العدد 2787 - الجمعة 23 أبريل 2010م الموافق 08 جمادى الأولى 1431هـ

يوم الأرض العالمي

أحمد العنيسي comments [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

يوم الأرض هو من أسمى المناسبات ويجب أن تستغل بوضع فعاليات بيئية كالمحاضرات التثقيفية والمسابقات المختلفة، ويعتبر من الأيام الخالدة عند المجتمعات التي تهتم ببيئاتها، ويستهدف نشر الوعي والاهتمام ببيئة كوكب الأرض وللفت الانتباه إلى مشاكل البيئة التي يعاني منها هذا الكوكب، الذي هو مهم في حياة الكائنات الحية وغير الحية قال تعالى «والأرض وضعها للأنام، فيها فاكهة والنخل ذات الأكمام» (الرحمن: 10 و11) هذه الآية تدل على أهمية الأرض للخلق، وأن الله قد سخر هذا الكوكب لخدمة الناس ولها فوائد كثيرة لا تحصى، فعليها تُزرع الأشجار والنباتات التي نتغذى عليها وتُبنى عليها المنازل وبباطنها تزخر بأغلى الثروات الطبيعية والمعدنية والنفط والغاز وهي غنية بجميع مقومات الحياة... وأي تأثير عليها أو خلل في توازنها يؤثر سلباً على حياة الإنسان وحياة جميع الكائنات الحية الأخرى، ومما لا شك فيه وجب علينا الاهتمام والعناية بمواردها الحية وغير الحية ولنتعظ لذلك ونعي للاستفادة منها بشكل صحيح.

وبسبب هذه المناسبة المهمة - اليوم العالمي للأرض الذي يصادف 22 أبريل/ نيسان 2010 - أشارك إخواني المهتمين بشئون الأرض والبيئة وواضعي السياسات البيئية للأرض وغيرها بهذا المقال للمساهمة في خدمة كوكبنا لعلّي أدفع بالاتجاه الصحيح، وسد أبواب العابثين وتنبيههم بالمخاطر البيئية التي تنتج للتصرف غير المسئول والإهمال، واستنزاف مصادرها غير المتجددة.

ما دفعني للكتابة حول هذا اليوم ما لاحظته في بلدنا من تدهور وتفاقم للأخطار البيئية فاقت النسب المسموح بها نتيجة عدم اكتراث وعدم تطبيق القوانين الرائعة ولكنها على الورق فقط، وزيادة التصحر والكوارث الطبيعية بهذا الكوكب وانحسار التنوع البيولوجي والتغير المناخي الملحوظ كزيادة حرارة الأرض والهواء الملوث هذا من جهة، واستنزاف للموارد الطبيعية خاصة المسطحات الخضراء واجتثاث النباتات والأشجار وجرف رمالها من جهة أخرى.

بالإضافة إلى كل ما ذُكر أعلاه، النظرة الضيقة للبعد البيئي في مجتمعنا، والآلية المستخدمة لاحتواء مشاكل الأرض بصفة خاصة والبيئة بشكل عام، والسبب كما يظهر ويعود بالأساس في بلدنا إلى الزيادة المطردة في المصانع التي لم تعالج نفاياتها قبل قذفها بالهواء وكثافة السيارات بالشوارع والنفايات البشرية ومياه المجاري التي تصب مخلفاتها من غير معالجة صحيحة في الأرض والبحار وكل هذه السلوكيات تحدث من غير رقابة بيئية صارمة وعدم تطبيق المعاهدات البيئية الدولية التي وقعت عليها معظم الدول منها مملكة البحرين، وفي العالم بسبب الحروب غير المبررة التي ينتج منها النفايات الكيميائية والبيولوجية والنووية ما يدعو للقلق والوجل على صحة المجتمع.

وختاماً، بهذه المناسبة ندعو إلى التركيز على الحلول الجذرية، والاصطفاف بمشاركة شعبية، نحو حماية بيئتنا بنشر الثقافة البيئية للجميع ولنبدأ بالوعي البيئي من المنزل والمدرسة عبر إدخال مناهج علوم البيئة والجامعة بوضع تخصصات البيئة في برامجها، إلى تثقيف مؤسسات المجتمع المدني بتكريس المحاضرات البيئية ونشرها عبر الصحافة والإعلام وتشجيع الجمعيات الطلابية بالاهتمام بشئون الأرض والبيئة.

إقرأ أيضا لـ " أحمد العنيسي"

العدد 2787 - الجمعة 23 أبريل 2010م الموافق 08 جمادى الأولى 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 12:45 م

      رحم الله الايام الخالدة

      أتمنى وضع الحلول الجذرية وحلحلة مشاكل الارض
      وشكرا لكم لاطرائكم ومساهمتكم

    • زائر 1 | 10:37 ص

      المغرب

      هدا موضوع جميللا وأتمني لكم التوفيق

اقرأ ايضاً