العدد 2799 - الأربعاء 05 مايو 2010م الموافق 20 جمادى الأولى 1431هـ

«القطيع» ومراعي الدولة العربية!

جعفر الجمري jaffar.aljamri [at] alwasatnews.com

-

هل مفهوم الدولة - كدولة - قائم ومتحقق عربياً؟ إنها (الدولة) القبيلة في صور دساتير مكتوبة لا تلزم واضعها بأي حس أخلاقي أو قانوني. إنها القبيلة في القصور بدل المضارب، والبزات بدل العباءات، وأسراب 16F، بدل السيوف، والتعريب بدل الشعر النبطي، والعطور بدل العرق في جحيم الصحارى. إنها قيادة قطيع من البشر بدل قطيع من الدواب، لكن المفارقة العجيبة أن القبيلة تبحث عن المراعي كي تعيش دوابها وتستمر هي في الحياة؛ فيما الدولة العربية تنشغل بالبحث عن مراع تضمن لها البقاء وإن مات «القطيع» الذي تقوده!

***

هل نجحت الدولة العربية في «مشروع» المواطن؟

«مزاجية» الدولة العربية لا تتيح لذلك المشروع أي فرصة للنجاح. المشروع يحتاج إلى رؤية ومنهج لإنجاحه؛ فيما المزاج يخلو من الاثنين معاً! إنها (المزاجية) متحركة، لا بمعنى تحولها إلى قفزات. إنها متحركة في فوضاها غير المنتجة. تركن إلى المعتم، المجهول. تشق طريقها وسط ارتطامات بالجملة، وحين تصل تكون مدمَّاة، خائرة القوى، ولفرط الارتطامات، تكون فرص فقدانها للذاكرة قائمة، إن لم تكن فقدتها بالفعل!

***

يتبدَّى الالتباس في مفهوم المواطنة عربياً أكثر من أي مكان آخر في العالم؛ لأن حدود وصلاحيات وسلطات الدولة العربية المعاصرة هي الأخرى ملتبسة. لا نتحدث عن التباسين هنا. الالتباس واحد بما يحدثه من نتائج ومفارقات وواقع قائم!

***

الدولة العربية تصر على مفهوم «الرعية» بما يتضمنه من وصاية ورقابة وتوجيه وإملاء وفرض وتحكم ومصادرة وتمييز وقمع. كيف لمفهوم «المواطنة» أن ينشأ ويتحقق في ظل هكذا ألغام؟؟؟

***

الدولة العربية نفسها تعاني من بطالة مقنَّعة. كيف؟ ألا يكفي أن لها من الأظافر والأسنان والأصوات والأحلام الكثير، من دون أن ينعكس على أدائها محاولة وإنجازاً؟ ألا يكفي أن المواطن لا تطاله من تلك البطالة المقنَّعة سوى الأظافر والأسنان، فيما صوته وأحلامه مصادرة!

***

الدولة العربية مثل الطائرة التي تريد الإقلاع من دون ركاب ووقود!

***

اتفقت الدولة العربية على «تعدُّد» الله، و»توحيد سياساتها تجاه «مواطنيها»!

إقرأ أيضا لـ "جعفر الجمري"

العدد 2799 - الأربعاء 05 مايو 2010م الموافق 20 جمادى الأولى 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 12:47 م

      صفحــــات ... مُمهـّــــــدة

      من بساطة البداوة وقطع الصحراوات إلي زحام الرخاء والأبهات ،تنازعت الأنفس واحتدمت الصراعات،حتى وقع الزيف بجميع الجهات،ومع التطوّر ازدادت الخلافات،وتزركشت أقنعة النزاعات،هناك فائض من الاحتياطي للمخزونات ، لجعلها ذخيرة مستلزمات للتغيرات، مفارقة، شتات في التوجهات ،وأخيراً ترتسم سمات – لاحصر لها – من بدّ الحضارات ، تمهّد للخطوة تسبقها للخلف خطوات . كل الشكر للشاعر وللوسط ... نهوض

    • زائر 3 | 5:15 ص

      14 نور :: تابع لسلمت مناطق النطق لديك يا جعفري الهوى و القلب

      الذي سيهز هذه الأرض من أعلى واديها إلى أسفل سهلها فمن حقي وحق شعبي العيش الكريم وإكليل إجلالٍ وإكرام ومقاسمته خيرات هذا الوطن التي منعت عنه طوال هذه السنين وحقه في تقرير من يمثله في الحكومة وحقه بإنتخاب رئيسها قبل أعضائها فالرئاسة ليست إرثاً لليتوارثه المتوارثون على مدى أجيال ذهبت وأجيالُ ُبعدها أتت وهو نفسه دون حراك من حقنا أن نكرم عن سنوات الظلم التي غيبة حقنا وأحرقت شبابنا وهجرة أبنائنا وقمعت أفراد شعبنا لقوله كلمت حق بوجه سلطانٍ جائر فإن كان من أخاطبه لم يعجبه كلامي فاليذهب ليشرب ماء البحر.

اقرأ ايضاً