لست متابعا جيدا لدوري كرة القدم، وتقتصر متابعتي للعبة من خلال الأخبار والتقارير ومعرفة النتائج من خلال الصحافة الرياضية، وإذا فكرت في متابعة مباراة في كرة القدم في الاستاد الوطني فأتابع عن قرب مباريات المنتخب الوطني فقط، فدوري كرة القدم هنا لا يستهويني والمستوى الفني متدن جدا.

حاولت أن أفهم السر الحقيقي وراء تحقيق النادي الأهلي لقب الدوري على حساب الرفاع المدجج بالنجوم والمحرق صاحب الخبرات الطويلة بعد أن استغنى مؤقتا عن خدمات عدد من أفضل لاعبيه وسط غياب الأخوين علاء ومحمد حبيل أيضا، حتى أن أحد الأصدقاء يقول لي «حاولت أن أتعرف على أسماء معروفة فلم أجد».

التحليل الأول لما حدث في بطولة الدوري أن الأهلي نجح بقيادة المدرب الوطني عدنان إبراهيم في خلق جيل جديد للنادي بمواصفات نموذجية ألغت فكرة فقدان الفريق للنفس الطويل في بطولة الدوري بدليل أنه حقق آخر بطولة قبل 14 عاما، وهذا الجيل بمواصفات معينة عجنها (القناص) لأن يكون مستقبل النادي.

التحليل الثاني أن فوز الأهلي ببطولة الدوري دلالة واضحة جدا على (طياحة حظ) دوري كرة القدم، إذ يأتي الفريق الذي يبيع لاعبيه وسط الموسم ويأخذ اللقب من وسط الفريق الذي دفع آلاف الدنانير من أجل استقطاب اللاعبين، والفريق الذي يمتلك اللاعبين أصحاب الخبرة والإمكانات العالية.

التحليل الثالث أن فوز الأهلي ببطولة الدوري طفرة من طفرات التاريخ (وسط ظروف الإحلال الشبه كلي طبعا)، والفريق لعب ما تبقى من الموسم من دون ضغوط تحقيق نتيجة إيجابية بناء على ظروف النادي في الجانب الآخر بطبيعة الحال الأمر الذي قاد الفريق للبطولة.

لست جازما ولكني أتوقع أن يكون التحليل الأول بحسب متابعتي المباريات الحاسمة الأخيرة هو سبب الفوز الأهلاوي بلقب الدوري، فالظروف لا يمكن أن تخدم في كل وقت وفي كل زمان، فالفوز على المحرق على ملعبه ووسط جماهيره أهم الأسباب التي جعلتني أتوقع كذلك، وقبل هذا الفوز الانتصار على الرفاع، وفي كل الأحوال أتمنى أن يصدق توقعي هذا ونرى جيلا جديدا في النادي الأهلي بمواصفات مختلفة.

هذا التمني، ينطبق على نادي المحرق أيضا الذي لابد وأن يأخذ خطوة إيجابية باتجاه المستقبل، الآن خرج (....) من الفريق وهذا ما كان متوقعا لأنه والمنتخب الوطني مجرد طريق للوصول إلى أوروبا، وهناك عدد من اللاعبين من وصلوا إلى مرحلة متقدمة من العمر ويفترض أن يكون أدوارهم في الفريق ثانوية (...).

لابد من صناعة جيل جديد يخدم المنتخب الوطني الأول خلال المستقبل القريب وإلا فإن النتائج التي تحققت خلال العقد الماضي ستنسف إذا ما كانت لدى المسئولين عن الرياضة رؤية عملية وعلمية وواقعية موضوعة على أسس محترمة، فالمسئولون بشكل أو بآخر لابد وأن يكونوا على تواصل مع الأندية لوضع استراتيجية عامة، من الخطأ أن تعمل الأندية في اتجاه والاتحاد في اتجاه آخر.

منتخب اليد والموسم المقبل

كتبت وكتب بعض الزملاء المعنيين بلعبة كرة اليد منذ وقت مضى عن تأخر الاتحاد في وضع إستراتيجية الإعداد بالنسبة إلى مشاركة المنتخب الوطني الأول في نهائيات كأس العالم والكشف عن هوية مدرب المنتخب الجديد، وبالتالي لا داع للقول للاتحاد بأنك متأخر من جديد.

لقد بدأت بعض الأندية البحث عن مدربين للموسم المقبل من الآن، ومن المفترض على الاتحاد أن يعلن موعد بداية الموسم الجديد قبل نهاية الموسم الحالي بحيث يوضح إذا ما كانت هناك دورة تنشيطية أولا أيضا، حتى يتسنى للأندية الاتفاق مع المدربين على وقت الوصول وبدء التعاقد، فهناك أمور مالية مرتبطة بذلك أيضا.

آخر السطور...

تخطينا منتصف مايو/ أيار الجاري ولم يبق على مشاركة منتخبنا الوطني للناشئين في تصفيات كأس العالم لكرة اليد سوى 45 يوما، وعلى مشاركة منتخب الشباب سوى شهرين، ولم تعط المؤسسة العامة للشباب والرياضة بعد الضوء الأخضر للاتحاد بشأن المعسكر الخارجي، وكم أخشى أن تضيع الحسبة في طوشة نقل الاتحادات الرياضية للجنة الأولمبية!