بعد أن عدت من مطار البحرين الدولي بعد استقبال أفراد منتخبنا الوطني الأول لكرة اليد القادمين من العاصمة اللبنانية (بيروت) متوجين بوصافة القارة الآسيوية ومتأهلين إلى نهائيات كأس العالم المقبلة في السويد، جلست (أتفاكر) مع نفسي ماذا أكتب عن الاستقبال الرسمي والشعبي الذي حظي به المنتخب في المطار.
كتبت استقبال رسمي (...) وشعبي (معبر) للمنتخب المونديالي في العنوان الرئيسي لخبر العودة، تركت وصف الاستقبال الرسمي لحين الانتهاء من كتابة الخبر، بعد أن انتهيت من كتابة الخبر، وضعت بين القوسين كلمة (باهت)، بعد ذلك غيرتها إلى (فاتر)، ومن ثم (أقل من المتوقع)، إلى أن استقريت على كلمة (عادي)، حتى لا يكون في الأمر إساءة أو تقليل من شأن أحد من الحاضرين.
قرأت أول أمس الأول بيان اللجنة الأولمبية البحرينية والذي علقت عليه غالبية الصحف المحلية بلسان الاستغراب وعدم الاقتناع من تبرير غياب أعضاء اللجنة الأولمبية عن حفل الاستقبال، فأنا أتفق مع الصحف فيما ذهبت إليه، فليس من المعقول أن تكون اللجنة الأولمبية غافلة عن موعد وصول المنتخب، ثم إنه لو كان اتحاد اليد مخطئا، أليس من الأولى من الأولمبية الحاضن المنتظر للاتحاد أن تتدارك الأمر وتحاسب الاتحاد فيما بعد حتى لا يكون اللاعبون (الضحية).
كثيرا من الطرفات سمعتها من قبل البعض تعليقا على الاستقبال وطريقة التعامل عموما مع تأهل المنتخب إلى نهائيات كأس العالم، أبرز ما قيل كان مقارنة بين تصفيات أصفهان 2008 وتصفيات بيروت 2010، ففي تصفيات أصفهان لما تمت المؤامرة على المنتخب الوطني بين المنتخبين الكويتي والإيراني خلال أقل من 12 ساعة أرسلت طائرة ملكية خاصة لاستعادة اللاعبين وحظوا باستقبال الأبطال رسميا، ولما تأهل إلى كأس العالم لا طائرة خاصة ولم يحظوا بالاستقبال الذي يليق بما حققوه.
أشبه منتخب اليد بالإنسان مكسور الخاطر، الذي دائما ما يعود من البطولات الآسيوية وهو يبكي حسرة على ظروف يتعرض لها لا علاقة له بها وأنه مجبر على أن يكون الضحية (...)، ولما تلاشت الظروف وأصبح الطريق معبدا إلى نهائيات كأس العالم لأن الإمكانيات التي يمتلكها تأهله لذلك في الظروف الطبيعية، بقي مكسور خاطر أيضا.
استقبال رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة أعاد جزءا من البسمة على محيا اللاعبين في الحصول على التكريم اللائق الذي يتناسب مع الإنجاز، فالتأخير في عملية التكريم يقلص زهوة التأهل بلا أدنى شك، لذلك أتمنى من رئيس اللجنة الأولمبية ورئيس المؤسسة العامة للشباب والرياضة تسريع عملية التكريم.
رسائل التطمين التي بعثها المسئولون بالاتحاد الآسيوي لكرة اليد بأن تصفيات بيروت ستكون المنافسة فيها شريفة، عبارات تحققت بشكل عملي في التصفيات بحسب متابعتي للمباريات، عدا ما حدث في مباراة كوريا الجنوبية وقطر التي لا دخل للآسيوي بها، هذه الوضعية يتمنى الجميع أن تستمر وتتواصل في المنافسات المقبلة، لأن التجاوزات السابقة يجب أن تتوقف ويجب أن يأخذ كل ذي حق حقه.
يتوجب على اتحاد اليد في الوقت الجاري وضع استراتيجية واضحة المعالم بشأن إعداد المنتخب للمشاركة في كأس العالم، فبعد سنوات من الحرمان لا يتطلع الشارع الرياضي إلا للمشاركة المشرفة وليس المشاركة الشرفية، والمنتخب الوطني قادر على تحقيق ذلك إذا ما توفرت له سبل النجاح، الاستراتيجية تبدأ باختيار المدرب المناسب الذي باستطاعته قيادة المنتخب، والأمر لا يتعلق بالاتحاد فقط، بل بالمؤسسة العامة للشباب والرياضة واللجنة الأولمبية البحرينية.
إقرأ أيضا لـ " محمد أمان"العدد 2733 - الأحد 28 فبراير 2010م الموافق 14 ربيع الاول 1431هـ