أيام معدودة باتت تفصلنا عن العرس العالمي الكبير، والحدث الرياضي الأبرز على الإطلاق ألا وهو بطولة كأس العالم في جنوب إفريقيا 2010.
البطولة الأهم والأكثر متابعة وجماهيرية تقام للمرة الأولى في ضيافة القارة الإفريقية وتحديدا في أقصى جنوب القارة بضيافة البلد الذي نفض مع بداية التسعينيات فقط عن جلده ميراث العنصرية الطويل في مثال عالمي بات يحتذي به الجميع بقيادة الأسطورة نيلسون مانديلا.
مانديلا الذي صنع مجد بلاده هو من كان وراء نيل بلده شرف تنظيم المونديال في اختيار اعتبر حينها تكريما لمانديلا نفسه وميراثه الطويل أكثر منه تكريم لجنوب إفريقيا في ذاته.
فحضور مانديلا الشخصي في ملف جنوب إفريقيا لعب دورا حاسما في ترجيح كفة بلاده ووجوده وقت اختيار البلد المضيف بهيئته ودموعه كانت كلمة السر التي أنطقت اللجنة المكلفة بالاختيار باسم جنوب إفريقيا على حساب من هو أعرق منها في التنظيم والاستضافة.
بطولة كأس العالم ليست حدثا رياضيا بحتا وإنما هي مزيج من الرياضة والسياسة والاقتصاد والسياحة تتداخل جميعها لتدفع أي دولة لكي تقاتل على استضافة هذا الحدث الأهم، ومؤخرا شاهدنا كيف تقدمت الدول بملفاتها المتتالية من أجل استضافة مونديالي 2018 و2022، وبينها ملف عربي وحيد تقدمت به دولة قطر الشقيقة التي تسعى إلى إبراز نفسها كعاصمة الرياضة في الشرق الأوسط وهي بالفعل في الطريق لذلك عمليا وإعلاميا من خلال سلسلة ملاعب وصالات وبنية تحتية رياضية لا تضاهيها أي دولة أخرى عربية أو شرق أوسطية إلى جانب شبكة إعلامية عنكبوتية تصل لكل بيت وزقاق في الوطن العربي بل في العالم أجمع!
بهذا الفكر وبهذا التخطيط يدخل القطريون بملفهم العجيب الغريب وبملاعب مكشوفة ومكيفة في الوقت نفسه لا يشعر اللاعبون فيها ولا المشجعون بحرارة شهر يونيو/ حزيران الحارقة في المنطقة الخليجية.
وبعيدا عن حمى استضافة المونديال، فإن حرارة المنافسات بدأت مبكرا من خلال التشكيلات المتتالية التي أعلن عنها المدربون فغابت أسماء لامعة وحضر آخرون أقل شهرة، فسال الكثير من الحبر وقيلت الكثير من التعليقات حول الأسماء المختارة والمستبعدة.
ولعل أشهر الأسماء المستبعدة كانت في صفوف المنتخبين البرازيلي والأرجنتيني، فمدرب البرازيل دونغا استبعد رونالدينهو وأدريانو وباتو هذا إلى جانب الاستبعاد المبكر للظاهرة رونالدو، وفضّل دونغا الاعتماد على لاعبيه الذين عملوا معه طيلة السنوات الأربع الماضية من دون أي مغامرات جديدة فهو جرب من أخذهم واقتنع بهم وحقق معهم نجاحات كبيرة لم يخسر فيها أي بطولة فقرر الذهاب بهم إلى جنوب إفريقيا.
أما في المعسكر الأرجنتيني فإن الأمور تبدو مختلفة، لأن المدرب الجديد للأرجنتين الأسطورة مارادونا مازال كما يبدو يجرب الخيارات نتيجة تدريبه للمنتخب منذ مدة قصيرة، فاستبعد نجمي الإنتر المتألقين زانتي وكمبياسو وهو بأمس الحاجة للاعبين بعطائهما وقوتهما، وقرارات مارادونا الغريبة ربما لا يمكن الحكم عليها حاليا وإنما عندما تبدأ المنافسات سيعرف الخيط الأبيض من الخيط الأسود!
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 2811 - الإثنين 17 مايو 2010م الموافق 03 جمادى الآخرة 1431هـ