أثبتت مسيرة دول الخليج العربي أن تعليق الآمال على القيادة الرشيدة والالتفاف حولها دائما ما يقود الى جني الثمار، وحين يفخر أبناء الخليج بالزيارات المتبادلة بين القادة، فإنهم ينظرون بوضوح الى السعي الحثيث لاتخاذ خطوات طموحة وجادة لتحقيق تطلعات الشعوب، وما زيارة خادم الحرمين الشريفين لأخيه جلالة عاهل البلاد الملك حمد بن عيسى آل خليفة، إلا واحدة من تلك المفاخر.
وعبر عدد من المواطنين البحرينيين والسعوديين عن تفاؤل كبير بقدوم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية الى البحرين، مؤكدين أن هذه الزيارة التاريخية ستفتح آفاقا أوسع للتعاون الثنائي والخليجي والعربي المشترك، وخصوصا أن القائدين يضعان نصب أعينهما تطور مسيرة العمل الخليجي على كافة الأصعدة.
ودون ريب، يثمن المواطن مواقف المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين في بذل الجهد من أجل تعزيز منظومة دول المجلس وتحقيق التكامل على الأصعدة السياسية والاقتصادية والعمل في اتجاه تحقيق تطلعات شعوب المنطقة.
وأبدى رجل الأعمال السعودي سامي ابراهيم الدبيني سعادته بخبر عزم جلالة خادم الحرمين الشريفين لزيارة مملكة البحرين والالتقاء بقيادتها السياسية في زيارة سيكون لها أعظم الأثر في توسعة آفاق التعاون، معبرا عن اعجابه بما حققته البحرين منذ انطلاق العهد الإصلاحي لجلالة عاهل البلاد الملك حمد بن عيسى آل خليفة، والذي أحدث نقلة نوعية كبيرة في نواحي الحياة العامة، وفي الوقت ذاته، تسجيل اعتزاز بالإنجازات التي حققها خادم الحرمين الشريفين منذ توليه الحكم في المملكة العربية السعودية ليواصل النهج المستنير الذي اختطه المغفور له بإذن الله تعالى الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود، طيب الله ثراه، وهو منهج امتاز بمسيرة نوعية في العلاقات الثنائية بين البحرين والسعودية.
وزاد الدبيني قوله إن هذه الزيارة تأتي في ظل ظروف ومستجدات حساسة تمر بها دول منطقة الشرق الأوسط تستدعي المزيد من التباحث حول المواقف المشتركة، لكنه أشار الى أن البحرين والسعودية كانتا على الدوام متفقتان في الرؤى والخطوات التي تصب في دعم الأهداف المشتركة.
من جهته، قال عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة البحرين رئيس جانب الغرفة في اللجنة المشتركة مع الجمارك والمكلف بالمتابعة والتقييم والتنسيق مع الأجهزة الرسمية على جسر الملك فهد، عبدالحكيم الشمري إن زيارة خادم الحرمين الشريفين للبلاد تكتسب أهمية كبرى في تذليل الصعاب أمام المشاريع المشتركة بين البلدين، وتعتبر اضافة مهمة في مسيرة التكامل.
واضاف «لا شك أن زيارة خادم الحرمين الشريفين هي دعم سياسي واجتماعي واقتصادي وثقافي للبحرين باعتبارها جزءا أساسيا في منظومة مجلس التعاون الخليجي، وإننا نأمل أن تسفر هذه الزيارة عن اقامة مشاريع اقتصادية تنموية في مملكة البحرين تعزز التكامل والتلاحم الشامل مع الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية».
وذكر أن جسر الملك فهد، هذا الصرح الحضاري الكبير، لم تستفد منه المملكتان بالمستوى المأمول، نظرا لاستخدام طرق وأساليب وأنظمة معوقة لا تتماشى مع روح العصر التي تتصف باستخدام التقنية في افضل صورها، حيث ان الاستفادة من هذا الجسر لم تصل الى نسبة 50 في المئة مما نصبو سواء بصفتنا رجال أعمال او مواطنين عاديين.
وعبر عن أمله في تحريك هذا الملف ووضعه على طاولة البحث لاتخاذ قرارات من شأنها زيادة الحركة الاقتصادية والسياحية والعلاجية والثقافية خدمة للبلدين الشقيقين.
واختتم بالقول: «إنه من دواعي الغبطة والسرور، ان تكون هذه الزيارة الميمونة على أعلى مستوى من التمثيل السياسي بين البلدين، متمنين لضيف البحرين الكبير طيب الإقامة بين أهله واشقائه ومحبيه».
ويتفق كل من عضو مجلس ادارة جمعية تاريخ وآثار البحرين فواز احمد سليمان و أحمد ربيع، المنسق الإداري لنائب محافظ العاصمة، على أن هناك صدى كبيرا بين مختلف شرائح المجتمع البحريني وكذلك السعودي للزيارة المرتقبة لخادم الحرمين الشريفين، و أن مضامين الزيارة على المستوى الشعبي تضفي صورة من الاعتزاز بالعلاقات التي تربط البلدين بدرجة أكبر بكثير من سائر دول مجلس التعاون، وخصوصا أن جسر الملك فهد جعل من المواطنين السعوديين يشعرون وأنهم في بلدهم الثاني (مملكة البحرين) لسهولة الانتقال، والعكس صحيح.
واجمعا على أن قيادة البلدين كانتا ولاتزالان تسعيان الى البحث عن كافة الوسائل التي تثمر عن المزيد من المكاسب، ليس لشعبي المملكتين وحسب، إنما لشعوب دول مجلس التعاون قاطبة، وهناك تطلعات كبيرة لأن تسهم الزيارة في توسيع الاستثمار والتبادل البيني، وخصوصا أن السنوات الثلاثين الماضية، ومنذ افتتاح جسر الملك فهد، رفعت من مستوى الانتعاش الاقتصادي في قطاعات تجارية واستثمارية واقتصادية مختلفة، ولاشك أن الزيارة المباركة ستضيف الكثير من الإنجازات لهذا الجانب.
ويعبر المواطن البحريني عادل الدوسري عن سعادته بهذه الزيارة، بل يشير الى أن جل شعب البحرين ينتظر قدوم جلالة خادم الحرمين الشريفين لأن في الزيارة تشريف لنا جميعا، مشيدا بتنامي العلاقات الأخوية أولا، ثم المعاملات التجارية والاستثمارية والأنشطة الثقافية بين شعبي البلدين.
وكونه من المتابعين للاستعدادات التي سبقت الزيارة، يرى أن هناك عملا على قدم وساق لجعل البحرين تبدو في أحلى حلة فرحا وسرورا بهذه الزيارة الميمونة، بل ان الأشقاء في المملكة العربية السعودية، وكذلك الأهل والأقرباء يشعرون بالغبطة والسرور لأن مثل هذه اللقاءات بين القيادتين، دائما ما تثمر بالكثير من الخير على الناس، وقد عهدنا ذلك طوال سنين مضت... ففي لقاء جلالة العاهل مع جلالة خادم الحرمين الشريفين، تمثيل لما يكنه السعوديون والبحرينيون الذين هم في الحقيقة شعب واحد تجمعه روابط النسب ونوعية العلاقات التي ينفردان بها عن سائر دول مجلس التعاون الخليجي.
العدد 2781 - الأحد 18 أبريل 2010م الموافق 03 جمادى الأولى 1431هـ
