الصحافة تصنع الخبر. لا بمعنى افتعاله أو فبركته. هو هناك موجود، ملقى. إما أنه لا يريد أحداً - وأعني هنا السلطة والمنتفع منها - أن يقترب منه، وإما أنه موجود ويرى فيه أحدهم أنه لا يستحق الاهتمام والضوء. بهكذا توجه ومسار تصنع الصحافة الخبر حين تلتقط ذلك وتلتفت إلى ذاك.
فوز «الوسط» بجائزة الصحافة العربية للمرة الثانية على التوالي، هو نتاج صنع الحدث، لا بمعنى فبركته؛ بل إعادة تناوله والتقاطه ومعالجته وتقديمه إلى القراء كما هو من دون رتوش أو مساحيق.
بإحصاءات بسيطة وعاجلة، كثيرون ربما نسوا أن «الوسط» هي أول صحيفة محلية كشفت وفتحت ملف العجز الاكتواري لهيئة التأمينات الاجتماعية وصندوق التقاعد وقتها، وكثيرون نسوا أن «الوسط» هي أول من فتح ملف عين عليُّوه في المرخ، وقتها كانت بمثابة صدمة أو مفاجأة أو اكتشاف، فيما صنع الخبر اتضح وقتها في واحد من أشرس الأسوار تمييزاً واستفزازاً للبشر (سور المالكية) الذي كان قائماً وماثلاً على مرأى ومسمع من دوائر الدولة ووزاراتها ومسئوليها وصحافييها، ولكن لم يحرك أحد ساكناً سوى «الوسط» وصار صنع الخبر في المآلات التي تحققت والنتائج التي لم يجرؤ كثيرون من الاقتراب من الحدود الدنيا منها.
وفوز «الوسط» بجائزة الصحافة العربية العام الماضي، هو نتاج تناول موضوع حاضر وماثل، لكن المعالجة والتناول أخذا منحى آخر دفع بلجنة الجائزة إلى ترشيحه لها، وذلك صنع لحدث من حيث المداخل معالجة وتناولاً وتقديماً.
الأقسام الخارجية أو الأقسام السياسية في الصحف العربية عموماً والمحلية خصوصاً يتم النظر إليها والتعامل معها باعتبار كوادرها مجرد محرري أخبار مصدرها الوكالات، ولا فضل لهم في ذلك. وفي ذلك قصور نظر ومغالطة كبيرة، وفي الوقت نفسه هي حقيقة ماثلة. مغالطة كبيرة إذا اعتمدت الصحف على هكذا تعاط مع الأخبار التي تردها من الوكالات من دون أن تبدع وتبتكر على مستوى التحليل والتفكيك بل وفضح ممارسات هنا وهناك في الداخل والخارج عبر ملاحق تكون خلاصة تجربة وقراءة في ملف محدد يطرح عصارات خبراته وأقلامه وكوادره، وهذا ما عمدت إليه «الوسط» في تناولها ملف الديمقراطية في ملحقها السياسي. بهكذا ممارسة يتجاوز محررو الأخبار الخارجية كونهم ناقلي أخبار، وعدا ذلك من دون قفزة لما بعد الخبر وما وراءه تصدق مثل تلك النظرة.
بقي أن أقول: لم تنجز «الوسط» ما أنجزته جرياً وراء جائزة هنا أو هناك. ما أنجزته هو توجه وسعي إلى جائزتها الكبرى التي لا تعادلها جائزة. الناس في تفاصيل قضاياهم ومحنهم وملفاتهم المؤجلة والتي يراد لها أن تظل كذلك. القراء الذين يفتتحون صباحاتهم بها وبما تحمله لهم من قضايا وملفات شائكة وآراء هي خلاف المعهود والمكرر. تلك هي الجائزة الكبرى. كل عام والناس كل الناس الذين تحبهم «الوسط» ويحبونها بخير وحتى أولئك الذين هم على خلاف معها.
إقرأ أيضا لـ "جعفر الجمري"العدد 2810 - الإثنين 17 مايو 2010م الموافق 03 جمادى الآخرة 1431هـ
شمعة البحرين
الوسط تنتزع الجوائز والتقير بسبب مواقفها التي يعترف بها القريب والبعيد، بينما يوجد ىرون ينتزعون بالفلوس استطلاعات مشكوك في نزاهتها عبر دفع فلوس لبعض شركات الاعلانات التجارية، فقط ليقولوا نحن موجودين، واللبيب بالاشارة يفهم. دائماً للأمام يا شمعة البحرين.
الف مبروك
مبروك لجريدتنا الوسط فهي فعلاً وسط لأنها تعيش في وسط الناس تحمل همومهم وتتبنى قضاياهم وتدافع عنهم , فهى لسان حال الشعب ومنتداه وكل فرد في هذا الوطن يدرك ان هذه الجريدة تتحدث بلسانه فهنيئا لوسطنا الحبيبة هذا التكريم والى الأمام
سر نجاح الوسط
مبروك لوسط وفي المقدمه والطليعه دائماوسر نجاحهالان نذرت روحها لكي تكون من الناس والى الناس
مبروووك
مبرروك من كل اعماق قلبي على هذي الجائزة . فرحت جدا بحصولكم على هذي الجائزة التي تعد مفخرة لعشاق ومحبي هذي الجريدة وبارك الله فيكم والى الامام وانشاءالله تحصلون جوائز اكثر واكثر . ونشكر يا استاذ جعفر الجمري ودمت سالم يالغالي. اخوك\\ الحايكي
بارك الله جهودكم
هذه حصيلة المثابرة والتضحية والعمل المخلص الدؤوب. بارك الله جهودكم وإلى الامام دائماً يا وسط.