قدِمتُم من جميع أرجاء الولايات المتحدة، ومما يقرب من 60 دولة، من أميركا اللاتينية إلى إفريقيا، ومن أوروبا إلى آسيا الوسطى، ومن الشرق الأوسط إلى جنوب شرق آسيا. وقد جلبتم معكم النسيج الثري لأعظم التقاليد والثقافات في العالم. إنكم تحملون بداخلكم جمال الألوان، والعقائد، والأعراق، والديانات المختلفة. إنكم أصحاب الرؤى الذين بادرتم بارتياد صناعات جديدة، ورواد أعمال شباب تتطلعون إلى بناء مشروع تجاري أو مجتمع.
ولكننا تجمعنا هنا اليوم بسبب عامل مشترك نؤمن به جميعاً وهو اعتقادنا بأننا جميعاً نرتبط فيما بيننا بطموحات وتطلعات مشتركة. وهي: أن نعيش في عزة وكرامة. وأن نحصل على التعليم. وأن نعيش أصحاء. وربما لكي نتمكن من تأسيس مشروع تجاري دون أن نكون مضطرين لدفع رشوة لأي شخص. وأن نتحدث بحرية، وأن تكون لنا كلمة في نظام حكمنا. وأن نعيش في سلام وأمن، وأن نعطي لأبنائنا مستقبلاً أفضل.
ولكننا هنا أيضاً لأننا نعلم أنه على مر السنين، ورغم كل العوامل المشتركة بيننا، فإن الولايات المتحدة والمجتمعات الإسلامية في جميع أرجاء العالم وقعت في أغلب الأحيان ضحية لشعور متبادل بعدم الثقة.
وهذا هو السبب في أنني ذهبت إلى القاهرة قبل ما يقرب من العام، ودعوت إلى بداية جديدة بين الولايات المتحدة والمجتمعات الإسلامية - بداية جديدة قائمة على أساس المصلحة المتبادلة والاحترام المتبادل. وكنت أعلم أن هذه الرؤية لن تتحقق خلال عام واحد، أو حتى عدة أعوام. ولكنني كنت أعلم أيضاً أننا يجب أن نبدأ، وأن علينا جميعاً مسئوليات ينبغي الوفاء بها.
وكرئيس، فقد عملت على ضمان أن أميركا سوف تضطلع مرة أخرى بمسئولياتها، ولا سيما عندما يتعلق الأمر بالأمن والقضايا السياسية التي كثيراً ما كانت مصدراً للتوتر. فسوف تنهي الولايات المتحدة الحرب في العراق بصورة مسئولة، وسوف تقيم شراكة مع الشعب العراقي لكي يتحقق له الازدهار والأمن على المدى الطويل. وفي أفغانستان، وباكستان، ومناطق أخرى تتجاوزهما، نقيم شراكات جديدة لعزل المتطرفين العنيفين، وأيضاً لمكافحة الفساد وتعزيز التنمية التي تحسن الحياة والمجتمعات.
وسأقولها مرة أخرى: إنه رغم الصعوبات التي لا مفر منها، فطالما بقيت رئيساً، فإن الولايات المتحدة لن تتراجع أو تتردد في سعينا لتحقيق حل الدولتين الذي يضمن الحقوق والأمن للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء. وستواصل الولايات المتحدة الوقوف، في جميع أنحاء العالم، مع أولئك الذين يسعون من أجل تحقيق العدالة والتقدم وحقوق الإنسان والكرامة لجميع الشعوب.
ولكنني حتى حينما أعلنت التزام الولايات المتحدة بمعالجة هذه المخاوف الأمنية والسياسية، فقد أوضحت أيضاً في القاهرة أننا بحاجة لشيء آخر - وهو بذل مجهود متواصل من أجل الاستماع إلى بعضنا البعض والتعلم من بعضنا البعض، واحترام بعضنا البعض. وتعهدت بإقامة شراكة جديدة، ليس فقط بين الحكومات، ولكن أيضاً بين الشعوب حول القضايا الأكثر أهمية في حياتهم اليومية - في حياتكم أنتم.
