وصول منتخبنا الوطني الأول لكرة اليد إلى مونديال السويد لأول مرة في تاريخه في عهد الاتحاد الحالي برئاسة علي عيسى يعتبر إنجاز كبيرا يسجل للرئيس ولأعضاء مجلس الإدارة بلا أدنى شك، ولكن هذا الإنجاز لابد وأن (يجر) وراءه إنجازات أخرى، لترتقي لعبة كرة اليد أكثر وأكثر ولتكون اللعبة الشعبية الثانية في البحرين بعد كرة القدم حقا.
باعتقادي أن التحدي الذي ينتظر اتحاد اليد في الوقت الحالي والذي على المسئولين فيه أن يأخذوه بعين الاعتبار والاهتمام، هو وضع آلية واضحة لزيادة شعبية اللعبة في مناطق البحرين أولا، وإعادة اللعبة لمكان كانت فيه اللعبة وتوقفت فيه لأسباب محددة، ففي رأيي أن منطقة كبيرة كالرفاع تحتاجها اللعبة، وأخرى كعالي وما حواليها تحتاجها اللعبة أيضا، وناد كنادي المحرق الذي كان في يوم من الأيام من الأندية المنافسة بحاجة إلى أن تعود اللعبة إليه من جديد.
قرأت قبل أيام، أن رئيس الاتحاد السعودي لكرة اليد سليمان السديري قد زار ناديي النصر والهلال في العاصمة الرياض للتباحث معهما حول آلية إعادة اللعبة لهذين الناديين من جديد، السديري بكل تأكيد يدرك أن وجود ناديين كالنصر والهلال في الدوري سيضيف الشيء الكثير، سيحرك سوق اللاعبين والانتقالات من جانب، وسيزيد جماهيرية اللعبة من جانب آخر، والمستفيد في الأول والأخير هي اللعبة.
الحال ينطبق على كرة اليد لدينا تماما، ولابد من أن يتغير نمط المنافسة في الدوري، المنافسة على مستوى اللاعبين أو البطولات، فإلى متى يبقى الحال كما هو عليه الآن؟! ليس التأهل إلى نهائيات كأس العالم وحده ما سيقودنا خطوات وخطوات إلى الأمام، لابد من العمل بحد ووضع الاستراتيجيات الواقعية المبنية على أسس علمية وخبرات البلدان المتطورة، ففي كرة اليد خير وخير كثير أكثر مما هي عليه الآن.
كتبت مسبقا بأن الاتحاد تأخر جدا لتحديد هوية الجهاز الفني لمنتخب الشباب الذي سيشارك خلال الصيف المقبل في تصفيات كأس العالم، ولابد من المسئولين بالاتحاد أن يدرسوا الوضع جيدا في الوقت الحالي لاختيار المدرب الأنسب للمنتخب، وبالنسبة لي بأن البحث عن مدرب وطني في الوقت الحالي أفضل من الأجنبي، لعدة أسباب.
السبب الأول يكمن في صعوبة الحصول على مدرب متفرغ في هذا الوقت الضيق، الثاني أنه حتى لو جاء مدرب أجنبي فإنه من الصعوبة أن يتعرف على نوعية لاعبي هذه الفئة وخصوصا أن مسابقة الشباب ستنتهي خلال شهر من الآن كحد أقصى، الثالث أن هناك من المدربين الوطنيين من يمتلك الكفاءة وأرشح هنا المدربين الوطنيين عصام عبدالله وبدر ميرزا.
الجانب الآخر الذي يتوجب على الاتحاد الالتفات إليه، هو ما يخص منتخبنا الوطني لكرة اليد الشاطئية الذي سيشارك في بطولة الخليج الشاطئية بالبحرين ومن ثم دورة الألعاب الآسيوية الشاطئية في عمان في نهاية العام الجاري، لابد من وضع برنامج واضح لاختيار لاعبي المنتخب، ولابد قبل ذلك من حسم هوية المدرب الآن أيضا حتى يتسنى له وضع البرنامج باستغلال فترة الصيف بإقامة دوري للأندية على سبيل المثال.
الجيل الرياضي الحالي محظوظ أنه يتابع كل البطولات العالمية في لعبة كرة القدم وغيرها من الألعاب بأبخس الأثمان، ففي السابق المحظوظ الذي يتابع مباراة في الدوري الإسباني والإيطالي والإنجليزي لكرة القدم على سبيل المثال وذلك لارتفاع كلفة الاشتراك، الآن هذه الدوريات إلى جانب دوري أبطال أوروبا وبقية الألعاب في المتناول ولكنه مع الأسف لا يستفيد لاعبونا سواء الصغار أو الصاعدين أو حتى الكبار من هذه الدوريات إلا «المعايه» على فريقهم المفضل أو تقليد اللاعبين المفضلين لهم تقليدا أعمى، إذ بدلا من أن يتعلمون من مهارات هؤلاء اللاعبين، يأخذون الجوانب غير المهمة كطريقة الركض أو قصة الشعر وما شابه، لذلك تحسب اللاعب وقت المباراة قادما لعرس أو حفلة تعارف وليس لمباراة فيها من القوة والرجولة الشيء الكثير، يغرك في شكله، فتجده أثناء اللعب (كومبارس)، أرى أنه من الواجب على المدربين وخصوصا في الفئات السنية الالتفات إلى هذا الجانب المهم للغاية.
إقرأ أيضا لـ " محمد أمان"العدد 2744 - الخميس 11 مارس 2010م الموافق 25 ربيع الاول 1431هـ