مرة أخرى يطفو الحديث عن بطولة الأندية الخليجية لكرة القدم وعمل اللجنة التنظيمية لكرة القدم بدول مجلس التعاون «مقرها البحرين» على السطح ومادة للإعلام الخليجي عقب نهائي البطولة الـ 25 بين الوصل الاماراتي وقطر القطري في ملعب الوصل في «زعبيل» الذي شاءت الصدف أن يكون مسرحاً لاثارة القضايا المتعلقة بالبطولة الخليجية بعد حادثة مباراة النصر السعودي والوصل في نصف النهائي.
والواضح من خلال متابعتي وتواجدي في عين الحدث في ملعب المباراة النهائية وقراءتي ما جرى يؤكد لي الحقيقة المرّة التي يعيشها واقعنا الرياضي الخليجي منذ سنوات طويلة والحوادث المختلفة التي رافقت بطولاتنا المختلفة سواء على مستوى المنتخبات والأندية تعكس ثقافتنا الرياضية التي يحملها أغلب المسئولين والإداريين واللاعبين بل وحتى الإعلام والجماهير والعيون التي ينظرون من خلالها للبطولات الخليجية على رغم حرص الجميع على استمرار وتنظيم هذه البطولات منذ 25 عاماً حتى أصبحت بطولاتنا الأكثر انتظاماً من البطولات العربية والاقليمية.
لنكن واقعيين، البعض يتحدث عن ضرورة تطبيق اللوائح وأشد العقوبات حتى في الحوادث البسيطة لكنه يرفض ذلك عندما تطبق عليه وهو مرتكب حوادث أكبر والأمثلة كثيرة وتحتاج الى مجلدات. وأذكر هنا حادثة نزول أعداد كبيرة من الجماهير السعودية الى أرض استاد البحرين الوطني بعد مباراة السعودية والإمارات في خليجي 14 واصطدمت بمواجهات مع قوات الأمن البحرينية ونقل العشرات إلى مستشفى السلمانية الطبي وتوقع الجميع عقد اجتماع طارئ للجنة الفنية للبطولة واتخاذ قرارات بشأن تلك الحوادث، ولكن تمت لملمة الموضوع بين الجهات العليا بعيداً عن اللجنة الفنية ولوائح كأس الخليج ولا هم يحزنون، ولاحظنا الجمهور السعودي يحضر بعد 3 أيام بأعداد أكبر مباراته الأخيرة في البطولة أمام قطر وكأن شيئاً يكن!
وفي كأس الخليج الأخيرة في مسقط عندما قدم المنتخب اليمني واثار مشكلة عن سوء الترتيب وعدم تخصيص ملعب لتدريبه الأول، علق هرم الرياضة الخليجية وحامل أسرارها الشيخ عيسى بن راشد على ذلك بالقول «على اليمنيين ألا يتحسسوا من مثل هذه الأمور وعليهم التأقلم معها وتمريرها ونحن في دورات الخليج ياما عشنا حوادث ومشكلات أكبر، لكنها كانت تنتهي بحب خشوم وبصورة ودية بعيداً عن اللوائح والقرارات».
ان ما ذكرناه يجسد لنا حقيقة وضعنا الرياضي الذي ينعكس على بطولاتنا الخليجية منذ سنوات طويلة ويجب ألا نهرب من ذلك في حال شعورنا بالظلم وخسارة مباراة أو بطولة في حين ننسى ذلك في حال الفوز، وصدقوني كل ما سمعناه في وسائل الإعلام السعودية والقطرية حالياً والاتهامات والإساءات الموجهة إلى اللجنة التنظيمية ونادي الوصل سينقلب بعدما تنتهي «الانفعالية» بمرور الوقت، ومن الممكن جداً أن ينعكس ذلك تماماً لنرى أندية ودولاً أخرى تتسلم زمام الهجوم والانتقادات عند خسارتها مباراة أوبطولة خليجية لأي سبب ما في المواسم المقبلة، ويكفي أن رئيس وفد نادي قطر الشيخ جاسم بن حمد حضر الاجتماع الفني الذي سبق المباراة وكان يشيد باللجنة التنظيمية طيلة الفترة الماضية لكنه عندما خسر فريقه قلب الأمور رأساً على عقب وما بدر منه طيلة مجريات المباراة حتى مراسم التتويج تؤكد ذلك ولا مجال لسرد التفاصيل!.
ان اللجنة التنظيمية انتقلت الى البحرين منذ سنتين فقط وهناك اجتهاد واضح في تطوير عمل واستحداث أنشطة جديدة والبطولات التي تنظمها اللجنة والمشكلات التي صاحبت البطولات الخليجية كانت منذ سنوات طويلة عندما كانت اللجنة تتنقل بين الدول الخليجية وبصورة أكبر مما نشاهده اليوم لكنها كانت تتستر أو تمر كـ «سحب انفعالية» وتنتهي وفق الأهواء والمجاملات، وبالتالي من الظلم الاساءة الى اللجنة والقائمين عليها بعد انتقالها الى البحرين لأنها لا تمثل البحرين، بل هي منظومة خليجية ممثلة من الدول الخليجية الست ولا أعتقد أن أعضاء اللجنة الحاليين سيحصلون على حرية المناقشات والقرارات مثل اللجان السابقة.
والخلاصة أقول للاخوة الخليجيين: هذا هو وضعنا الصعب الذي علينا معايشته في الحلوة والمرّة لأنه جزء من ثقافتنا وتفكيرنا
إقرأ أيضا لـ "عبدالرسول حسين"العدد 2795 - السبت 01 مايو 2010م الموافق 16 جمادى الأولى 1431هـ