خروج نائب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة الشيخ عيسى بن راشد الخليفة من عضوية اللجنة التنفيذية للاتحاد العربي لكرة القدم كان مفاجأة غير متوقعة لأكثر المتشائمين، لأن علاقة الشيخ عيسى بهذا الاتحاد ليست وليدة اليوم ولا الأمس، ولكن لسنوات طويلة، تعاقبت عليه أجيال كثيرة منذ التأسيس بقيادة الأمير فيصل بن فهد «رحمة الله عليه» الذي وجد في شخص رئيس الاتحاد البحريني لكرة القدم ورئيس اللجنة الاولمبية البحرينية - آنذاك - خير معين في المواقف التي تحتاج خبرة وحنكة، وخير صديق للمواقف التي تحتاج الى من يشد أزرك في أحلك الظروف. وبقي الشيخ عيسى وفيا لهذا الاتحاد متصديا للكثير من القضايا التي واجهته، وممثلا له في الكثير من المناسبات المهمة. وعلى رغم تغير الوجوه وتفاوت مصالحها إلا أنني كنت اعتقد ان ما فعله هذا الرجل للاتحاد يجعل ترشيحه فوق المصلحة الشخصية ومنزها عن الأحقاد النفسية!
ومن يجهل قراءة واقعنا العربي الرياضي المريض، أقول بأن خروج الشيخ عيسى من الاتحاد العربي هو نتيجة مواقف اتخذها الرجل لدعم ممثل البحرين الشيخ سلمان بن إبراهيم في انتخابات ممثل «الفيفا» لدول غرب آسيا. وهو موقف طبيعي يشكر عليه، إذ لا يمكن للإنسان الشريف أن يتخلى عن ابن وطنه وناسه من اجل مرشح غريب وان كان قريبا. متماشيا مع المثل الشعبي القائل «أنا وابن عمي على الغريب» والمثل «اللحمة إذا ما حبت غارت»!
وأنا شخصيا لم أكن متحمسا لخوض الشيخ سلمان انتخابات «الفيفا» ليس بسبب كرهي هذا الشخص، أو لا أتمنى لممثل البحرين أن يكون عضوا في الفيفا، لأن شهادتي مجروحة في شخص هذا الرجل وهذا الوطن، ولكن خوفي من دول آسيا التي «تباع وتشترى بالفلوس»، وحينما هاتفني احد الأشخاص المقربين من حملة الشيخ سلمان من ماليزيا ليؤكد لي التفاف ممثلي آسيا حول مرشح البحرين، قلت له بالحرف الواحد «أنا خائف من الليلة الأخيرة - كما حدث قبل 4 سنوات - فحينما تحط الطائرة المحملة بـ «الفلوس» تتغير المواقف وتصبح الوعود في خبر كان» وحدث ما كنت خائفا منه!
وحديث الشيخ عيسى بن راشد الذي أجراه الأخ سيدهادي الموسوي و نشره «الوسط الرياضي» بالأمس لا يحتاج إلى تفسير أو تعريف بمن يحب البحرين، أو من يكرهها. لذلك أطالب أن يكون للرياضة البحرينية وللقائمين عليها مواقف من اجل الحفاظ على اسم البحرين ومرشحيها، فنقف مع كل من يقف معنا ونخالف كل من يعادينا، ونؤمن أن قوتنا في اتحادنا من الداخل، وليس ضرب بعضنا بعضا!
إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"العدد 2795 - السبت 01 مايو 2010م الموافق 16 جمادى الأولى 1431هـ
الوطن فوق الجميع ولكن
شكراً يا استاد عباس وازيد لو سمحت (الاقربون اولي بلمعروف) وذا هو الانحطاط المكمل في هلوطن وكلها تسكر يابن ...........