أنا لا أترك أولادي في أي أجواء منفلتة ومتسيبة، وأعرف بدقة أين هم؟ ومع من؟ ولدي برنامج تفصيلي لخروجهم وعودتهم للمنزل، وهذا يكفي ولا داعي لأكثر من هذه الأمور في حماية أولادنا من خطر الانحراف.
صباحا أوصلهم بسيارتي للمدرسة، ويعودون منها في وقت محدد يوميا مع سائق أمين من جيراننا، وبرنامجهم المسائي بعد مراجعة دروسهم هو بيوت أقاربهم، التي أتكفل بذهابهم وإيابهم منها، فمن أين يأتيهم الانحراف؟
كلام صاحبنا هذا جاء في سياق رده على حديث شيق وجميل فتحته الصدفة وليس التخطيط حول الانفلات الأخلاقي والجنسي وما تنقله الجرائد من جرائم يندى لها الجبين.
كانت أجواء الجلسة تسير باتجاه الحديث عن برنامج أسري عائلي، يحركه الوالدان لتثقيف أبنائهم كي لا يقعوا في الخطر، بسبب الجهل والغفلة، إلى أن انعطف بها صديقنا ببرنامجه الذي يتقن تنفيذه مع أولاده.
أود هنا أن نتأنى لنتساءل ونحن قد أوصلنا أولادنا للمدرسة، هل في المدرسة خطر؟
ليسمح لي القارئ العزيز وإن بدا مقالي قص ونسخ، أن نقرأ هذا المقتبس «قال أستاذ التوجيه والإرشاد، رئيس قسم علم النفس بجامعة أم القرى، المشرف العام على مركز أمل جدة للمتخلفين عقليا والتوحد عبد المنان علا إن إيذاء الأطفال نفسيا منتشر انتشارا كبيرا في مدارسنا؛ بسبب تهاون المعلمين في استخدام بعض الألفاظ التي تؤثر على نفسية الطفل. وأكد عبدالمنان أن الإيذاء النفسي من أخطر أنواع الإيذاء التي يتعرض لها الأطفال كالبدني والجنسي» (صحيفة« الوطن» السعودية 12/3/1431هـ)
«جاء ذلك أول من أمس في ملتقى الحد من إيذاء الأطفال الذي تشرف عليه وزارة التربية والتعليم في محافظة القنفذة بحضور أكثر من 500 مدير مدرسة ومرشد طلابي ومشرف تربوي. وأضاف عبدالمنان أن الطلاب في بعض المدارس يتعرضون للاعتداء الجنسي سواء من زملائهم أو حتى من معلميهم، وأن هناك حالات سجلت في بعض المدارس» (نفس المصدر السابق).
«وحول الإحصائية العامة للأطفال الذين تعرضوا للإيذاء، قال عبدالمنان إنه لا توجد إحصائية خاصة بعدد الأطفال الذين تعرضوا للإيذاء وذلك لعدة أسباب من أهمها أن بعض الحالات لا تصل إلى الجهات المختصة وهي كثيرة وذلك بسبب الحرج أو العيب» (المصدر السابق نفسه).
هناك خطران في المدرسة، الخطر الأول هم الطلاب الذين لم يتربوا تربية حسنة، أو الذين لم يوفقوا لفهم الحياة بطريقة عفيفة مع ما بذله آباؤهم لتربيتهم، وهذا هو الخطر الأكبر؛ لأن الطلاب يكونون مع بعضهم صداقات قد تتسلل خلالها العديد من الأفكار والسلوكيات الملتوية، كما أنهم يكشفون ميولهم وسلوكياتهم دون اكتراث بأحد، لأنهم لا يحسبون للأمور حساباتها.
والخطر الثاني هم بعض المدرسين غير الأسوياء، ومع أن هؤلاء من وجهة نظري نسبة ضئيلة للغاية، لكن الواحد السيئ فقط يمكن أن يشوه الكثير من الطلاب الصغار في المدرسة التي يدرّس فيها، ويمكنه أن يتسبب لهم في الكثير من الأذى والبؤس.
وجاء في إحصائية لم أر أحدث منها لعدد المعلمين الذكور «يصل عدد المعلمين في المملكة إلى أكثر من 185 ألف معلم منهم 100 ألف معلم للمرحلة الابتدائية و45 ألفا و170 معلما للمرحلة المتوسطة و30 ألفا و771 معلما للمرحلة الثانوية إضافة إلى ما يقارب 400 معلم للتربية الخاصة» (صحيفة «اليوم» السعودية 20/8/2006م).
إن ما يمكن قوله هنا إننا قد نحصل على 99.75 في المئة من المدرسين الأسوياء والأوفياء، ومع ذلك تشكل النسبة الضئيلة الباقية خطرا حقيقيا يحتاج إلى حيطة وحذر.
كل البيئات بلا استثناء ليست آمنة 100في المئة، ولا بديل إلا تثقيف أولادنا بالوعي الذي يمكنهم من معرفة الخطأ من أي جهة تطاولهم، وسنكمل في المقال القادم من زاوية العائلة والأقارب.
إقرأ أيضا لـ "الشيخ محمد الصفار"العدد 2733 - الأحد 28 فبراير 2010م الموافق 14 ربيع الاول 1431هـ
من وجهة نظري ان المدرسه من اخطر البيئات الغير آمنه
لان الاختلاط يكون متنوع من حيث ان التلاميذ تختلف بيئاتهم وجنسياتهم وبذلك يختلف سلوكهم وبما ان الطالب يقضي معظم وقته بالمدرسه فان تأثير الاخرين بسلوكهم يأثر عليه في الوقت الحاضر بالمدارس ياما حدثت اشياء الواحد يخاف يتكلم عنها مثل التحرش الجنسي والبنات البويات اللي طالعين الينا الحين والله يحمي بناتنا واولادنا من هذا الخطر الداهم