حتى وإن كانت المنافسة بين الصحف المحلية منافسة ساخنة ترتفع درجة حرارتها إلى درجة الغليان في بعض الأحيان، إلا أنها منافسة لا تخرج عن كونها مهنيةٌ تتسابقُ للوصول إلى المصداقية، لذلك تجد الصحف المحلية اعتادت على تهنئة وتعزية بعضها في السراء والضراء، لأن المنافسة بينها مهما كانت ضاريةً، وحاميةَ الوطيس، إلا أنها لا تضمر بين أضلاعها الرغبة في خروج أية صحيفة من حلبة المنافسة.
لذلك لم يكن سهلاً على كل الصحافيين البحرينيين في يومهم - يوم الصحافة - أن يجدوا زملاءً لهم في المهنة قد وضعوا أقلامهم، وحزموا أوراقهم، ونزلوا من حلبة المنافسة، لأسباب خارجة عن إرادتهم، لأنها أسبابٌ لا يعتني بها الصحافيون غالباً، فهم لا يهتمون كثيراً بقواعد السوق، ولغة الربح والخسارة، لأنهم مشغولون عن ذلك بتنوير الرأي العام، والدفاع عن حقوق الناس، وهو ما حدث لزملائنا الأعزاء في صحيفة «الوقت» التي أخذت قراراً بالتوقف عن الصدور واختارت على مضض أن يكون يوم أمس (الإثنين) الذي يوافق اليوم العالمي لحرية الصحافة هو اليوم الأخير الذي تتنفس فيه.
ليس أمراً ملفتاً أن يجد أي مشروع تجاري نفسه أمام طريق مسدود، وهو ما حدث لكثير من المشروعات التجارية التي اتخذت قراراً مشابهاً لقرار صحيفة «الوقت»، وهو ديدن السوق التي تربح مرة وتخسر مرات أخر، ولكن الملفت أن يجد الصحافي نفسه مضطراً إلى ترك قلمه الذي شهره للدفاع عن حقوق الآخرين، وفضح المفسدين، من خلال المخاطرة للوصول إلى الحقيقة المخبأة في حقولٍ شاسعة من الألغام، وهو ما يُعَدُّ خسارة فادحة لا تعوضها كل المليارات التي ابتلعتها الأزمة المالية.
الصحافة هي من أهم أعمدة الإصلاح في أية بقعة من بقاع الدنيا، والصحافيون هم في حقيقتهم مصلحون مناضلون يحملون رسالة نبيلة ومقدسة، ولا يجوز أن يجد المصلحون أنفسهم يوماً من الأيام عاطلين عن العمل، وغير قادرين على القيام بدورهم الذي كانوا يقومون به في كل أوقاتهم، ومناسباتهم، وأفراحهم، وأتراحهم، لذلك لا بد من الاعتناء بهؤلاء الزملاء، وعدم الاكتفاء بضمهم إلى قائمة المستفيدين من التأمين ضد التعطل فقط، فهؤلاء طالبوا بالأمس للناس بكل شيء، ويستحقون اليوم أن يعطيهم الوطن شيئاً مما طالبوا به لغيرهم.
إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"العدد 2797 - الإثنين 03 مايو 2010م الموافق 18 جمادى الأولى 1431هـ
تقى البتول
اهلا بالولد العزيز خفيف الطينه .. واهلا بمقالاتك الرائعة وافكارك المبدعة وروحك الطيبة فالى الامام ياعقيل .. فانت حقا اعقل عقيل .
كتاب مُعنون
لو أن الحكومة كانت تدعم الوقت كان أشرف لينا من صحيفة.. التي تتلقى الملايين من الحكومة وهذا الكلام ليس بجديد وإن كانت هناك من يتمنى زوال الصحف
قد يأتي دور الإبتزاز الآن
قد يتقدم بعض هؤلاء الصحافيين للعمل في هذه الصحيفة أو تلك، ولكن المخوف أن رؤساء بعض الصحف سيبتزونهم لأنهم بحاجة للعمل!!! وهذا ما يخيفني.
البطالة ليست بالأقلام فقط، ولكن بطاقم الجريدة كله من مصورين وكتاب ومحررين وموزعين وموظفين وغيرهم.
ولدي فكرة، لماذا لا تتبنى الصحف الشريفة الأقلام البحرينية فقط وفقط، ولا تستقدم الأجنبي إلا في الحالات النادرة جدا والتي تحتاج إلى أجنبي لشغلها ؟
تحياتي
اليوم غير
اقف اجلالاً لقلمك يا أستاذ عقيل
فهو بالحق دائما يفيض
مساندتك لإخوانك وبأسلوب مختلف عما اعتدنا من قلمك، وبأسلوب راقٍ يعكس خلقك الصحفي الرفيع . يزيد من اعجابي بقلمك الرائع
كرزكانية
ماذا بعد؟
هل ياترى فقط الصحفيون من طالبوا بالإصلاحات في هذا الوطن؟
أم ياترى من كل أطياف الشعب ومكوناته؟