إذا كانت المرآة من فضة، فالصور من ذهب...!!
ففي المرآة، نتجنب وعورة الصمت ومشقة الكلام، وفي المرآة وجوه وأنفاس وحكايات ومدن... وللمرآة ذاكرة لا تخيب ولا تخطئ، ولا تحابي أحدا على حساب آخر لا حول له ولا قوة.
ولأن المرآة كذلك، ولأن لدى كل منا ذاكرة ممتلئة بحكايات وأنباء مدن. نعود قليلا إلى ذاكرتنا القريبة من تاريخنا هذا بشهرين تقريبا، حيث الفترة الزمنية الممتدة من 6 إلى 10 /12/ 2009م.
فعلى محمل الرضا وسعادة الخاطر، وبكثير من الود والطمأنينة نعود بذاكرتنا إلى الرحلة الاستثنائية والجميلة التي قضيناها في «مملكة البحرين» حيث جزيرة «طرفة بن العبد»، وجزيرة أحفاده الشعراء والأدباء والمثقفين الذين أحسنوا وفادة الوفود العربية التي قدمت إلى هناك للمشاركة في «مهرجان الشعراء الشباب العرب الأول».
هنالك، في تلك الحقبة الزمنية الصغيرة بأيامها ولياليها، وفي تلك البقعة الجغرافية البسيطة بتعدادها وتعدد معالمها، ظهرت معالم أخرى، وأزمنة أخرى، وحقائق أخرى لم تكن غائبة عنا إزاء فكرتنا الأولى عن البحرين وعن البحرينيين وعن البحر الذي يحيط بها من كل حدب وصوب، إلا أنها اقتربت بنا منها ومن أنفاسها الصادقة والواعية لإنسانيتها الرابضة في مشاعرها وفي سلوكها إزاء الآخر، أيّا كان جنسه وجنسيته ولونه وعرقه ومعرفته.
لقد كشفت تلك الرحلة النقاب عن معدن أهل البحرين بكل أطيافهم وطوائفهم وطبقاتهم ومستواهم التعليمي والثقافي. لقد كان كل البحرينيين على قدر كبير من الوعي والثقافة والإدراك الحسي والمعنوي والأخلاقي والإنساني لما يدور حولهم ولما يفد إليهم من مشارق الأرض ومن مغاربها.
لقد جسدوا معنى السلوك الثقافي تطبيقا واقعيا دون تزييف أو تزيين أو فرد عضلات ثقافية لا مبرر لها ولا أساس لها من الصحة ومن الصحبة الرضية.
لقد كانوا على قدر كبير من الوعي بأسس الضيافة، وبأبجدية التواضع، وبمنطق الاحترام، وبمعنى الحوار، وبرسالة الشعر القائمة على استراتيجية تسليط الضوء على مكامن الأشياء وعلى الذات البشرية المفطورة على منهجية السلوك الإنساني السوي الشفيف.
أثناء جلوسنا في سيارة الأجرة التي أقلتنا إلى مقر إقامة الوفود المحدد من قبل «أسرة كتاب وأدباء البحرين» ومن قبل اللجنة المنظمة للمهرجان، في تلك الأثناء، تَرِدُ إلى صاحب وسائق السيارة ـ المواطن البحريني الجميل «الوالد أبو عبدالهادي»، رسالة نصية عبر هاتفه المحمول هذه نغمتها: (هنالك رسالة كانت يجب أن تصل، ووصلت)!!
ترى، هل حقا وصلت؟ أم أن شيئا ما عرقل مسيرتها بسبب أعمال طرق غير ممنهجة، أو بسبب إشارة ضوئية حمراء تعطلت جميع ألوانها باستثناء الأحمر الأشبه بدم مراق في العراق أو لبنان أو فلسطين؟!
إقرأ أيضا لـ "عبدالله السبب"العدد 2743 - الأربعاء 10 مارس 2010م الموافق 24 ربيع الاول 1431هـ
14 نور
أوافقك الرأي ولكن عن الحقبة القديمة من أهل البحرين أما الأن فأنت ترى معدل الجريمة عادات
دخيلة وعقيمة كنا نسمع عن اصناف من الطعام والشراب اما اليوم فنرى أصناف من الناس وذلك بسبب يهتز به القلب وهو تجنيس الأجلاف الذين
أحضروا الأوبئة الكريهة معهم والله على ما أقولو شهيد لا تبلياً عليهم وإنما حقيقة صارخ قلبت البلاد على رؤوس العباد والقادم ليل حالك السواد أجرنا يا الله.