أثبت الدور الثاني من دوري أبطال أوروبا لكرة القدم قدرة الفرق الكبيرة على مواصلة الانتصارات بمدربيها العباقرة، في حين سقط بعضهم وخرجوا خاليي الوفاض من دوري الأبطال.
الدور الثاني كشف عن قيمة المدربين الكبار مع الأندية الكبيرة، فالمدرب يظهر في الوقت الحاسم وفي اللحظة التي يكون فيها الفريق بحاجة لتدخله، مثله مثل اللاعب النجم القادر على تحويل دفة المباراة.
الدور الثاني من دوري الأبطال بيّن أن هناك مدرب بمرتبة بروفسور وأعني به مدرب مانشستر يونايتد السير أليكس فيرغسون صائد البطولات بامتياز، إذ تمكن هذا المدرب من قيادة فريقه لتلقين فريق أي سي ميلان الإيطالي ومدربه الشاب البرازيلي ليوناردو درسا قاسيا، وهو اذ يقاتل مع فريق من العجائز المتهالكة فهو ما يحسب له. ففيرغسون أثبت قيمته الفنية العالية وأنه على مدار أكثر من عقدين ونصف على رأس القيادة الفنية لمانشستر ومازال يمتلك الجديد والفريد في عالم الساحرة المستديرة.
الدور الثاني كشف عن أستاذين في مجال التدريب وبمرتبة امتياز وأعني بهما مدرب آرسنال الفرنسي آرسين فينغر الذي يسير على خطى فيرغسون في الاستمرارية والتجديد والتألق، فالنجوم يذهبون جيلا بعد جيل والمدربون العمالقة باقون بأعلى مستويات التألق، والأستاذ الثاني في مجال التدريب هو العبقري البرتغالي جوزيه مورينهو الذي تمكن من تحجيم فريق تشلسي ومدربه الإيطالي الخبير كارلو أنشلوتي تماما، فسيطر على المباراتين ذهابا وإيابا وقضى على كل فرص تشلسي من خلال قراءة واقعية وتشكيلة هجومية في قلب لندن بشكل فاجأ الجميع، ولا يمكن أن يلعب بثلاثة مهاجمين صرحاء ومن خلفهم صانع الألعاب المميز الهولندي شنايدر إلا مورينهو الجريء والمبتكر كما فعلها سابقا عندما أبقى مدافعا واحدا فقط أما دينامو كييف الأوكراني في الدور الأول وقلب تخلفه بهدف إلى فوز بهدفين في آخر 5 دقائق.
فينغر ومورينهو أستاذان بكل ما للكلمة من معنى في مجال التدريب، وهما يلاحقان البروفسور العملاق فيرغسون الذي يتجدد مع توالي السنين، كما يواصل المدرب الإسباني بيب غوارديولا مشوار التألق مع الفريق الكاتالوني، وهو قريب من تحقيق موسم ثان خرافي مع الخارق للعادة ولقوانين الطبيعة المذهل ليونيل ميسي، القادر وحده على فعل كل شيء في الملعب، وبانتهاء هذا الموسم سينضم باعتقادي غوارديولا إلى صفوف عمالقة التدريب وميسي إلى خلود التاريخ.
الدور الثاني فضح أيضا إمكانات مدرب ريال مدريد الشيلي مانويل بيليغريني الذي نعته لاعب الفريق كاكا بـ «الجبان»، وكان محقا تماما في توصيفه، فهذا المدرب لم يمتلك الجرأة لفعل أي شيء لتغيير مسار المباراة، ولم يمتلك الجرأة للدفع بالمتألق الهولندي فان در فات منذ البداية ليفاجئ ليون بورقة جديدة تصنع الفارق، كما كان جبانا تماما في عملية إخراج كاكا قبل ربع ساعة من النهاية وفريقه يحتاج لهدفين للتأهل وليس هدف واحد فقط، وكان جبانا أيضا في عدم جرأته على إخراج لاس ديارا وغوتي من وسط الملعب وهما قد فقدا السيطرة تماما في الشوط الثاني.
فعلا، المدرب بلغريني أقل بكثير جرأة وشخصية من إمكانات فريق بحجم الريال، ومن لا يمتلك الجرأة لا يستطيع إحداث الفارق، وحينها لا يكون فريقه بين الكبار وإنما يكون في الموقع الطبيعي المسالم بين فرق الوسط كما كان فياريال!
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 2755 - الإثنين 22 مارس 2010م الموافق 06 ربيع الثاني 1431هـ