قبل بداية دوري هذا الموسم لكرة القدم لم يكن أشد المتفائلين يرشح الأهلي للفوز باللقب المحلي بعد ابتعاد دام 14 عاما، وبعد نهاية القسم الأول وبيع أفضل اللاعبين للمحرق والرفاع لم يعد أحد يتوقع أن يكون الأهلي منافسا على بطولة الدوري عطفا على الفوز بها.

لكن الفريق الأهلاوي تغير تماما منذ استلام المدرب الوطني القدير عدنان إبراهيم لدفة الفريق، فهذا المدرب المعروف عنه تواضعه وقدرته على لم اللاعبين من حوله إلى جانب فكره التدريبي العالي ومعرفته التامة بمستويات اللاعبين البحرينيين وما يمتلكه من قدرة على قراءة المنافس بالإضافة إلى شخصيته المحببة، وما أقوله ليس تحليلا بقدر ما هو معايشة لهذا المدرب الذي تدربت على يديه قبل سنوات طويلة، فكان منذ ذلك الوقت وإلى اليوم يؤمن باللاعبين الشباب وقدرتهم على تحقيق الانتصارات وصناعة المستحيل.

عدنان إبراهيم للقريبين منه يعرفون تماما إيمانه بلاعبيه ودفعه لهم لبذل كل ما يمتلكون إلى جانب معرفته لقدراتهم وتوظيفها بالشكل المناسب، أضف إلى ذلك أنه يمتلك الجرأة الكاملة للدفع بأي لاعب شاب من دون تردد مهما كانت الأسماء المقابلة ومهما كان متواجدا من لاعبين مخضرمين على دكة احتياطه.

بهذه العقلية تسلم عدنان إبراهيم مهماته، وتمكن من زرع الثقة الناقصة في فريقه وغير جلد الفريق تماما في أقل من نصف موسم، وما عجز عنه كل المدربين خلال 14 عاما حققه في نص موسم وبمشوار أشبه بالمستحيل قياسا بقوة المنافسين وخصوصا المحرق والرفاع المعززين بكتيبة من اللاعبين المحليين والمحترفين.

الأهلي اجتهد وبذل المطلوب منه على أكمل وجه، وتمكن من الفوز على المحرق في عقر داره والفوز على الرفاع بتشكيلة من اللاعبين الشباب، ومن مباراة إلى أخرى تطور مستوى الفريق، وعلى رغم كل الظروف والميزانية الشحيحة والإصابات ورحيل النجوم إلا أن الفريق الأصفر أثبت أنه معين لا ينضب من اللاعبين وما كانوا يحتاجونه هو الفرصة المناسبة التي ما أن سنحت لهم حتى تمكنوا من فعل الكثير.

الأهلي اجتهد حتى الرمق الأخير وتمكن من الفوز في المباراة الأخيرة على المنامة من دون أي تهاون وأكمل مهمته، وكان لابد أن ينصفه القدر في النهاية لأن لكل مجتهد نصيب، وبالفعل كان له ما أراد وتوج باللقب المفقود منذ سنوات.