العدد 2820 - الأربعاء 26 مايو 2010م الموافق 12 جمادى الآخرة 1431هـ

إنما الأمم الأخلاق... شعائر و«مشاعر» ومسجات!

سعيد محمد saeed.mohd [at] alwasatnews.com

قد يكون من البديهي القول إن حالة «النكتة» وتبادل الطرفة واللطائف السياسية بين شعوب العالم، وخصوصاً الشعوب العربية والإسلامية، هي حالة طبيعية تدخل تحت عنوان :»التنفيس»، لكن هناك نكتة سياسية محبوكة حبكة فكاهية لطيفة ذات معنى كبير وصائب، وقد يضحك بسببها حتى رئيس الدولة (المنكوت عليه) بينه وبين نفسه في السر!

وهناك أيضاً قائمة طويلة لا تنتهي من النكات السياسية والاجتماعية القذرة من ناحية استخدام المفردات والمعاني وقلة الذوق وسخافة الأسلوب، لكن المتلقي قد يموت من الضحك وهو يقرأها في موقع الكتروني أو عندما تصله عبر هاتفه النقال أو بريده الإلكتروني الخاص او حين يسمعها في جلسة أناسة مع الأصدقاء والأحبة، وتبقى مجرد نكتة حتى لو كانت تتجاوز حدود الأدب والأخلاق والعرف والذوق السليم.

والمجتمع البحريني، حاله حال الكثير من المجتمعات العربية والإسلامية، يستقبل الناس فيه الطرائف والنكات ويرسلونها، سواء كانت توافق الذوق السليم أم لا توافقه، فالأمر سيان بالنسبة لدى البعض الذي لا يرى فيها ما يسيء إلى شخصه الكريم، ولا يرى فيها إساءة إلى الشخص المرسل إليه، وسواء كان المرسل أو المتلقي رجلاً أم إمرأة... مراهقاً أم رجلاً ناضجاً، تسقط حدود الأخلاق طالما هي نكتة سياسية، فلا ضير من أن يضحك الناس! لا بأس، بيد أن هناك تطوراً لافتاً في استخدام الوسائط الحديثة والرسائل الإلكترونية بأنواعها وتصاميم الجرافيك التي يعصر فيها (المبدع) رأسه وفنه لينتج عملاً مثيراً للضحك يرسله إلى آلاف الناس، ويقوم الآلاف بإرسالها إلى آلاف أخرى وهكذا تكبر خانة ألوف الألوف، لكن قلة هم أولئك الذين تتوقف لديهم الرسالة النكتة فيحذفونها لأسباب يجدونها لا تناسب ذوقهم ولا أخلاقهم ولا وازعهم الديني، حتى وإن كان السياسي أو الرئيس أو الحاكم غير محبوب بالنسبة إليهم، لكن هناك رادع أخلاقي يمنعهم من نشر مثل تلك النكات والمسجات والتصاميم السمجة.

ولأن الطرائف والنكات، محمودة أم مذمومة، لطيفة أم سخيفة، أصبحت اليوم تطير بسرعة عبر شبكة الإنترنت ومواقعه الإلكترونية، وعبر الهواتف النقالة والوسائط المتعددة، فإن منها ما يسيء إلى شعائر دينية مقدسة لدى فئة من المسلمين، ومنها ما يسيء إلى مشاعر مكونات ومجموعات بشرية، ومنها ما هو طائفي بغيض كريه، ومنها ما يأتي بردود فعل غير متوقعة بسبب سخافتها واستهزائها بشخصيات ورموز وشعائر دينية يمارسها المسلمون على اختلاف مذاهبهم والأدهى من ذلك، أن تتصدر صفحات جرائد محترمة يفترض أنها تتمتع بمهنية وموضوعية، ومع شديد الأسف، تتيح عروض الاتصالات المجانية فرصة ذهبية لأن تتكاثر الألوف تلو الألوف من المرسلين والمستقبلين الذين يشاركون في نشر (الوقح من الأعمال) فقط تحت عنوان: «ما فيها شي... خلنا نضحك»، وليس لإيقاف ذلك من سبيل إلا (الذوق السليم)، وخصوصاً أن الغالبية العظمى من (ناشري النكتة) هم من المراهقين والشباب وإن لف لفهم من هو ناضج عمراً وفكراً.

شخصياً، ضحكتُ كثيراً وأنا أقرأ طرفة وردت عبر بريدي الإلكتروني تقول: «يحكى أن حاكماً عربياً كان في رحلة صيد مع نفر من حاشيته، وبينما هم يبحثون عن الطرائد، رأى الحاكم أرنباً يركض فأخذ بندقيته ورماه لكنه أخطأ الهدف! فقال أحد أفراد الحاشية من المنافقين: «سبحان الله! أول مرة أشوف أرنب يركض وهو ميت»، أيضاً، شعرت بالأسى وأنا استقبل تصاميم ومسجات تسيء إلى بلادنا وإلى عوائلها وإلى رموزها وإلى مشاعرها الدينية، تخلو من الذوق والاحترام والأدب، وتقترب من صفة المنافقين الذين يرتدون لباس أولياء الله الصالحين.

