العدد 2757 - الأربعاء 24 مارس 2010م الموافق 08 ربيع الثاني 1431هـ

عائلة حرامية... طائفة حرامية... وأكثر!

سعيد محمد saeed.mohd [at] alwasatnews.com

لا يبدو أن جسم المجتمع البحريني سيتخلص من فيروس الاحتدام والاحتراب الطائفي في القريب العاجل، والخوف أن يبقى هذا الفيروس... أو يجدد نفسه مع تغير الظروف التي تمر بها البلاد وتمر بها المنطقة بدرجة يتمكن فيها من تجديد نسخه بصورة أكثر ضراوة، والسبب في ذلك كله، فئة من شعب البحرين - ذاتهم - مع شديد الأسف.

ليس المواطنون الجدد، أو المجنسون، هم وحدهم، كما يعتقد البعض، الذين يثيرون زوابع الصدام كلما عصفت بالبلاد عاصفة، بل هناك من أهل البلد أنفسهم، من سنة وشيعة، جبلوا على التلذذ بإبقاء فتيل الفتن والتصادم والتخوين والتسقيط، وهذه كلها، لا علاقة لها لا بالدين ولا بالعرف الاجتماعي ولا بما توارثه هذا المجتمع أبا عن جد من صفات قل نظيرها في الكثير من المجتمعات.

الوسائط الإعلامية المنتشرة بين الناس وأدوات الاتصال والتواصل التقني المتاحة للجميع، سهلت الطريق أمام تلك الفئة لترويج أفكارها الفاسدة، وأفسحت المنتديات الإلكترونية التي يلتقي فيها العشرات في جلسات الشيطنة المساحة لضرب كل قيمة أصيلة من قيم المجتمع، فأصبحت شعارات الوحدة المتماسكة والبيت الواحد والنسيج الوطني وكأنها كلمات حق يراد بها باطل.

وهناك فرق شاسع بين الإجماع الوطني على مكافحة الفساد وملاحقة المفسدين والمتورطين في ابتلاع المال العام والأراضي والثروات والإضرار بالاقتصاد الوطني بالتبييض والتغسيل والسرقة والرشا وتقديمهم للمساءلة القانونية وللعدالة، وبين استغلال هذا التوجه للنيل من السلم الاجتماعي، فمن يتورط في تهمة فساد أو تبييض أموال أو تجاوزات تخالف القانون، كما هو الحال بالنسبة لقضية ملف وزير الدولة السابق منصور بن رجب، فإن كلمة الفصل هي للقضاء البحريني، وأي متهم، أيا كان موقعه وموضعه ونفوذه، له الحق في الدفاع عن نفسه وتفنيد الاتهامات بالحجج والبراهين والأدلة، أما إذا عجز عن ذلك وسقط في يد العدالة متورطا بالأدلة الثابتة، فلا عزاء للمفسدين، ولا اعتراض على كلمة العدالة.

والعجب كل العجب من صورة التردي الأخلاقي المخيفة بين شريحة كبيرة من المواطنين والمقيمين الذين لم يتورعوا عن الإساءة إلى عائلة المتهم، وتبادل المعلومات المغلوطة تارة، والرسائل النصية الاستهزائية تارة أخرى، علاوة على تنشيط مجموعات ومجموعات في مجالس وفي مواقع إلكترونية للمطالبة بحرمان طائفة من حقوقها لأنها (خائنة وحرامية وعميلة)، بل والدعوة لرفع السيوف والحراب والنبال وإسالة الدماء، وتنبري مجموعات أخرى، من طائفة أخرى، لتوجيه دعوات مماثلة لا تخلو من الدمار والدماء هي الأخرى، وكأن الدولة، حين تبدأ في محاسبة حقيقية للمفسدين، فإنها تريد تأليب الناس ضد بعضهم البعض فنصل إلى ما لا تحمد عقباه وبدرجة أشد مما ورد في تقرير التحقيق في أملاك الدولة وفي تداعيات قضية بن رجب وهذا غير صحيح.

