يخرج الفرد منا متوجها لعمله ، راجيا ربه ألف مرة قبل الانطلاق بالسيارة، أن تسير الأمور على خير في ذلك الصباح ، ولكنه ما ان يصل إلى الشارع العام ، حتى يواجه بازدحام السيارات، وتعطل السير، وتنطلق حينها «زمامير» السيارات ويخرج هذا رأسه من النافذة، وذاك يصرخ بأعلى صوته «وين المرووور»، وحتى يصل إلى العمل يكون قد فقد ثلاثة أرباع أعصابه، إن لم يكن قد فقد كل أعصابه... قام مراسلنا بالتوجه إلى بعض أماكن الازدحام الصباحي ليستطلع آراء المتضررين من تلك الظاهرة من وسط الحدث.
كان احد المواطنين قد نزل من سيارته متوجها لبداية الطريق تاركا سيارته في الزحام فتوجهنا له وسألناه عن سبب تركه للسيارة فقال «إذا لم يكن هنالك مرور في بداية الطريق، فلابد ان يقوم أحدنا بالعملية» فقلنا له «وهل ستقوم بعمل المرور؟!» فقال لنا مستغربا من سؤالنا لا تتعجبوا من ذلك لأنني إن لم أقم بذلك فهناك من سيقوم بذلك من الآخرين، أرجو أن لا تتعجبوا!!.
سألنا - حسين جواد «متقاعد» - وهو متوجه لإيصال أبنائه إلى المدرسة عن مدى تضرره من المسألة فقال : «في بعض الأيام يأتي المرور مبكرا، فلا نشعر بوجود أي ازدحام ، ولكن اذا تأخر المرور فإن الإزدحامات تكون جدا خانقة ، والطريق الذي يمكن اجتيازه في عشر دقائق يكلفك أربعين دقيقة في وسط الإزدحام».
طلب منا أحد المواطنين عدم ذكر اسمه وقال لنا عندما نكون محتاجين لشرطي المرور سواء في حادث سيارة أو في ازدحام فإنه لا يأتي إلا «بطلعة الروح» أما إذا وقفت سيارتك «بالغلط» في مكان خاطئ أو نسيت - سهوا - لبس الحزام فإن المرور يأتي مسرعا
العدد 28 - الخميس 03 أكتوبر 2002م الموافق 26 رجب 1423هـ