العدد 2811 - الإثنين 17 مايو 2010م الموافق 03 جمادى الآخرة 1431هـ

مؤتمر العمل... بحثاً عن أمل ضائع

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

نظّمت جمعية العمل الإسلامي مؤتمرها العام مساء الجمعة الماضي، تحت شعار «نحو بناء دولة القانون والمؤسسات»، بحضور حشدٍ كبيرٍ من كوادرها وأعضائها، إلى جانب عشرات الضيوف والمدعوين من الناشطين الحقوقيين والسياسيين والنواب.

المؤتمر سينتخب 11 من بين 19 مرشحاً (من بينهم ثلاثة رجال دين وسيدة واحدة) لإدارة الجمعية خلال الفترة المقبلة، ومن المتوقع إعلان النتائج السبت المقبل، لتعطي مؤشراً عاماً على ميول واتجاهات الأعضاء الذين حرضوا على التواجد بكثافة هذه المرة. ففي المؤتمرات السابقة لم يكن الحضور يتجاوز الخمسمئة، بينما تجاوز هذا العام الألف.

وتضمن الحفل عدة فقرات من بينها أنشودةٌ تعبر عن أشواق هذه الجمعية وتطلعاتها نحو العدالة والمساواة وحكم القانون. ومن شعاراتها الأثيرة «لله، للحق، للحرية» وهي تذكّر بالشعارات الأممية الكبرى التي تبنتها التيارات الإسلامية المختلفة في مصر والشام والعراق، حتى قبل انتصار الثورة في إيران وتغيّر المزاج الشعبي العام بما عرف لاحقاً بعصر «الصحوة».

القراءة في قائمة المرشّحين توضح أن نصفهم في منتصف العمر (فوق الأربعين)، وثلث القائمة من الوجوه الشبابية (في العقد الثالث)، وهي سابقةٌ مهمةٌ تشير إلى حركة تجدّدٍ في الدماء، على خلاف النظرة السائدة من سيطرة «الحرس القديم» كما يحدث في كثير من الجمعيات. كما أن ثمانية من القائمة من قرية بني جمرة وحدها، نظراً لتاريخ القرية ونزعتها الثورية المبكّرة، منذ ما قبل حركة التسعينيات. ويتوزّع باقي المرشّحين على المنامة والنعيم والمحرق والدراز وجنوسان وعالي وسترة والعكر ودمستان.

في كلمته الافتتاحية، أشار أمينها العام الشيخ محمد المحفوظ إلى الآمال التي كانت معقودة بداية الانفراج السياسي، على البناء الديمقراطي القائم على الشراكة والعدالة والمساواة بعيداً عن الاستفراد بالقرار. لكن الخوف من الآخر الذي يسكن حكومات العالم الثالث يدفع إلى الهروب إلى الأمام، حتى وصل إلى التفكير باستبدال المواطنين بالغرباء، بدل اعتبار المواطن رأس المال الحقيقي للنهوض بالوطن... كل ذلك بسبب بقاء هاجس الصراع المتوهم على السلطة، رغم تبدل الكثير من المواقف والقناعات باتجاه أكثر ديمقراطية، وانفتاحاً على مستوى الحركات. ودعا للخروج من هذه الحالة والبحث عن حلول خضراء، أملاً في التغيير في بلدٍ عريقٍ، جاء إليه العلاء الحضرمي حاملاً لواء التغيير سلماً.

وفي كلمة «الجمعيات الست» التي ألقتها عضو «جمعية الإخاء الوطني» زهراء مرادي، تكرّرت «دولة المؤسسات والقانون» عشرات المرات، بعد أن أصبحت هاجساً مقلقاً وسط واقعٍ سياسي شديد الإحباط. وتطرّقت إلى مفردات الواقع، وما يتطلع إليه البحريني من حلمٍ بواقع ديمقراطي يحمي حقوق جميع الفئات والأفراد، دون تفرقة أو تمييز أو تهميش. دولة لا تتهم فيها الجمعيات السياسية بالارتباط بالخارج وعدم الولاء، لمجرد أن لديها أفكاراً معارضة. ولا يُحاصَر الناشطون الحقوقيون وتُلطّخ سمعتهم، ولا يُحاكم النقابيون ويُفصلون من أعمالهم وتقطع أرزاقهم بسبب دفاعهم عن حقوقهم ومصالحهم التي يكفلها لهم الدستور.

في مؤتمر «العمل الإسلامي»، وفي ندوات «وعد» الأخيرة، وحتى في مؤتمر «الوفاق» العام، هناك شعورٌ عامٌ مشتركٌ بالإحباط الشديد. كلهم يبحثون عن أملٍ ضائع، وتلك نتيجةٌ حتميةٌ أوصلتنا إليها فلسفة «الانشغال» لا الاشتغال بالسياسة، وسياسة تأجيل الحلول وتدوير الأزمات!

