في حقيقة الأمر لم يستوقفني في الضجة التي أثيرت على جمعية الوفاق كونها مفتعلة أو تستحق كل الجلبة التي أثيرت عليها، بقدر ما تستوقفك مواقف جمعيات التحالف السداسي الأخرى منها، ففي الوقت الذي وقفت فيه «وعد» موقفا مساندا واضحا، شجع «أمل» أن تلتحق بها في إصدار بيانٍ تضامني، كانت الجمعيات الثلاث الأخرى (المنبر التقدمي، التجمع القومي، الإخاء) غائبة عن الساحة تماما، فلم يكن لها أي موقف واضح إيجابا، وهو ما يعني - سياسيا - أنها وقفت موقفا سلبيا تجاه «الوفاق» في محنتها المذكورة.
ليس مفهوما فعلا صمت الجمعيات الثلاث عن الوقوف جنب حليفتهم الأكبر، لأن هذا الصمت وفق منطق السياسة لا يعتبر حيادا، بل هو قبولٌ بالهجمة التي شنتها ومازالت جهات تختلف معهم جذريا في حراكهم السياسي والوطني، وهو وفق تفسير آخر رضا بما يجري من هجوم على «الوفاق».
هذا الصمت عن إبداء أي موقف من جمعيات تصنف على أنها جمعيات معارضة، ويجعل المراقبين يعيدون حساباتهم في هذا التصنيف، فما دعت إليه «الوفاق» في مؤتمرها العام، هو آمال وأحلام يتطلع لها أي وطني على هذه الأرض فيما يختص بتداول السلطة وتشكيلٍ وزاريٍ تفرزه إرادة الشعب، والوصول إلى صيغة على شاكلة الممالك الدستورية العريقة، ولست أعتقد أن أيّا من الجمعيات الثلاث التي لم تساند «الوفاق» تختلف مع هذه الآمال، ولعلنا لا نفشي سرا إذا ما قلنا أنها تقع على رأس أدبياتها التي تترنم بها في خطابها الوطني والسياسي.
بحسب المراقبين هناك ادعاءان يفسران هذا الصمت لدى هذه الجمعيات، الأول الخوف من أن تطالهم الهجمة التي شنها بعض النواب والصحف بالإضافة إلى التهديدات التي ساقها وزير العدل لكل من يساند «الوفاق» أو يتضامن معها، والأمر الثاني يتعلق برد فعلٍ تجاه موقف «الوفاق» من رفض التنازل لها بمقعدٍ أو اثنين في الانتخابات المقبلة، ومن دون أن نرجح أيّا من الادعاءين، فإن واقع الحال يكشف عن أن سقف هذه الجمعيات بدا في هذه الحادثة أدنى من أن يصنف في خانة الجمعيات المعارضة.
ركود الجمعيات الثلاث (المنبر التقدمي، التجمع القومي، الإخاء) إزاء ما يجري لم يوصل رسالة سلبية لرموز «الوفاق» بالخذلان لهم فقط، بل أعطى قواعد الجمعية يقينا أكبر بأن يزيد من قناعاتهم بأن لا يكون هناك رضا بأن تتشارك «الوفاق» مع أيٍّ منها في الانتخابات المقبلة، لأن شارع «الوفاق» يرى - ببساطة - أن هذا الوقت هو الذي تتضح فيه المواقف الحقيقية، وتظهر فيه المواقف الثابتة، بل أصبح يتساءل إذا كان تصريح وزير العدل قد أخاف هذه الجمعيات وجعلها تطبق قاعدة «ما لنا والدخول بين السلاطين»، أو «ابعد عن الشر وغنّي له» بسبب عبارة أو اثنتين في كلمة قيلت في محفلٍ عام، فكيف ستتصرف في ملفات أكثر سخونة كالتجنيس والتمييز والدفان وغيرها!
«وعد» كانت فعلا الأكثر شجاعة في دعم «الوفاق»، وبدا واضحا أن هذا الدعم كان موجها إلى المواقف وليس إلى الأشخاص، وعلى كل من انتقد «وعد» في هجومها على «تقاعد النواب» واعتبره هجوما على «الوفاق» حينها أن يضبط توقيت ساعته مجددا، وتنظيف نظاراته جيدا، «وعد» لم تعد تأمل بأيِّ مقعدٍ من «الوفاق» لكنها وضعت نفسها في خندقٍ واحدٍ معها، لأنها تدافع عن مواقف نضالية أيّا كانت ومن أيِّ جهةٍ، ولعلَّ «أمل» تقترب من هذا المنحى شيئا ما.