المتورطون في الفساد يجب أن يقدموا إلى العدالة، أيا كان انتماؤهم المذهبي ودرجة نفوذهم، ومن يسرق مال الدولة وشعبها ليملأ جيوبه فلا مكان له إلا وراء القضبان، بعد أن تثبت عليه التهم حقا، أما تحويل قضايا الفساد وتحقيقاتها ومحاكماتها إلى بيئة لنمو فيروسات الطائفية والأحقاد والعداوات والإضرار بأمن المجتمع وسلمه واستقراره، فهذا خطر مدمر لن يمكن السيطرة عليه إن توسع وانفلت.

إقرأ أيضا لـ "سعيد محمد"

العدد 2757 - الأربعاء 24 مارس 2010م الموافق 08 ربيع الثاني 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 15 | 10:05 ص

      بنت رجب

      انتووو شعندكم ع عيلتنا ما صاارت عااد ووو الكلام الي قلتووه كله ينطبق عليكم

    • زائر 13 | 6:39 ص

      الحكومة السبب

      اسباب الطائفية
      1 الحكومة
      هي التي تعمل على الطائفية والتمييز في الوظائف والمناصب والتجنيس لتغيير التركيبة السكانية
      2 الصحافة
      وانا اقصد بعض الجرائد التي تتعمد بعمل الطائفية
      ‎00 جريدة الايام وجريدن الوطن 00

    • زائر 12 | 4:29 ص

      مقدرات الشعب

      لن اقول احنه مع اشيعة اخوان واكلنا وشربنا وتربينا مع بعض، وما راح اقول السبب المجنسين، ولا راح اقول أن البلاوي كله من الشيعة وان ايران وراهم وهم وراها... لا لا، كله هذي ما ينفع، الا ابغي اقوله ان الفساد موجود في البحرين من سنين ومدعوم من الحكومة، واذا قلنا الحكومة يعني على طول الإتهام راح يتوجه الى السلطة ولازم يتحاسب كل من يبوق الديرة يا ناس.. بدون طائفية وبدون انتماء مذهبي خل يتحاسب كل من يتجرأ على مقدرات الشعب

    • زائر 11 | 4:07 ص

      14 نور

      نعم الكلام ما خرج من فمك يا أستاذ سعيد لا فض فوك لو كان الجميع من طبقة تفكيرك لما إستطاع احد أن يخترق ترقوتنا ويدخل إلى داخل الجسم وصولاً للدماغ الذي يملي على الشخص حركاته وسكناته ولو دخلت إلى المنتديات و تعليقات الجرائد لرأيت تبادل الإتهامات فيما بينهم وكأن هنالك أناس يعملون على هذه الفتنه ليل نهار لتكبر وتكبر وهي لصالح جهة معلومة لدى الجميع ولكن العبرة من الكلام هو هل نستطيع توجيه تلك العقول بالأخذ بهذا القول السليم ؟ وكيفية تطبيق ذلك وبمساعدة من؟

    • زائر 10 | 4:03 ص

      .... يشتغل

      جناح في الحكومة ( ) له مصلحة في إثارة الطائفية وتحويل كل الملفات السياسية ألى طائفية.

    • زائر 9 | 2:52 ص

      زائر رقم 4 شفيك

      الأخ زائر رقم 4 شفيك.. عسى ما شر؟ مو قاصر الا تكتب لنا قصيدة أو نشيدة بكلامك الإنشائي.. متعايشين صح.. متناسبين صح.. أما الموضوع في وادي وانت في وادي آخر.. بالتأكيد ما سمعت عن تقرير ..... ولا سمعت عن تقرير املاك الدولة ولا سمعت عن مجموعات، من الطائفتين حتى نكون صادقين، تضرب في بعضها بعض، المطلوب أن يكون للقانون قوته وليس كلام من قبيل متعايشين متحابين الله لا يغير علينا احنه في الجنة.. و..و..و.. الكلام الإنشائي ما ينفع كلمن يقدر يقوله.