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 2811 - الإثنين 17 مايو 2010م الموافق 03 جمادى الآخرة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 12 | 5:44 م

      هذا الحشد الكبير يعني ان الرساليين قادمون

      لم اكن اتصور ان تكون انتخابات امل اكثر في الحضور من انتخابات الوفاق وهذا يعني الحركة في الجمعيات السياسية تتجهه من الوفاق الى غيرها وعلى الوفاق ان تراجع حساباتها فلقد اصبح لدى الناس عزوف عنها والاتجاه امام الرساليين

    • زائر 11 | 2:53 م

      تقى البتول

      ياسيد الله يعطيك العافية ويخليك لينا فكل كلامك درر انت ومعظم كتاب الوسط وخاصة الكاتب عقيل ميرزا الله يحفظكم من كل مكروه بحق صاحب العصر والزمان عجل الله فرجه وسهل مخرجه

    • زائر 10 | 10:53 ص

      نموذج من الوصاية على الأفكار

      انت تتكلم عن الوضع العام الذي تمر به البلد. هناك احباط كبير جدا في الشارع، وخيبة امل شديدة فيما آلت إليه الاوضاع، وللأسف أصحاب القرار بعيدين عن هذا الواقع وليس هناك ناس مخلصين يوصلون لهم حقيقة الأوضاع. ولا أدري من اين فهم المعلق محمد ابو حمد أنك تحرض على الثورات، ولماذا يبيح لنفسه اتهام الآخرين بانهم في ضلال مبين؟ ومن أعطاه الحق لينصّب نفسه وصياً على أفكار ومواقف الآخرين؟

    • زائر 9 | 10:49 ص

      هل الاحباط سيولد حركة تغيير؟

      المواطنين معظمهم محبطين في المجال السياسي والاقتصادي والاخلاقي وكما انه لا تعرف ملامح المستقبل هل سنشهد ثورة ام فوضى؟

    • زائر 7 | 9:24 ص

      توصيف صحيح

      تهميش ...واقع سياسي شديد الاحباط.....شعور الاحباط الشديد. هذا هو الواقع الذي يعيشه الناس، وقد انتقلت العدوى إلى الطرف الآخر بعدما بدأت آثار التجنيس تظهر على السطح. وبدأت آثار سياسة الأراضي المنهوبة تظهر آثارها على حرمان أوسع الشرائح في المجتمع، فالكل يعاني من التجاوزات والتعدي على املاك العامة التي أصبحت خاااااااااصة.

    • زائر 6 | 3:17 ص

      محمد ابو احمد

      تهميش ...واقع سياسي شديد الاحباط.....شعور بالاحباط الشديد......نزعه ثوريه**** والله ان هذا لهو الضلال المبين وانت ياسيد راح تضل تتتبع ثورات لايمكن لها الظهور بفضل النهج الاصلاحي الذي تحاولون الالتفاف عليه ولولا هذا النهج الاصلاحي لماتجراء احد فى هذه الصحيفه او المنتديات العامه على الظهور وارجو ان تلفت الى توجيه الشباب لماينفعهم بدلا من المصطلحات الرنانه التى دفنت ايام جيفارا فالامانه الصحفيه تحتم على الجميع المشاركه فى بناء الوطن لا المشاركه فى هدمه

    • زائر 5 | 1:57 ص

      الى الامام يا جمعية العمل الاسلامي

      جمعية العمل الاسلامي جمعية نظيفة وقائدها فذ وله رؤية واقعية اتمنى من جميع القوى السياسية الاستفادة من هذا الرجل المخلص
      وفعلا ان مؤتمر العمل الاسلامي هو انطلاقة جديدة لتصحيح دولة القانون والمؤسسات فأمل هي آخر أمل
      بارك الله جهودكم وشكرا لهيئة المؤتمر على هذا العمل المتميز

    • زائر 4 | 1:57 ص

      حناجر وأقلام صادقة!!!!!

      ( هناك شعورُ عام مشترك بالإحباط الشديد) فعلا هذا ما شعرت به وأنا في وسط حضور المؤتمر، وكادت دموعي تتحادر وأنا أسمع تلك الحناجر الصادقة ولا من مجيب لها فقلت في نفسي: فليساعدكم الله على ما ابتلاكم به، وأنتم يا أصحاب التيار الرسالي تدعون طوال عقود من الزمن الى دولة يسودها العدل والمساواة ولم تكلوا أو تتهاونوا فصبرا صبرا والله المستعان، شكراً يا كاتبنا العزيز على المقال الصريح

    • زائر 3 | 1:20 ص

      73

      "كما أن ثمانية من القائمة من قرية بني جمرة"
      تقوقع الجمعية في بني جمرة خطأ إستراتيجي كبير أفقد الجمعية الكثير لكي تحصل على القليل القليل جداً.و من لان عوده كثرة اغصانه

    • زائر 2 | 12:17 ص

      إيجاد البديل

      اعتقد ان المشكلة بالنسبة للجمعيات ولعموم الناس المطالبين بالقحوق الدستورية .. هو عدم وجود البديل على سبيل المثال في الدول الديمقراطية يكون هناك الإضراب .. ثم الإحتجاجات .. واذا ما لزم الأمر .. يكون العصيان ... نعم العصيان .. ولكن هنا الوضع صعب.. ففي الخيار الأول سيكون مصيرك وابل من الصجم الذي ينتشر في جسمك ما لا يقل عن مائتين صجم .. كفيل بأن ينهي التحرك السلمي وربما ينهي حياتك ايضا لا ادري متى سيسمع السؤولون في هذا البلد نداء العقل والضمير ....إنها اسئلة خطيرة تهدد حاضر ومستقبل هذا البلد

    • زائر 1 | 9:26 م

      أبو جالبوووووووووووت

      المشكلة الكبرى تكمن في قراءة المشهد السياسي قراءة واعية ، والحنكة السياسية تختبىء بين أنامل الذئاب الكبار ، الذئاب الذين هم طوال الليل مستيقظون ، وهم على أملاك الدولة محافظون !! وقراءة الجمعيات السياسية للواقع السياسي في البحرين قراءة خجولة ، تشوبها الكثير من الهنات و الأخطاء، و بالرغم من ذلك نحن نتمنى التوفيق للجميع من أجل بناء وطن حر ، ،،

اقرأ ايضاً