والآن، فقد تساءل العديد من الناس عما إذا كان ذلك ممكناً. ومع ذلك، فقد ظلت الولايات المتحدة، على مدى العام الماضي، تمد يدها وتصغي. وانضممنا إلى الحوارات المشتركة بين الأديان، وعقدنا اجتماعات عامة واجتماعات حول المائدة المستديرة، وجلسات استماع مع آلاف الناس في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك العديد منكم. ومثل العديد من الناس، فقد مددتم يدكم بالمقابل، كل بطريقته الخاصة: كرواد أعمال، ومعلمين، وكزعماء دينيين وعلميين.
وأود أن أقول إن الاستجابة الأكثر ابتكاراً ربما كانت الاستجابة التي جاءت من الدكتور نايف المطوع من الكويت، المنضم إلينا هنا. فقد أسرت كتبه للرسوم الكرتونية مخيلة الكثير من الصبية والشباب بما تحويه من الأبطال الخارقين الذين يجسدون تعاليم الإسلام وسماحته. وبعد خطابي الذي ألقيته في القاهرة، كانت لديه فكرة مشابهة. إذ إنه في كتابيه للرسوم الكارتونية، يسعى سوبرمان وباتمان من أجل التواصل مع نظرائهما المسلمين. وسمعت أنهما يحرزان تقدماً أيضاً.
لقد استطعنا من خلال الإصغاء إلى بعضنا البعض أن نقيم الشراكات فيما بيننا. لقد وسعنا نطاق التبادل التعليمي، لأن المعرفة هي العملة المتداولة في القرن الحادي والعشرين. وقام مبعوثونا العلميون المميزون بزيارة العديد من بلادكم، من أجل استكشاف السبل الكفيلة بزيادة التعاون في مجال العلوم والتكنولوجيا.
إننا نعمل على تحسين الأحوال الصحية في العالم، بما في ذلك شراكتنا مع منظمة المؤتمر الإسلامي، من أجل القضاء على شلل الأطفال. وهذا هو مجرد جزء واحد فقط من مشاركتنا الأوسع نطاقاً مع منظمة المؤتمر الإسلامي، التي يقودها مبعوثِي الخاص، رشاد حسين.
كما أننا نقيم علاقات الشراكة كي نوسع نطاق الرخاء الاقتصادي. وأود أن أشير إلى أنه على الصعيد الحكومي فإن جعل مجموعة الدول العشرين في مركز القيادة بالنسبة لصنع القرارات الاقتصادية قد اجتذب مزيداً من الأصوات المشاركة حول المائدة – بما فيها تركيا والمملكة العربية السعودية والهند وإندونيسيا. وها نحن نفي بالتزامي في القاهرة بتوثيق الروابط بين كبار رجال الأعمال والمؤسسات ورواد الأعمال في الولايات المتحدة والمجتمعات الإسلامية في أنحاء العالم.
إقرأ أيضا لـ "باراك أوباما"العدد 2792 - الأربعاء 28 أبريل 2010م الموافق 13 جمادى الأولى 1431هـ
ولـــــــــــ المحرق ـــــــــــــــــد
من يساعد اسرائيل المحتله لفلسطين في قمع الابرياء والمدنين العزل لا يستحق التعاون معه ولا حتى مشاهدة وجهه
اسمع كلامك يعجبني ...
الولايات المتحدة بلد وصل من القوة في مجالات عديدة مستوى لا أظن وصل له الأخرين. و عليه فمن الصعب بل من المستحيل ان يأتي شخص ما مهما بلغ من الحصافة و البلاغة ان يغير مسير هذه البلاد لوحده. و كما يحدث حتى في اصغر البلدان فلا بد له ان يرجع الى موقع القوة و الرأي حتى يمرر مقترحاته و افكاره و هذا مستحيل في بلد كأمريكا استطاعت القوى اليهودية المحبة للعدو الاسرائيلي ان تتغلغل وبقوة و بفعالية عالية جدا في جميع مراكز اخذ القرار و التأثير على الرأي العام