صدمني حديث لأحد المسئولين العاملين في نادي الشباب وهو يتأمل بحزن الوضع المأساوي المالي الذي يعيشه النادي، والذي أصبح يتعامل مع بند الصرف المالي بالمسطرة والقلم - كما يقال - ويستخدم قلما ناشفا حتى لا يضيع ولو مبلغ زهيد في أمر غير ذي فائدة، وتساءل قائلا «لماذا تصبح البطولة نقمة على مجلس الإدارة بعد أن كانت فرحة عارمة تعم جميع محبي النادي، والسبب أن فرق كرة القدم هذا الموسم فازت ببطولة دوري وكاس الشباب وكاس الناشئين، وأصبح كل لاعب في الفريق ينتظر هدية الفوز بفارغ الصبر - وهو حق مشروع - والهدية يجب أن تكون مبلغا ماليا، لأن زمن الهدايا ولى ولن يعود، فلاعبو فريقنا مثل لاعبي بقية الفرق الكبيرة تنظر إلى التكريم المادي بأهمية كبيرة، وأي تقصير في التكريم سيسبب إحباطا معنويا وتمردا من بعض اللاعبين الذين لا يعون الظروف المالية للنادي.
هذا الحديث جرني للبحث عن مقدار ما يحصل عليه الفرق من مكافأة مالية من اتحاد كرة القدم بعد الفوز بكل بطولة ينظمها وهل المبلغ يغطي حفل التكريم، إلا أن المفاجأة التي أفزعتني وتعد في خانة غير المعقول، هو أن اتحاد الكرة وهو أكبر الاتحادات الرياضية لا يصرف ولا مليما أحمر للفرق الفائزة ويكتفي بتقديم الميداليات الملونة المطلية بالذهب أو الفضة أو البرونز التي لا تزيد قيمتها المادية عن عدد أصابع اليد الواحدة من الدنانير!
وتأملت حال أنديتنا «التعيس» من حال أندية دول التعاون ولن أقول دول العالم، وقلت في نفسي، كيف تقوم لنا قائمة وهذا هو وضعنا المتردي، فالاتحاد السعودي لكرة القدم أعلن عن مبالغ مالية ضخمة لأفضل لاعب في الأسبوع، وأفضل هداف وأفضل حكم، ناهيك عن ما يحصل عليه الفريق من مكافآت مالية بعد الفوز بالبطولة، والأمر نفسه يحدث في الكثير من الدول الشقيقة لان الاتحاد المعني استطاع أن يتعاقد مع شركات راعية تدفع لها الملايين التي يخصص الجزء الأكبر منها للأندية التي هي محور عمله وسر نجاحه في جلب الراعي.
وقلت للنفس، أنا لا أستطيع أن أطالب نادي الشباب باستثمار موقع النادي بشكل اكبر، لان الاستثمار في الأندية أصبح صفرا على الشمال والدليل هروب المستثمر من أندية كثيرة بسبب الأزمة المالية، ولا أستطيع أن أقول لهم ابحثوا عن تجار المنطقة وضعوهم رؤساء شرف حتى يدعموا ناديكم الذي يملك قاعدة جماهيرية واعدة ولكن تعيقه المادة لأن هذه سياسة إدارة النادي، ولكن ما أستطيع هو أن أطالب اتحاد الكرة أن يغير سياسته «الفاشلة» في عدم تكريم الفرق، وللحديث بقية مادام في الحياة بقية.
إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"العدد 2823 - السبت 29 مايو 2010م الموافق 15 جمادى الآخرة 1431هـ
كل شي فاشل
تخطيط فاشل = إتحاد فاشل = حالة مزرية