وضحت في مقال الأمس، كيف تحول الفوز بالبطولات وإحراز الألقاب في ناد كبير مثل نادي الشباب الذي جاء نتيجة دمج 7 أندية تملك قاعدة رياضية كبيرة، من نعمة تشيع السعادة والفرح في ابناء النادي وإدارته ومشجعيه إلى نقمة تؤدي إلى خلق مشكلات لمجلس الإدارة، وتسبب إحباطات للاعبين الذين ساهموا في إنجاز البطولات، بعد أن وقف النادي مكتوف الأيدي أمام حلقة مفقودة وهي «التكريم» على غرار ما يحصل عليه اللاعبين في أندية أخرى، وهو الأمر الذي لا يمكن مقارنته بالوضع السائد في الأندية الخليجية التي تبحث عن الموهبة بين رمال الصحراء لتوفر لها العيش الرغيد والحياة التي يتمناها كل رياضي.
وليس كل العيب في الإمكانات المالية، ولكن العيب في عدم وجود قوانين تكرم الأبطال وتعطي الفائزين حقهم، لأن البطل في الدول الشقيقة لا يقتصر تكريمه على ناديه، بل يشارك معه أولا اتحاد اللعبة التي يشرف على تنظيم البطولات ورعايتها، وثانيهم اللجنة الاولمبية التي تحدد يوما رياضيا في السنة لتكريم الأبطال. وثالثهم الدولة التي تحرص على تكريم المتفوقين، إلا أننا في البحرين لا هذا ولا ذاك مسئول عن تكريم الأبطال، وضاع التكريم في «الطوشة» وأصبح النادي محتارا بين الصرف على الفريق واللاعبين طوال الموسم (لباس رياضي وعلاج لاعبين ومساعدات اجتماعية ومكافآت فوز ومساعدة للمواصلات) وبين إقامة حفل تكريم لائق للفرق الأبطال.
وفي اعتقادي أن الاتحاد هو شريك اصلي للأندية في التكريم لأنه الجهة الإدارية المسئولة عن نشرها وتطورها والأخذ بيد لاعبيها للأفضل، أما التخلي عنها فهو أمر خاطئ جدا، المفروض أن يقتطع الاتحاد من موازنته السنوية مبالغ مالية لبند مكافآت الأندية الفائزة بغض النظر عن الموازنة المخصصة لها، فأنا أعتقد أن اتحادات كرة القدم واليد والسلة والطائرة قد تكون ملزمة بتخصيص مكافآت مجزية للفرق الفائزة.
أما المفاجأة غير السارة بالنسبة إلي وأنا أجمع المعلومات لكتابة هذا المقال، أنني علمت أن اتحاد كرة القدم يحصل على مبلغ 300 ألف دينار من الشركة الراعية لمسابقاته «عالم الرياضة» ولا يخصص منها أي مبالغ للفرق الفائزة وهي الأندية التي تشارك في المسابقات التي يرعاها، وهذا يعد أمرا خطيرا جدا لا اعرف سبب سكوت الأندية عليه! فهل السكوت نتيجة جهلها بالأمر أو نتيجة التقاعس وعدم المبالاة التي أصبحت عادتها، حتى باتت تشتكي من أمور كثيرة في اتحاد القدم كاللوائح أو قرارات لجان الاتحاد على صفحات الصحف لكنها لا ترفع مجرد كتاب احتجاج.
إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"العدد 2824 - الأحد 30 مايو 2010م الموافق 16 جمادى الآخرة 1431هـ