إقرأ أيضا لـ "سعيد محمد"

العدد 2820 - الأربعاء 26 مايو 2010م الموافق 12 جمادى الآخرة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 11 | 5:07 م

      كلام سليم وجريء واجد

      كلم سليم وواجد جريء وواضح، والغلط غلط.. والشرهة على اللي يفرحون بهالتصرفات

    • زائر 10 | 9:03 ص

      البعض فرحان والبعض غضبان

      لو تلاحظون هذه الشغلة السخيفة جيفه انتشرت وجيفه وصلت الى صحيفة الدار والمواقع الإلكترونية و..و..و.. وملاحظة الخاصة هي ان الناس المتعلمين الفاهمين استسخفوا الشغلة والجهالوه مستانسين بها.. بس حتى لو اختلفنا مع الحكومة ومع شخصياتها، مو صحيح يصير هالإقحام بها الصورة الممجوجة.. ومثل ما قال احد الزوار يوم الفنان طارق العلي قلد الطور الحسيني قامت عليه الدنيا في مسرحية، والحين اللي سوى الشغلة جيف ما يدري غلطته.. لا وكاتب بعد ان الخطوة اثارت غضب الرواديد البحرينيين.. صحيح مهزلة

    • زائر 7 | 5:57 ص

      لا للتطاول السخيف

      لا للتطاول السخيف على الشعائر الحسينية..
      اما اللي يبغي يرسل ويستقبل نكت ومسجات زينة لو شينه هذا كيفه.. واختلف مع الكاتب في موضوع النكتة، النكتة زينه ما فيها شيء.. خاصة الأرنب اللي يركض وهو ميت.

    • زائر 6 | 5:23 ص

      ليست أخلاق اتباع النهضة الحسينية

      المسجات والتصميم السخيف ليست من أخلاق اتباع النهضة الحسينية.. انا شيعي جعفري اثنى عشري وسيد بعد.. لكن التصميم قهرني، فعلاً يقهر لأنه سخيف وربما من فعله كان يقصد الإساءة للمذهب حتى لو كان شيعي المذهب.. لكن ويش تقول ويش تتكلم.. اعتقد أن واحد اسمه الرمزي ابو يقين الزهراء في المنتديات، صحيح فنان في التصاميم، لكن عقله صغير، واساء الى معتقدنا والى اسم الزهراء عليها السلام.
      نرفض هذه الأعمال المسيئة لمذهبنا

    • زائر 5 | 5:19 ص

      أحسنت أخي الكريم

      أحسنت أخي الكريم.. لا يرضى بمثل هذه التصرفات أي شخص يقدس معتقداته ومشاعر الحسينية المقدسة.. فعل جهال وصغار عقول يعتقدون إنما هم بذلك يفشون غليلهم دون ان ينظروا الى الإساءة.. الصورة الرمزية لعاشوراء لا يجب أن تستخدم للإساءات.. وكما قال الأخ زائر 2 رحت بعيد.. طبعأً الكاتب يروح بعيد وانا اروح بعيد في وجهات نظرنا لأنها أعمق من فكرتك.. انت لا تراها اساءة هذا لأنك لا تدرك معنى أن تكتب يا حسين على جبين (آخر) رغما عنه، والحسين عليه السلام ونهضته أعلى شأناً.. لن تكبروا أبداً لأنكم تستخدمون العضلات فقط

    • زائر 4 | 3:53 ص

      أصبت عين الحقيقة

      بالفعل فإن المسجات التي تتناول البعض من الشخصيات الحكومية في البحرين من باب النكتة وذلك من خلال التعرض لشعائر الحسين وجعلها أداة للتنكيل من الشخصيات الحكومية سواء أكان ذلك لسبب قائم أو لا..

      نعم نحن ندين مثل هذا التطاول.

    • سترة نور العين | 3:40 ص

      الفيفا

      شكرا لـ سعيد محمد
      من طلعت الفيفا مع مسجاتها "نكت" تكاثرت الناس بالمهازل
      المهم عند البعض بأن يضحك ويقول ويش مأخذين من الدنيا
      وما يدري في من بعض النكت يهينى غيره
      والمفروض من شركة الفيفا عدم بث بعض المسجات اللي الواحد يستحي بأن يقرئها
      وخصوصا بأن المسجات ترسل عشوائي ومن ضمنهم المراهقين

    • زائر 3 | 1:30 ص

      غريب أمركم

      نشكر لك قلمك بما جاد و اصبت كبد الحقيقة.
      نعم .. شعائرنا الدينية ليست مجال للتنكيت والاستغلال لاثارة الضحك
      اتذكر كيف كانت هناك حملة قوية ضد الممثل طارق العلي عندما ظهر في احدى المسرحيات بقلد طور الخطباء و الغالبية امتعظت من ذلك.

    • زائر 2 | 1:03 ص

      رحت بعيد!

      أرى أنك ذهبت أبعد مما ذهب له صاحب الشأن نفسه في نفيه للخبر اليوم، فلا يبدو أن من تناولته هذه الطرفة قد غضب كما غضبت أنت!!
      كما أن الآلاف لم يرو فيها إسائة للدين أو الشعائر أو الرموز أو العوائل كما تدعي! فإلى أين أنت ذاهب؟! خف شوي ما أظن وراها شي !!

    • زائر 1 | 9:17 م

      «ما فيها شي... خلنا نضحك»،هههههههههههههه

      «ما فيها شي... خلنا نضحك»،هههههههههههههه
      يا اخ سعيد خلنا نستانس ومقالك واضح انك قاصد شركة فيفا والعرض المجاني اللي وفر علينا أعباءمالية وادخل الفرحة والسرور الى قلوبنا وكما أسردت حضرتك تضل نكته عابرة لا تضر ولا تنفع ولكن تسعد القلب وتفرح الخاطر ولا داعي لان أذكر لك أسباب الضجر والضيق على المستوى المحلي والعالمي فدع الأبتسامة والضحك يكونون رفقاك فأنت وأنا لن نعيش الا ايام معدودة .... فلنجعل من أيامنا أفراح ونخفف إلم المعيشة ..

اقرأ ايضاً