في هذه المناسبة من الضروري مراجعة النفس ومراجعة أداء اللجنة وما أنجزته وما لم تنجزه وأسباب ذلك.
أدركت اللجنة منذ البداية أنها تواجه تحديا كبيرا ومهمة ضخمة فتراث «أبو أمل» الفكري والمعرفي والصحافي، واسع وغزير ويمتد على حقبة زمنية كبيرة تمتد من بداية الستينيات، حتى إغفاءته في 4 أبريل/ نيسان 2007 وهذا التراث موزع على عدد كبير من البلدان وفي وسائط عديدة: صحافة حزبية سرية، صحافة حزبية علنية، مجلات، وصحف، وكتيبات، وكتب وندوات ومحاضرات ومقابلات.
غالبيتها بشكل كتابي ولكن بعضها خطابي، مداخلات شفوية أو لقاءات تلفزيونية الكثير منها موجود، وإن لم يكن بين أيدينا وبعضها لا نعرف مصيره أو لا نعرفه أصلا.
وهنا أود أن أشير إلى واقع صعب وإن لم يكن مستحيلا ولوقائع مؤسفة وإن كان بالإمكان تصحيحها.
إن الأصعب في هذه المهمة هو جمع تراث «أبو أمل» خلال مرحلة المنفى التي امتدت من العام 1968 حتى بداية العام 2001. خلال هذه الفترة كانت ظروف النضال تفرض الكتابة في نشريات وصحف ممنوعة أو عدم التوقيع باسمه الصريح عبدالرحمن النعيمي ولا حتى باسمه النضالي سعيد سيف.
الكثير من هذه النشرات أو الصحف مفقودة أو أننا لم نستطع الوصول إليها. وقد تكون موجودة عند جهات أو أناس لا يعرفون عن مشروعنا شيئا.
أما الشق الأقل صعوبة في هذه المهمة فهو جمع تراث «أبو أمل» خلال مرحلة ما بعد العودة إلى الوطن، والعمل السياسي العلني والكتابة العلنية باسمه الصريح عبدالرحمن النعيمي.
تكمن الصعوبة في كون إنتاج أبو أمل غزيرا وموزعا على العديد من الصحف على امتداد الوطن العربي، ومشاركته في العديد من المؤتمرات والندوات والاجتماعات حيث له إسهاماته، وهذه أيضا موزعة على البلدان العربية من الخليج إلى المحيط. كما أنها تشمل كتابات على الورق وكتابات إلكترونية على الشبكة العنكبوتية، ولقاءات تلفزيونية وغيرها.
يضاف إلى ذلك بالطبع الكتب التي نشرها باسمه التنظيمي سعيد سيف وتلك التي نشرها، باسمه الحقيقي عبدالرحمن النعيمي في المرحلة الأخيرة من المنفى ومرحلة ما بعد العودة إلى الوطن.
انطلاقا من ذلك، وضعت اللجنة خطة جمع تراث «أبو أمل» بكل الوسائل الممكنة مع مرحلة نشر هذا النتاج.
1. جمع تراث «أبو أمل»:
هذا التراث كما قلت ليس مجموعا كله في مكان واحد أي البحرين ولدى جهة واحدة وهي وعد. بل هو متناثر في أكثر من بلد عربي ولدى جهات عديدة. ومما يزيدنا ألما هو أن بعض ما جمعه «أبو أمل» من وثائق للحركة الوطنية بما فيها كتاباته في المركز الوطني للدراسات الذي ترأسه، غير موجود لأن البعض استعار بعض هذه الوثائق من «أبو أمل» ولم يرجعها.
لمعالجة هذا الاختلال فإن اللجنة توجه النداء لكل من لدية أية نتاجات لـ «أبو أمل» أو التنظيمات التي ناضل في صفوفها «أبو أمل» أو أسهم فيها بكتاباته وفكرة أن يزود اللجنة بذلك، أو يسمح لنا باستنساخه.
لتحقيق جمع هذا التراث قام أعضاء من اللجنة وآخرون بزيارة دمشق، وبيروت خصيصا لذلك، كما طرحنا هذا الطلب في المؤتمرات ولدى المنظمات والشخصيات التي ارتبط بها «أبو أمل» في أكثر من بلد عربي.
ويمكن القول إن الحصيلة متواضعة حتى الآن والاستجابة محدودة، المطلوب جمع كل أشكال تراث «أبو أمل» من كتابات وصور وأشرطة صوتية ومرئية.
«أبو أمل» كما يراه محبوه:
الجانب الآخر لهذا المشروع هو توثيق آراء وانطباعات من عرفوا «أبو أمل» من رفاقه وأصدقائه عن قرب أو تأثرا عن بعد.
ولتحقيق ذلك عممنا رسائل لمئات الأشخاص، وهنا أيضا فإن الاستجابة محدودة.
2. مراحل نشر تراث «أبو أمل»:
تخطط اللجنة لنشر تراث «أبو أمل» على ثلاث مراحل وهي:
المرحلة الأولى: نشر تراثه في مرحلة المنفى من العام 1968 حتى بداية العام 2001 ولقد تمكنا من جمع ما نشره في صحف التنظيمات التي ناضل في صفوفها مثل 9 يونيو/ حزيران، 5 مارس/ آذار والأمل وبعض ما نشر في صحف المقاومة ولكن ينقصنا الكثير مما نشر في صحف عديدة مثل «القدس العربي» و»السفير» و»الطليعة» الكويتية و»المجد» الأردنية و»الحقيقة» لرابطة الشغيلة اللبنانية ومقابلات وصحف المقاومة الفلسطينية أو كلمات مسجلة بالفيديو خلال تلك المرحلة.
المرحلة الثانية نشر تراث في مرحلة ما بعد العودة إلى الوطن في 28 فبراير/ شباط 2001، وهذا التراث غزير جدا وموزع على أكثر من بلد ووسيلة إعلامية.
جمع تراث هذه المرحلة يتطلب تعاونا من قبل العديدين سواء أصحاب هذه الوسائط الإعلامية أو من لديه هذه المادة الإعلامية. وكذلك العديد ممن نظموا أو شاركوا في المؤتمرات والندوات واللقاءات وورش العمل التي ساهم فيها «أبو أمل» لدينا بعضها لكن الكثير ليس لدينا.
المرحلة الثالثة وترتكز على جمع شهادات من قبل من ناضلوا مع «أبو أمل» أو من عرفوه عن قرب أو تأثروا به عن بعد.
إننا باسم اللجنة نعبر عن امتناننا للذين تعاونوا معنا وقدموا ما لديهم أو دلونا على مصادر مفيدة لتراث «أبو أمل» وأخصّ بالذكر الأخ عادل الحايكي من البحرين وأبو احمد فؤاد من فلسطين وأحيي جهود العزيزين موسى الموسوي، دينامو اللجنة وأحمد الخياط المنكب على طبع نتاجات «أبو أمل» بصمت وإنكار ذات.
إنني أشعر بالخجل لتواضع إنجازاتنا ولذلك فإننا في اللجنة نرحب بأية أفكار ونرحب بأية مبادرات لتوسيع ولتطوير اللجنة وأدائها. كما أقترح عقد ورشة خاصة تنظمها «وعد» وتدعو له كل من تراه مناسبا لبحث هذا الموضوع بارتباطه مع ذاكرة الوطن.
إن الوفاء لـ «أبو أمل» الذي نحتفي به، هو بجمع تراثه من الضياع والبدد وقد فقدنا بعضه للأسف. لذا فإنني أتوجه إلى جميع رفاق وأصدقاء «أبو أمل» بتقديم أي شيء من تراث «أبو أمل» بمختلف الأشكال كتابة وصورة وتسجيلات صوتية وفيديو إلى لجنة جمع تراث «أبو أمل»، في جمعية «وعد»...
كما أوجه نداء لكل من يريد أن يقوم بمهمة عملية مثل التحرير أو الفهرسة أو تنظيم الوثائق الخاصة بذلك وخصوصا الشباب، بتسجيل اسمه متطوعا لدى اللجنة.
إنني واثق من أن هذه الدعوة ستلقى الاستجابة من قبل كل من تصل إليه ولديه شيء يقدمه.
«أبو أمل» حضورك طاغٍ بيننا وأملنا أن تنهض من إغفاءتك فنحن في شوق إليك.
إقرأ أيضا لـ "عبدالنبي العكري"العدد 2774 - السبت 10 أبريل 2010م الموافق 25 ربيع الثاني 1431هـ