العدد 2747 - الأحد 14 مارس 2010م الموافق 28 ربيع الاول 1431هـ

لنبنِ شراكة من أجل السلام، هنا في أميركا

Common Ground comments [at] alwasatnews.com

خدمة Common Ground الإخبارية

مع وجود هذا الاضطراب يحيط بالدبلوماسية وعملية السلام في الشرق الأوسط، أصبح من الأكثر إلحاحا من أي وقت مضى أن يتوحّد المجتمع المدني حول الواقع الواضح، بأنه لا يمكن لحل ينهي النزاع أن يتحقق إلا من خلال إيجاد دولة فلسطينية تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل بأمن وسلام.

أصبح حل الدولتين سياسة رسمية أميركية إبان إدارة الرئيس جورج دبليو بوش، ويُنظر اليوم إليه على أنه أولوية أمنية وطنية في إدارة الرئيس باراك أوباما. وقد تم تبنيه دوليا من قبل الأمم المتحدة واللجنة الرباعية للشرق الأوسط ومنظمة التحرير الفلسطينية وجامعة الدول العربية، ومن قبل حكومات إسرائيلية متعاقبة.

وقد أصبح الآن يحدد جميع نواحي التفكير الأميركي في التيار الرئيس حول هذا الموضوع، بما فيه مواقف غالبية المنظمات الأميركية العربية واليهودية.

ومن لا يعارض هذه السياسة في المنطقة سوى المتطرفين مثل الحكومة الإيرانية وحماس وحزب الله، والمتطرفين الأيديولوجيين في اليمين الإسرائيلي. وفي الغرب، تقتصر المعارضة على الناشطين على أقصى التخوم السياسية اليمينية واليسارية. إلا أن الكثير من سياساتنا لم تتناغم بعد مع هذا الإجماع على السياسة.

من الناحية الإيجابية، شهدت الشهور الأخيرة إجماعا لم يسبق له مثيل بين إدارة الرئيس أوباما والكونغرس. صرح أنصار «إسرائيل» القدامى في الكونغرس بوضوح أن حل الدولتين يخدم المصالح الإستراتيجية الأميركية والإسرائيلية، وقد قاموا بالتالي بدعم جهود الإدارة المبكرة لإرساء قواعد محادثات سلام متجددة ولبناء مؤسسات الدولة الفلسطينية. من ناحية أخرى، تستمر التوجهات القديمة بوجود رابح وخاسر، والتي ينظر فيها إلى فوز أحد الطرفين على أنه خسارة لا محالة للطرف الآخر، ويتم بذل المزيد من الطاقة على تحقيق نقاط في الجدل بدلا من التوصل إلى حلول، تستمر بالهيمنة على العلاقة بين الحكومتين الفلسطينية والإسرائيلية، وكذلك بين الجاليتين العربية واليهودية ومنظماتهما في أميركا.

ويقع التنافس بين الأهداف المذكورة والسلوك الفعلي في قلب الصعوبات التي تواجه جهود الإدارة في حل هذا النزاع، ويجب التغلب عليها.

ورغم تصريحهم بهدف مشترك، تجنبت جاليات أميركا العربية واليهودية حتى الآن إيجاد دينامية تعاونية. لم يتأسس التعاون بين الجاليات إلا بين جزء يسير من المنظمات، بينما يبقى مركز الثقل عدائِنا إلى حد كبير. ما زالت لغة خلع الشرعية عن الآخر والبحث المستمر عن «إثبات» بإيمان الآخر غير الراسخ، تعرّف معظم الطرح المتعلق بالنزاع العربي الإسرائيلي، الأمر الذي يضر بتحقيق حل، تقول الجاليتان أنهما يرغبان بتحقيقه.

ربما يكون ذلك دينامية يمكن فهمها (رغم أنها مدمّرة) بين طرفين غريبين يكافحان لإيجاد سبيل للخروج من نزاع مؤلم نشط. إلا أن هذه الدينامية لا مكان لها في الساحة السياسية الأميركية المحلية، حيث يجب أن تكون المصلحة الوطنية في حل هذا النزاع هي الأهم والأكبر.

وفي الوقت الذي تعمل فيه إدارة الرئيس أوباما على السعي قدما لبناء تحالف دولي للسلام، يحتاج التحالف الداخلي من أجل حل الدولتين لأن يُخلق في هذا البلد. يجب أن يكون هدفه المركزي إعلام القادة السياسيين وخاصة في الكونغرس، عن اتساع هذا التحالف لصالح السلام بناء على حل الدولتين وعمق الالتزام الذي يمثله. يحتاج أعضاء الكونغرس وغيرهم من الشخصيات في المجال العام للحصول على الدعم الكافي ليعتنقوا هذا التوجه بحق، وليكونوا على ثقة بأنه يأتي بفائدة سياسية وليس بكلفة.

يحتاج تحالف كهذا لأن يتبلور حول نواة من المنظمات العربية واليهودية، إذ أن هاتين الجاليتين احتمالات أكبر الخسائر في حل هذا النزاع، وأوسع معرفة مفصلة بالشرق الأوسط. يتطلع الأميركيون الآخرون إليهم بالطبع لقيادة هذا التحالف.

إضافة إلى ذلك، ونتيجة لعلاقاتهم العميقة الشخصية والسياسية مع الفلسطينيين والإسرائيليين بالترتيب، تتواجد هاتان الجاليتان في أفضل موقع لدعم الإدارة وجهودها لجمع الأطراف معا من أجل محادثات سلام تنتهي بوضع حد للنزاع والاحتلال. ويمكن كذلك لتحالف بقيادة يهودية وعربية من أجل السلام أن يثبت التزام أقرب أصدقاء الأطراف في المنطقة لتحقيق اتفاقية الدولتين وإثبات أن هاتين الجاليتين، هنا وفي الشرق الأوسط، تستطيعان العمل معا لدعم مصالحهما المتبادلة. من الطبيعي وجود اختلافات في الفروقات الدقيقة ومجالات الاهتمام والتأكيد، داخل وبين الجاليتين، حيث أنها ترعى الحوار وتشجع أفكارا جديدة خلاّقة. يجب ألا يكون الهدف خنق هذا التنوع وإنما إيجاد أكبر جمهور ممكن لاتفاقية السلام.

يحتاج تحالف كهذا لأن يكون واسعا بشكل كافٍ ليضم جميع المنظمات التي تدعو إلى حل الدولتين، حتى لو كانت تعاني من خلافات حول سبب دعمها له، أو أفضل سبيل للوصول إلى هذا الهدف أو حتى كيف تعرّفه بدقّة. ما نحن بحاجة إليه هو وسيلة يضمن من خلالها العرب واليهود وغيرهم من الأميركيين المهتمين أن مجموع الجهود التي يبذلونها تدعم قضية الأمن الوطني الشاملة المعرضة للخطر.

يتوجب علينا جميعا نحن الذين نريد إنهاء هذا النزاع أن نجتمع معا من أجل قضية مشتركة، وأن نلقي المواقف القديمة البالية غير المثمرة بعيدا وأن نعطي الدعم السياسي الضروري للقادة على كافة الجوانب، الجادين في تحقيق الحل. لقد حان الوقت لسياستنا لأن تصطف مع أهدافنا السياسية المشتركة.

* رئيس فريق العمل الأميركي من أجل فلسطين، وعضو في المجلس الاستشاري لمنظمة الأرضية المشتركة للشرق الأوسط، والمقال ينشر بالتعاون مع «كومن غراوند»

إقرأ أيضا لـ "Common Ground"

العدد 2747 - الأحد 14 مارس 2010م الموافق 28 ربيع الاول 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً