خلال محاضراتي ولقاءاتي المباشرة مع الناس كثيراً ما يطرح عليّ هذا السؤال «لماذا زادت حالات أمراض القلب والسكري والسرطان لدينا في هذا العصر عما كانت عليه بالسابق بالرغم من تناول أهالينا في الماضي كميات كبيرة من الدهون خاصة الدهن الحيواني الخالدي والذي كانوا يصبونه صبّاً على الرز.
والحقيقة هو سؤال مشروع ومنطقي و في اعتقادي هناك أكثر من تفسير له. فقد يكون لنوعية طعامنا المصنع وأسلوب حياتنا الحركي و مدى إيماننا الذي يؤثر بشكل مباشر على مناعتنا وعاداتنا الترفيهية بالإضافة إلى تقدم العمر وزيادة وعي الناس وتطور الأجهزة الطبية التشخيصية.
بلادنا والحمد لله ونتيجة اهتمام قيادتنا وحكومتنا الرشيدة قد تطورت تطوراً كبيراً في البنية التحتية كتوفر الصرف الصحي والماء النقي وبهذا تم القضاء على كثير من الأمراض المعدية مثل الكوليرا والتفوئيد التي كانت تفتك بأرواح الناس وكذلك توفر الأمصال الواقية من أمراض الطفولة كالدفتيريا والحصبة والتيتانوس وشلل الأطفال وغيرها من تطعيمات ساهم في خفض نسب وفيات الأطفال بشكل كبير. وعليه زاد متوسط العمر المتوقع عند الميلاد ليصل إلى نسب مرتفعة جداً تقارب صفوف الدول المتقدمة.
مما لاشك فيه أن الأجهزة التشخيصية المتوفرة في وزارة الصحة هذه الأيام أكثر عدداً وأفضل نوعاً عما كانت عليه في السابق وهذا بدورة ساهم في زيادة التشخيص فبعد أن كانت الناس تموت بمرضها وبدون معرفته أساعدت هذه الإمكانيات في التشخيص وبالتالي زادت الأعداد. هذا من جانب ومن جانب آخر فإن توفر الخدمات الصحية الحالية وانتشار المراكز الصحية والعيادات الخاصة والمستشفيات الخاصة والمستشفى العسكري كل ذلك وفر عدداً من الخيارات المتاحة للمواطن والمقيم لاختيار نوع ووقت الخدمة وبالتالي زادت الحالات.
لعلكم تتفقون معي يا قرّائي الأعزاء على أن وعي الفرد هذه الأيام لا يقارن مع ما كان عليه بالسابق وبوجود الإنترنت والقنوات الفضائية والثورة المعلوماتية التي نحياها ساهمت بزيادة الوعي الصحي فأصبحت الناس تتوجه إلى الطبيب عند الإحساس بأول الأعراض ولم تعد تتأخر حتى استفحال المرض وانتشاره في أكثر من موضع بل إن منهم من يذهب للطبيب قبل إحساسه بأي أعراض ولكن للفحص الوقائي إما بدافع ذاتي أو ضمن خطة وقائية من جهة عمله أو بموجب التأمين الصحي له.
كما إن الوزارة قامت في السنوات الأخيرة بالتعاون مع جمعية مكافحة السرطان ببدء الحملة الوطنية لتشخيص سرطان الثدي عند السيدات والتي بدورها قد ينتج عنها اكتشاف حالات جديدة وبالتالي زيادة العدد.
وعليه قد يكون زيادة حالات السرطان مؤشراً إيجابياً يدل على وعي الناس خاصة إذا كان في مرحلة مبكرة وبالتالي يمكن معالجته.
لكن تبقى المشكلة في تغير أنماط حياتنا فغذاؤنا لم يعد يعتمد على السمك والخضار ما كان سابقاً بل أصبح مشبعاً باللحوم والدهون والسكريات. حركة آبائنا وأجدادنا كانت نشطة وكانوا يمشون المسافات الطويلة فلم تكن لديهم السيارات ولم تكن هناك الحواسيب الإلكترونية ولا القنوات الفضائية ولا الخدم بالمنازل. اليوم حركتنا أصبحت قليلة حتى الأطفال المشهور عنهم حب اللعب والحركة تغيروا فبين ليلة وضحاها أصبحوا أسرى الماسنجر والفيس بوك.
لا ننسى التدخين الذي أصبح عادة اجتماعية مقبولة للنساء والمراهقين بالماضي مثلاً لو كانت هناك فتاة تدخن لا غلقت عليها الأبواب حتى لا يراها أحد ولا يعلم بأمرها. في حين اليوم ترى الفتيات والفتيان وفي بداية العشرينيات وهم يدخنون الشيشة والتي قد يظن البعض أنها أقل خطراً من السيجارة ولكن العكس صحيح فالحجر الواحد أو الرأس الواحد يعادل عشرات السيجارة.