    • زائر 8 | 2:49 ص

      والحكومة راضية

      نعم الحكومة راضية، بكل التحركات السرية والعلنية ضد شعبها من الطائفة الشيعية لماذا ننكر هذا؟

    • زائر 7 | 2:42 ص

      اوقفوا عنها الماء تموت شجرة السوء

      تنمو الشجرة الملعونة شجرة الطائفية ما دام هناك من يرويها ويغذيها ويرعاها لانه يستظل بظلالها , وتلك الشجرة ما دخلت بلدا ولا حطت ارضا الادمرتها واحالت خضرتها الى خراب ودمار وجففت عيونها , فهل ينتظر عقلاء قومي هذا اليوم الذي لا يتمناه عاقل محب مخلص لهذا الوطن والناس والبشرية جمعا , قليل من الوعي والاخلاص لهذه الارض الطاهرة لماذا الصمت والسكوت وانتم ترون النار توقد لحرق الوطن اين اقلامكم اين خطبكم اين ما علمكم الله من امر بالمعوف ونهي عن المنكر اهم هي دروس حفظتموها وتددونها على اسماع الاخر .

    • زائر 6 | 2:03 ص

      الى متى

      صحيح أن البحرين لن تتخلص من الطائفية لأن ذلك مستحيل وذلك لأن معين الطائفية مستمر عن طريق التجنيس السياسي وتغير التركيبة السكانية وتغليب طائفة على آخري قسراً وضد الطبيعة

    • زائر 5 | 1:53 ص

      الشر

      المشكلة ان الخير يخص، ولكن الشر يعم الكل وهذا ما هو حاصل الان مع قضية الوزير. فأسم عائلة بن رجب على كل نطيحة ومتردية

    • زائر 4 | 1:29 ص

      والله حالة

      ما ادري انتون ليش اثيرون مثل هالقضايا وشعبنا مو مثل ما تصورنه يفرق بين سني وشيعي بالعكس شعبنا على حد سواء كلنا بحرينين ومتعايشين مع بعض سنة وشيعة عجم وعرب وهنود بعد شعب محب مثل شعب البحرين مابتحصلون حتى الاجنبي احب يتعايش معاه

    • زائر 3 | 12:47 ص

      اذا ما خاب ظني

      اذا ما خاب ظني تقصد مجلس الشخشخي السعسعسي النبنبي.. وبعد، مجالس بني جردن وبني بلشن، حاطين على البحارنة حط.. هم على مجموعة من المراهقين والشباب المتهورين اللي يحرقون تايرات اتهموا الطائفة بالخيانة فما بالك بوزير شيعي.. شتبغيهم يقولون عنكم: الطائفة الإيمانية..

    • زائر 2 | 12:42 ص

      تهمة الخيانة الجماعية

      واحد من اصحاب العقول الوطنية الخطيرة، قال في مجلس من المجالس: كل الشيعة خونه، على مدى التاريخ كانوا خونة وسيبقون الى يوم القيامة علشان كده لازم الدولة تزيلهم من كل موقع وتشدد عليهم ولا تسمح لهم الا بالقليل من الهواء والطعام.. هكذا يصف.. طيب قدم يا رجل أدلة على الخيانة التاريخية أولاً، وعلى خيانة الشيعة لأوطانهم: وطبعاً ليس هناك جواب غير:إيران.. نعم ايران هي السبب، لكن أي قضايا أمن الدولة والخيانة وأين الدولة عن هؤلاء لماذا لا تحاكمهم.. يسكت!!

    • زائر 1 | 10:21 م

      التدخلات الخارجيه هي السبب في مشاكل الطائفيه.

      سابقا لو كانت مشكله بين حسين وعبدالله كانت الناس تراها بسياق عادي اما الان لو حسين تعارك مع ياعبدالله فالموضوع اكبر معناها حرب بين الشيعه والسنه.
      المشكله الاكبر التطرف من قبل الطرفين هذا يكذب ذاك وهذا يقول انه على حق والثاني على باطل والعكس .لكم دينكم ولي دين والناس في ماتعشق مذاهب ويجب على الكل احترام الاخر .

اقرأ ايضاً