مازال موضوع هوية المدرب الذي سيقود منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم في المرحلة المقبلة محط الاهتمام والمتابعة والترقب مع اقتراب نهاية عقد المدرب التشيكي ماتشالا في يونيو/ حزيران المقبل وخصوصاً مع الاستحقاقات المهمة المنتظرة للمنتخب بدءاً من كأس خليجي 20 وكأس أمم آسيا 2011 بعد ستة أشهر فقط من الآن.
وهذا الموضوع تعدى النطاق المحلي وطفح على السطح الخارجي خلال الساعات الماضية على هامش قرعة كآس آسيا في الدوحة والجميع يستغرب غموض الرؤية بهذا الشأن وصمت الاتحاد البحريني لكرة القدم حيال ذلك وسط كثرة الأقاويل والشائعات عن قائمة طويلة من الأسماء التدريبية التي تتداول بين تارة وأخرى عن المدرب المقبل للأحمر، وكأن اتحاد الكرة يعد لاختراع سري وقنبلة موقوتة ستنفجر في وقت ما.
سمعت تعليقات كثيرة بهذا الشأن لكن ما استوقفني رأي قائد منتخبنا محمد سالمين والمحلل الكروي السعودي مدني رحيمي اللذين اتفقا على أن خطوة تغيير مدرب المنتخب إذا كانت موجودة فيفترض أن تمت في توقيت مبكر بعد الإخفاق المونديالي في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي وخصوصاً أن المنتخب لم تكن لديه مشاركات خلال الأشهر الخمسة الماضية عدا بعض المباريات «الضعيفة في تصفيات كآس آسيا» وأن الفرصة مواتية مع سير مسابقات الموسم الكروي المحلي ومنح المدرب الجديد فرصة التخطيط والإعداد والاطلاع على وضع الكرة البحرينية لأنه من الخطأ الاستمرار بالمنهجية نفسها في اختيار مدرب يحضر للمناسبات فقط وقائمة اللاعبين تقدم إليه في «منيو» على طريقة المطاعم!
وكلما أشاهد ماتشالا في ملاعبنا هذه الأيام فإنه يذكرني بوضع «المرأة المعلقة» بين الاستمرار أو الطلاق - مع التقدير له - وكأنه ينتظر مصيره بعد شهرين، على رغم أنني أشعر بأن هناك «طبخة» تجرى على نار هادئة ومتوافق عليها بين المدرب والمسئولين أصحاب القرار في موضوع ماتشالا منذ التعاقد معه في طريقة الانفصال التي وقّت لها مع موعد انتهاء العقد الأغلى في تاريخ البحرين تفادياً لحدوث إشكالات في النواحي المالية للعقد المبرم ووضع شروط جزائية وغيرها في حال فسخ العقد قبل نهايته من أحد الطرفين، كما أنني أرى أن هناك بين الكواليس طبخة أخرى تعد بهدوء مع المدرب المقبل للمنتخب يتزامن الإعلان عنه مع اقتراب نهاية عقد ماتشالا وخصوصاً أن المدرب الجديد سيأتي بعد انتهاء عقده مع أحد الأطراف وأن الترتيبات التي تمت خلال الفترة الماضية شملت كذلك التفاوض مع المدرب الوطني المساعد، وكالعادة فإن قرار المدرب الجديد ليس بصلاحيات كاملة من اتحاد الكرة الذي لا يستطيع تحمل تكاليف أي مدرب كبير في وضعه الحالي وسيقبل بالتالي بالمدرب المقبل على طريقة «مكره أخاك لا بطل»!
إن على المسئولين عن هذا الملف الإدراك بأن بقاء مجريات الأمور بهذه الطريقة غير صحيح ويجب التعامل معه بطريقة أكثر عملية ووضوح وإبراز موقف اتحاد الكرة في التعاطي مع كل طرح لموضوع المدرب على رغم أن الموضوع يتعدى حدود اتحاد الكرة في بعض حيثياته!
إقرأ أيضا لـ "عبدالرسول حسين"العدد 2788 - السبت 24 أبريل 2010م الموافق 09 جمادى الأولى 1431هـ