ثم إن حياتنا أصبحت مثقلة بضغوط العمل والبيت فمعظم الناس تلهث وتريد أن تحقق كل شيء وإن كان على حساب صحتهم وعلاقتهم بأهم من لديهم بالحياة والأهم من كل هذا إن معظمنا تخلى عن الإيمان والقرب إلى الله.
إذن خلاصة القول فكل ما سبق ذكره من أسباب مجتمعة وهي تقدم العمر والتطور في القدرة التشخيصية وزيادة توفر فرص الفحص الوقائي وارتفاع وعي الفرد من جهة ساهمت بشكل مباشر أو غير مباشر في زيادة عدد حالات أمراض القلب والسكري والسرطان ومن جهة أخرى أسلوب حياتنا ما نأكل، ما نشرب، كيف نمضي وقتنا.
إن وزارة الصحة تهيب بالمواطنين أن يراقبوا أنفسهم بأنفسهم وقبل أن يضعوا اللقمة في فمهم أن يسألوا أنفسهم هل هذه ستؤدي إلى صحتنا أم سقمنا؟ إذا كانت إجابتهم إيجابية فليتوكلوا على الله وإذا كانت إجابتهم سلبية فليمتنعوا عن الأكل وإن كانوا لا يعرفون الإجابة فبإمكانهم الاتصال على هاتف إدارة تعزيز الصحة 17285663 في أوقات العمل الرسمية أو زيارة موقع الوزارة الإلكتروني www.moh.gov.bh وإرسال سؤالهم إلى زاوية (اسأل دكتور) والذي تتولى إدارة تعزيز الصحة الرد عليه.
إقرأ أيضا لـ " "العدد 2795 - السبت 01 مايو 2010م الموافق 16 جمادى الأولى 1431هـ
لسبب بسيط
لسب بسيط هو دخول جشع التجار في سوق الطعام فكانت الربحية فوق صحة الناس .
الحذر واجب ... الامراض النفسية اصعب من الامراض الجسدية
ان كان قديما قد انتشرت الامراض الجسدية لعدة اسباب خارجة عن ارادة الانسان نفسه فأما في وقتنا الحاضر نرى ان الامراض النفسية قد انتشرت بسبب التجنيس فهذه الكلمة كناية عن الموت المحتم لكل مواطن بحريني فقد تسببت في انتشار الفقر والفوضى وانتشار الامراض المتنوعة وعدم الحرية التامة فقد تقاسموا مع اهل البلد في كل صغيرة وكبيرة مما اثر عليهم النقصان بشكل واضح
وقد كان وجودهم سببا في انتشار بعض الامراض الجسدية والنفسية بشكل ملحوظ وما اجمل وسع المساحة مع قلة السكان حلم تبدد يا عالم
الحذر واجب .. اما انا فلي راي آخر
عزيزتي الدكتورة امل الجودر وماذا نقول عن مركز السلمانية الذي يضج بالفوضى العارمة ومن صراخ المرضى وكل على وجهه علامة استفهام وقد بدى عليه انهاك الانتظار اليس الكثافة السكانية في ازدياد التجنيس ؟ فهل من المعقول ان المستشفى بعد تجنيس الآلاف يستوعب كل هالاعداد من المرضى والله اننا نرى الناس مريضة
بسبب ما وصل اليه حال البحرين .
رأي
مع احترامي لكاتبة المقال إلا أنني أرى أنه يفتقر للدقة في عدة نواحي سواء اللغوية أو العلمية وغيرها مما جعله ركيك....
تعليق وراءي اخر
يا دكتورة امل ارجو ان تعرفي ان كان في القدم في البحرين لم يكن يشكو من هذة المراض لسبب واطح وهو لم يكن عندهم تجنيس لسببة لم يكن عندهم بطالة وازمة سكن ونهب اراضي وسواحل البحر و تعطيل المواطن الاصلي في كل شئ حتي في المركز الصحية والمستشفيات غصباً يصيبة القلب و السرطان و السكري و الطغط و ..... وحتي الحالات النفسية بعد السؤال الان ماهو السبب ..؟؟
تعليق ورأي...
من قال أن الأولين من الناس لم يتأثروا بالعادات الغذائية غير الصحية ؟
يمكن الرد على هذا بعدة أشكال، فعلى سبيل المثال يذكر أحد العلماءممن بحثوا في الهياكل المكتشفة في مقابر البحرين أن البحرينيين كانوا يكثرون من تناول التمر الذي هو غذاء صحي ومفيد بحسب تعبيره، لكن(كثرة) تناوله سببت لهم مشاكل صحية في الإسنان، حيث يظهر تأثير ذلك على أسنانهم في الهياكل المكتشفة، هذا جانب.
جانب آخر ،بنظرة بسيطة قلمنا نجد كبيراً في السن ممن مارسوا تلك العادات الغذائية لايشكوا من أحد الأمراض، وعليها قس.!