في بداية العقد الجديد ربحت كرة اليد البحرينية ناديا جديد اسمه باربار استطاع أن يخلق جيلا منافسا لقطبي اللعبة الأهلي والنجمة، وفي نهاية العقد (الآن) تربح كرة اليد البحرينية ناديا جديدا اسمه الشباب خلق جيلا منافسا اقتحم تاريخ اللعبة وقدم نفسه كمنافس على بطولات الموسم وممثل للعبة في بطولة الأندية الخليجية أبطال الكؤوس.
وبلا أدنى شك أن تعدد المنافسة يخلق دوريا قويا، والدوري القوي ينتج منتخبا قويا ويضمن استمراريته في المستقبل، وبالتالي فإن ولادة فريق ينافس ولديه مقومات المنافسة من صالح اللعبة في الأول والأخير، وهنيئا لها هذه المولود الذي أتمناه أن يكون معطاء في المستقبل.
لا أتخيل بأن الشباب مجرد طفرة أو جاء على أكتاف فريق لها اسمها تراجعت في الثلاثة مواسم الماضية، بل إن الشباب فريق فرض نفسه، وما كان ليفرض نفسه بهذا الشكل إلا لأنه يمتلك المقومات، لاعبين ذوي إمكانات، مدربا ذا عقيلة متفتحة، وإدارة متابعة، وخصوصا أن عمر النادي منذ تأسيسه إلى حد الآن لا يتجاوز السنوات العشر، وهذا يؤكد أن ما شهدناه في الموسمين الحالي والماضي نتاج جهد وعمل متكامل بأقل الإمكانات بكل تأكيد (...)!
كمتابع للعبة، لا أنظر إلى الشباب في هذا الموسم وما سيتمكن من الوصول إليه في بطولة الكأس من خلال المباراة النهائية اليوم أو في بطولة الدوري من خلال المربع الذهبي، بل أرى بأن الانطلاقة الحقيقية ستكون في الموسم المقبل مع المشاركة في بطولة الأندية الخليجية، فهذا الموسم يجب أن يستثمر من قبل إدارة النادي المقبلة وتعزيز أساس التطور الذي وصل إليه الفريق في هذا الموسم، ويفترض وضع استراتيجية واضحة لضمان بقاء الفريق في صلب المنافسة مستقبلا.
مما لا خلاف فيه بأن خارطة كرة اليد في البحرين تغيرت بشكل كبير في السنوات الماضية بسبب كوادر أبناء القرى وإمكاناتهم البشرية وسط شح الإمكانات المالية، لذلك احتكرت أندية الشمالية (وخصوصا باربار) كل البطولات السنية خصوصاً، ما يؤكد أن القاعدة في القرى قوية وذلك ما يدلل التمثيل في المنتخبات الوطنية السنية، احتكار البطولات من دون تطوير القدرات لن يخدم اللعبة.
لابد من الأندية والاتحاد العمل في خندق واحد من أجل ضمان صقل الكفاءات في القاعدة بالتنسيق فيما يخص المدربين الأجانب للفئات السنية، حتى يعود ذلك بالنفع على المنتخبات السنية التي يجد معها المدربون صعوبة بالغة بسبب طبيعة التدريبات، وأنا واثق بأن ذلك لو حدث، سنشهد ولادة منافسين بعد باربار والشباب.
آخر السطور
من الصعب جدا أن تبني بيتا ولكن من السهل جدا أن يهدم هذا البيت لأسباب غير طبيعية أو منطقية أو أخلاقية، والأصعب من ذلك أن في بيت واحد أناس يبنون وأناس آخرون يهدمون، وفي رياضتنا هناك من يبني بإخلاص وهناك من يحاول أن يهدم من دون هدف غير أنه تعود على أن يكون شخصا سلبيا وليس إيجابيا، دعونا نبني رياضتنا على أساس متين، الأساس المتين هو ذلك الذي يعتمد في ركائزه على الأخلاق والمحبة.
إقرأ أيضا لـ " محمد أمان"العدد 2821 - الخميس 27 مايو 2010م الموافق 13 جمادى الآخرة 1431هـ
لكل مجتهد نصيب
شكرا للكاتب الكريم للملاحظة الكريمة التي تنبع من عمق الطموح السامي الي خلق منافسة بعيدة عن حسابات الامكانيات المادية فقط ولكل مجنهد نصيب!!!!