الحديث عن الشراكة والمسئولية الاجتماعية بات موضوعاً مهماً في تنمية المجتمعات على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي وأصبح موضوعاً يستحق الوقوف على حيثياته والتمعن في مقوماته، ومدى تطبيقه ضمن سياقات الحراك الاجتماعي في مملكة البحرين .
لقد طالعتنا الصحف المحلية قبل فترة وجيزة، بتكريم أمير منطقة مكة المكرمة، صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل لرئيس مجلس إدارة شركة البحرين للألمنيوم «ألبا» محمود الكوهجي، في حفل تكريم رواد العمل الاجتماعي في الخليج العربي خلال المهرجان الخليجي الاجتماعي الثاني والذي أقيم في محافظة جده بتاريخ 23-27 مايو/ أيار الجاري برعاية محافظ جدة، الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز وبحضور ملفت لعدد غفير من الرواد ووزراء العمل والشئون الاجتماعية لدول مجلس التعاون الخليجي، ونحنُ إذ نشيرُ إلى هذا الاحتفاء، وهذا الاهتمام بجهود رواد العمل الاجتماعي سواءً في مملكة البحرين أو في دول الخليج العربي؛ لنشعر بكل الفخر والاعتزاز إزاء كلّ المساهمات الحقيقية والمميزة لشركة «ألمنيوم» البحرين، وذلك في مجال النهضة المجتمعية البحرينية والتي تعتبر بحق واجهة مشرقة، و دعامة قوية لتمثيل العمل الإنساني بمملكة البحرين وفق الرؤية الاقتصادية 2030 التي أقرّتها القيادة الحكيمة بالمملكة، وبما لها من مشاركة فعالة في رسم الرؤى المستقبلية لتطلعات مملكة البحرين الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية .
عطفاً على كل ما سبق، واستنادا إلى كل التوجّهات الاجتماعية لشركة ألمنيوم البحرين، باعتبارها مؤسسة تدخل في نسيج المجتمع الذي تعمل فيه، وتخدمه؛ فقد تبنت الشركة إعادة تسويق مفهوم العمل التطوعي والاجتماعي بهوية جديدة وبشكل ينسجم مع رؤية القيادة الحكيمة؛ لتكون بعداً إضافياً لتنمية المجتمع البحريني؛ بحيث تستوعب شريحة واسعة من المواطنين في مختلف التخصصات والقطاعات الأهلية وهو واقع ملموس نفتخر به كمتابعين للحراك الاجتماعي والاقتصادي والذي ساهمت به هذه الشركة في رسم معالم النهضة العامة في مملكة البحرين على خارطة العالم ورفع علم المملكة خفاقاً في المحافل المحلية والإقليمية والعالمية
إن هذا التكريم من قبل أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، رسالة واضحة للجميع بضرورة الاستمرار، والعمل قدما في سبيل تقديم جميع أنواع الدعم والمساندة للمجتمع البحريني، وبأهمية دراسة حِزَم المشاريع الاجتماعية التنموية التي تصب في صالح مملكتنا الغالية البحرين، كما يأتي هذا التكريم نتيجة طبيعية وتراكماً ضمن سلسلة المنجزات؛ ليضاف إلى المشاريع التنموية الحيوية القائمة التي قامت بها شركة «ألبا» كمشروع دعم برنامج المنح الدراسية، ومشروع مكتبة الشيخ عيسى الثقافية ومشروع إنشاء مركز اجتماعي شامل لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة، والمشاركة بتهيئة ساحل المالكية، وتزويده بالمرافق التي تجعل منه مرفقاً حيوياً يتمتع به المواطنون، وتشجيع المقاولين في تبني آلية التنفيذ بشكل تطوعي وكذلك الحاصل معه في مشروع إنجاز البحرين في تدريس وتدريب البحرينيين داخل المدارس بالإضافة إلى الشراكة مع حلبة البحرين.
و حري بنا أن نُشيد بما قامت به الشركة من جهود كبيرة؛ لتعزيز الشراكة بين القطاع الحكومي ووزارة التنمية الاجتماعية في تمويل بعض المشاريع التنموية للمنظمات الأهلية وتوجيه الموازنة المرصودة لتنمية القطاع الأهلي البحريني، وهي بذلك تؤكد السير بخطى ثابتة على طريق النهضة الإصلاحية التنموية لجلالة الملك المفدى، ودعم الرؤية الاقتصادية لمملكة البحرين 2030.
وإذ نؤكد على أن هذه المنجزات الكبيرة تجسيد حقيقي لواقع الحراك النهضوي الذي تعيشه المملكة تحت مظلة القيادة الرشيدة، نجد أنها -المنجزات- تأتي بعد تسلم محمود الكوهجي منصب الرئيس لمجلس الإدارة لشركة ألمنيوم البحرين في الآونة الأخيرة فهو شخصية اقتصادية من الطراز الأول، وأنموذج حي للعمل الجاد والدؤوب، والارتقاء بالأفراد، والمجتمع البحرينيين، بمهنية عالية الجودة والمضمون، وكمحصلة طبيعية لكل ذلك فقد تبوأت شركة «ألبا» مواقع متقدمه على صعيد الإنتاج والرضا الوظيفي، وكذلك النهضة المتألقة بالمسئولية الاجتماعية على مستوى المملكة. فهو الذي لا يختلف عليه اثنان عندما تذكر عمليات إعادة الهيكلة بأعلى مستويات الهندرة الإدارية لمفهوم المسئولية الاجتماعية بهوية جديدة تتناسب مع المعطيات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية وفق الرؤية الاقتصادية 2030 لمملكة البحرين؛ ما يعكس الرغبة الصادقة في الشراكة التنموية المجتمعية الحقيقية لدى الجميع، والتي بدورها تعود بالنفع على الوطن و المواطن، وتعطي للمؤسسات والشركات حافزا لاستثمار الفرص للمشاركة كشركاء استراتيجيين في تنفيذ السياسات العامة للحكومة من خلال التنسيق مع الجهات ذات الاختصاص.
وجدير بنا أن نفتخر بكم، فأنتم مثال حي لكل الذين يملكون أفقاً ورؤية تنظر للمستقبل بعين الثقة والأمل، وما مشاريعكم التنموية هذه وأطروحاتكم الاقتصادية ومساهماتكم الاجتماعية إلا دليلاً صارخاً يبعث على الأمل ويبث الحماس لدى العملين في هذه القطاعات، أفراداً ومؤسسات، آخذين على عاتقكم مواصلة درب العطاء وتعزيز المسئولية الاجتماعية تجاه مؤسسات المجتمع المدني والرقي بكل مكونات هذا الوطن المعطاء واستثمار ما يتوفر عليه أفراده من طاقات ومقومات تجعله في مصاف الدول الرائدة في كل المجالات .
العدد 2822 - الجمعة 28 مايو 2010م الموافق 14 جمادى الآخرة 1431هـ