وأمراضهم.... تحياتي للكاتبة.. والقراء.

اقرأ ايضاً