«الوفاق» هي أكبر الجمعيات السياسية، وتملك رصيدا شعبيا ونيابيا يغنيها عن انتظار مواقف وبياناتٍ مساندةٍ لها من أيِّ جمعية أو كيانٍ كائنا ما كان، ولعلها مع قرب الانتخابات - أواخر هذا العام - الرابح الأكبر في هذه الهجمة التي مورست ضدها، ولو كان من اقتراحٍ يقدم لها، فهو أن تبعث بباقات وردٍ إلى النائب السعيدي وغيره ممن هاجموها بالإضافة إلى رسائل شكرٍ لهم بسبب هذه الدعاية المجانية لها في موسم الانتخابات، والتي لو أرادت الجمعية أن تحظى بمثل نتائجها في التفاف قواعدها حولها لصرفت عليها آلاف الدنانير
إقرأ أيضا لـ "حسن المدحوب"العدد 2739 - السبت 06 مارس 2010م الموافق 20 ربيع الاول 1431هـ
لقد اثلجت صدورنا
اخي العزيز اعجز عن التعبير عما بداخلي ولكن سلمت يمينك.
فليتعلم منك الكتاب حس الوطنية والمصداقية والشجاعة في آن واحد.
جزاك الله خير الجزاء
تحالف سياسي من وعد وامل له معنى؟؟؟؟؟
فهو أن تبعث بباقات وردٍ إلى النائب السعيدي بس فيها شوك علشان تغجه في قلبة الاسواد قال رجل دين باع باع باع؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟للمحرر يجب ان لاتقلوا شجاعة عن الجريدة الاخرى من ناحية نشر مايكتب ولماذا تبترون مانكتب وانتم لسان الفقراء وافضل جريدة في البحرين بدون مجاملة ونفاق
جمعية امل سباقة لدعم اخوانها
كما دعت جمعية العمل الاسلامى فى نفس اليوم الى اجتماع طارئى يعقد بجمعية الوفاق تضامنا معها وتم الاتصال بالجمعيات الاخرى ، وحينما لم تجد جوابا ، اقترحت جمعية امل ان يكون الاجتماع ثلاثى ( وعد ، امل ، وفاق ) وعرضت الفكرة على الاخوة بالوفاق ايضا ومع الاسف لم يتم الاجتماع
كما ان وفدا من جمعية العمل اللاسلامى حضر بندوة الوفاق التى نظمتها على تداعيات القضية تضامنا ودعما لموقف الوفاق
هذا ماوددت توضيحه للعلم وتوضيحه للناس
عضو من جمعية العمل الاسلامى
بعيدا عن المزايدات
مسرحية مكشوفة وهى محاولة ترميم لجماهيرية الوفاق بعد ان انكشف مدى مواقفهم الهزلية في كل الملفات التي تعهدو لناخبيهم وفشلوا في حل ايى ملف
من مصلحة الحكومة بقاء مثل هذه الكوكبة من النواب الطائفيين و هذه مسرحية معة سلفاً
جمعية العمل كانت السباقة لدعم اخوانها فى الوفاق
تعليقا على ماجاء فى مقالة الاخ الفاضل حسن المدحوب اود التنويه الى التالى :
ان جمعية العمل الاسلامى كانت المبادرة الى حملة الدعم والتضامن مع اختها ( جمعية الوفاق ) ففى اليوم الاول للحملة التى شنت على الوفاق ، اتصلت جمعية العمل الاسلامى بالاخوة فى وعد لكتبابة بيان تضامنى عاجل مع الوفاق للجمعيات الست ، وقد صاغت وعد بيان اولى بعد ذلك لااطلاع الجمعيات الست عليه ، فوافقت جمعية امل والاخاء ، وحذفت جمعية المنبر فقرات هامة منه ، ولم يحصل جواب من التجمع القومى رفضت جمعية امل التوقيع بعد التعديل
حتى نكون أكثر وعيا
يجب أن لا نفتح الأحضان مشرّعة لـ "وعد" فالتاريخ يعلمنا أن نكون أكثر حيطة وحذر منهم. وكلامي ليس تقييما شخصيا أو "هوى" بقدر ماهو حقائق ثابتة، والكاتب الكريم يعلم تماما ماهو المغزى!
أبو فضل
أحسنت أيها الأخ العزيز، الوفاق قادرة على إدارة وحلحلة هذه المشكلة المفتعلة وفي الحقيقة لم نجد ان كل هذه الضجة سببت أي ارباك لحراك الوفاق بل أصبح نجمها أكثر سطوعاً.
الرجال مواقف وكل يعبر عما في نفسه
الرجال مواقف وكل يعبر عما في نفسه وتفضحه الايام واحسنت القول ان الوقوف ليس مع الوفاق وانما مع مواقفها التي تطالب بها كل الجمعيات بل كل مواطن شريف غيور على وطنه محب له فهل ستكون الصورة اكثر وضوحا . اما الجمعيات التي استنفرت فلا عجيب ولا غريب مواقفها لانها لا علاقة لها بما يطرح ودخولها ليس لخدمة الوطن بل لخدمة من سهل لهم الدخول .